(4- كم صنفاً من الطلاب لديك؟). * «لا تصنع فوارق بين طلابك» شعار اعتمدته المدارس الفنلندية قبل أن (تلطشه) منهم الولاياتالمتحدة مؤخراً، الشعار يقوم على عدم فصل الطلاب، أو عزلهم، أو تصنيفهم على أساس مستوياتهم الدراسية مهما كانت الأسباب.. في فنلندا لا توجد مدارس خاصة تعزز الطبقية، ولا فصول للموهوبين تكرس الشعور بالغباء والنقص لدى بقية الطلاب، ولا مدارس رائدة ولا مطورة، رفع مستوى المتعثرين ودعمهم للحاق بزملائهم من أهم واجبات المعلم الأساسية.. 30% من أطفال فنلندا يتلقون مساعدات إضافية خلال أول 9 سنوات في التعليم الأساسي.. كل هذه العوامل جعلت فنلندا تمتلك أصغر فجوة بين الطلاب الأقوى والأضعف، الأغنى والأفقر، الأذكى والأقل ذكاء من أجل تكوين أجيال مستقرة ومتزنة نفسياً وتعليمياً. (5- ما مدى قوة الارتباط بين المعلم وطلابه؟) * العلاقة الإنسانية السوية عامل مهم في تعليم وتكوين الطفل والمراهق، وإحدى مميزات النظام الفنلندي هو حب الطلاب لمدرستهم ولمعلميهم، والسبب أن المعلمين يمكثون مع تلاميذهم لفترات طويلة تصل إلى 5 سنوات، هذا لا يؤدي إلى توطيد العلاقة الإنسانية والتعليمية بين المعلم وطلابه فحسب، بل يتجاوز إلى بناء شراكة حقيقية وطويلة الأجل مع الأسرة والمجتمع!. *انتهت الأسئلة الخمسة، لكن بقي أن أشير إلى سبب مهم لفت نظري بقوة في التجربة الفنلندية ألا وهو «المساواة».. فتكافؤ الفرص والعدالة بين الطلاب، والمدارس، والمعلمين ساهم في تصدر هذه الدولة الصغيرة لسلالم التعليم العالمية.. الفنلنديون بمختلف شرائحهم (بما فيهم أبناء الوزراء) يحصلون على نفس الدرجة من التعليم.. غير مسموح إطلاقاً بإنشاء المدارس الأهلية خوفاً من الطبقية والأدلجة والاستغلال التجاري، وجميع المدارس تحصل على نفس المميزات، لا توجد تصنيفات ولا منافسات بين المدارس تحبطها أو تصرفها عن واجبها الأسمى، الجميع يعمل بعدالة وفق أهداف وطنية محددة وواضحة، وبالتالي عليه إعطاء نفس المخرجات.