* عندما أَغْلَقَتْ سلطاتُ الاحتلال الإسرائيلي (المسجد الأقصى) في وَجْهِ المسلمين، ومنعتهم من أداء فروضهم فيه، صَمَتَ أولئك الذين كانون يبيعون الكلام إلا من بعض (الشِّعَارات الزائفة)؛ لِدَغَدغَة مشاعِر عامة العرب والمسلمين، والّرقص على عواطفهم، ونبضات قلوبهم الطيبة. * في تلك الأزمة تحَرّكَت لمعالجتها (الأفْعَال) فقط دون ضجيج ومتاجرة، ف (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز) بحكمته، وبما تمتلكه بلاده من ثِقَل سياسي، وباتصالاته مع قادة الدول الكبرى استطاع أن ينهي تلك الأزمة، وأن يعيد الاستقرار والطمأنينة للمصلين من إخواننا الفلسطينيين. * وهنا مَن يقرأ التاريخ صادقاً ومُنْصِفَاً، سيتأكد له بأنّ مبادرة (سلمان الحَزم تلك) ما هي إلا صفحة أخرى من العطاءات الكبيرة التي قدمها للقضية الفلسطينية منذ أن كان أميراً للرياض؛ خِدمة لها، وبحثاً عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها أن تكون له دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف ، فَعَل ذلك (معنوياً وسياسياً)، كما كان (سَلمان) مُتَبَنِّياً وراعياً للجان الشعبية السعودية الداعمة لفلسطين. * مواقف (الملك سلمان) تنطلق من عقيدة راسخة قامت عليها (بلاد الحرمين) منذ عهد المؤسس (الملك عبدالعزيز غفر الله له) وحتى اليوم، فيها الإيمان بمساندة ورعاية ودعم (فلسطين) وشعبها الصامد المجاهِد؛ وكان هذا في المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية). * فَسِياسياً كانت البداية من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة الذي رفعت فيه (المملكة) راية الدفاع الجاد والشامِخ عن القضية الفلسطينية؛ ليستمر بعدها هذا النهج الداعم والدائم لها، والرافض للاحتلال الإسرائيلي وممارساته، وكان ذلك عبر المؤتمرات والاتصالات والضغوط الدبلوماسِيّة والاقتصادية، بل حتى الحروب العسكرية. * ثم كان هناك (المبادرات السعودية) التي بَصَم على تأييدها العَرب؛ ومنها: (مشروع الملك فهد - رحمه الله - للسلام العربي) الذي أُطْلِقَ في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة فاس المغربية عام 1982م، وأصبح أَساساً لمؤتمر السلام في مدريد عام 1991م . * ثم جاءت مبادرة (الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله)، التي أُعْلِنَت في قمة بيروت (مارس 2002م) وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد يُؤمن حَقّ (الفلسطينيين)، وحَلاً عَادلاً وشاملاً للصراع العربي الإسرائيلي. * هذا في الجَانب السياسي الذي تواصل في (عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله -) والذي من ثماره (إنقاذ الأقصى ومُصَلِّيه) من التصعيد الإسرائيلي الأخير؛ أما في ميدان دعم المملكة العربية السعودية اقتصادياً ل (فلسطين، وشعبها المثابر)؛ فالأرقام كبيرة جداً، ومستمرة؛ وهذا ما ستعرضه بإيجاز مقالة الغَد، (ليس مِنّة)، ولكن إبرازاً للحقيقة، فلا تذهبوا بعيداً.