«أيها المشتكي وما بك داء كن جميلًا تر الوجود جميلًا» مرَّ هذا البيت من قصيدة إيليا أبو ماضي الذي نحفظه جميعًا على مسامعي وكأنني أسمعه للمرة الأولى!، عذرًا كيف أكون جميلًا ؟! ماذا تقصد أيها الشاعر بأن «أكون» هل هو شيء يُكتسب، جمال غير جمال الخِلقة الذي تبادر لذهني فور سماع كلمة جمال وجميلًا؟! تتبعت آيات القرآن لهذه الكلمة، فوجدتها مقترنة بالجمال الحسي والمعنوي وليس الظاهري والشكلي! وبشكل أدق وجدتها في ثلاث كلمات: الصبر الجميل، الهجر الجميل، الصفح الجميل! ولو لاحظت، هذه الكلمات جزء من حدث غير جميل، فالصبر غالبًا ما يكون على الصعب والمر، والهجر يكون بالفقد والفراق، والصفح يكون على إساءة، فهل الجمال هو الترفع في الأخلاق ورد الإساءة بالحسنة، وتقويم النفس في التعاملات، فأقول جمال الروح ذاك هو الجمال؟! وفي حين أن القرآن أشار إلى ذلك، هناك الكثير من العلوم التي ألقت الضوء على الجمال وقسمته إلى قسمين: الظاهر، في اللبس والنظافة و...، والباطن، في الشكر، التقوى،...، وغيرهما في الأقوال والأفعال. فأغلب الجمال يُكتسب، ويبقى الربع في الخِلقة الجميلة التي هي هبة من الله على خلقه. إن التبحر في بحر الجمال لهو إبحار بلا شاطئ، لذا أجدني فقط معتلية موجة منه ككاتب رأي هنا لا باحث، فمرفأ الجمال عندي: أن تكون واثقًا.. فعندما أكون واثقة من نفسي أجدني جميلة! جميلة في كل شيء، وكأن الثقة منبع الجمال بالنسبة لي! فماذا عنك أيها القارئ؟! إن الجمال لهو انعكاس لأفكارنا وحواراتنا ومشاعرنا على ملامحنا وتصرفاتنا ونظراتنا لأنفسنا وللكون من حولنا، فكان بيت القصيدة عادلًا في حق الجمال، كن جميلًا وسوف تر كل شيء في نفسك ومن حولك جميلًا وإن لم يكن ستستخلص منه جماله الكامن.