ما هو الجمال ؟ أدخلت هذا السؤال في مؤشر البحث الإلكتروني وفجأة تحولت الفكرة الرصينة إلى نكتة جعلتني ابتسم لتلك العناوين التي تتحدث عن جمال المرأة الطبيعي وجمالها برسم الماكياج وجمالها بخلقها (بفتح الخاء) وجمالها بخلقها (بضم الخاء) كنت أبحث عن معان أكثر عمقاً وفلسفة تثبت ما كنت أفكر فيه وتتناسب مع الجمال الذي تعددت صوره في القرآن الكريم ووصف به جل وعلا في الحديث (إن الله جميل يحب الجمال) الجمال حولنا في كل شيء في السماء والأرض والبحر وتفاصيلهم الكثيرة جداً وتناغمهم مع باقي المخلوقات تناغماً مقسماً إلى مراحل منتجة بدورها للجمال كما هو الحال مع الأمطار وأثرها على الأرض بالسقيا ثم الإنبات وما يتبعه من مناظر جميلة وفوائد متعددة ، والأنعام وفوائدها (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) ، والجمال في صورنا التي خلقت في أحسن تقويم حين لا يعترفون بالجمال الروحي ويهنأون بلذة الخديعة الذاتية التي تصور لهم أنفسهم كأصحاب حق ظلموا ومن هنا تنمو الرغبة في القطيعة والإيذاء وaالعد التاaم عن الجمال الذي حصرناه في لون الشفق وموج البحر وأعين كحيلة والجمال الذي لا يرى ولا يلمس جمال القيم التي نعيش بها حياة معنوية يرتد جمالها على نفسياتنا وأعني جمال الصبر وجمال الصفح (فاصفح الصفح الجميل) والهجر الجميل والإسراح الجميل والقول الحسن (وقولوا للناس حسنا) وغير ذلك كثير من الآيات الكريمة التي تعطينا صوراً مباشرة وغير مباشرة للجمال الذي نتحدث عنه ونستمتع بما هو ظاهر وملموس منه ونتجنب في كثير من الأحيان الجمال الذي يلامس الضمائر أولاً ثم يتغلغل أثره الذي لا يرى في حياتنا وأعني بذلك الجمال في العلاقات الإنسانية وهي في كثير من الأحيان عندما تنتهي يكون ذلك بعنف نفسي مؤرق وقد تمتaد آثاره لسنوات بل قد تترك وشماً قبيحاً على القلوب لا يتضرر منه إلا أصحاب علاقات دم أو تقارب انساني بقطيعة دائمة سواء كان ذلك بهدوء أو بقضايا في المحاكم !! كلها تنتهي بقبح يتنافى مع جمال الأصل في علاقات انسانية أصلها التراحم والود بين الآباء والأمهات وأبنائهم وبين الإخوة وبين الأصدقاء ومن كان منهم لا يعترف إلا بموازينه الخاصة في تعريف الجمال فهو لا يراه إلا في كل قريب منه ويعود عليه بالفائدة المادية فقط . قلوب قاسية لا تأبه بحياة كاملة بحسنها وقبيحها ولا يذكرون من الأشخاص إلا مساوئهم فينتقل هذا السوء إلى تعاملهم مع عطايا الرحمن فيقابلها بالسوء فلا يشكر ولا يقيم وجود ذلك الابن في حياته أو ذلك الأخ أو ذلك الصديق أو تلك الزوجة فيتخلى عنهم بسهولة وقد يتقصد إيذاءهم قصداً وهنا يكون الإحساس بالجمال في حالة يرثى لها حين لا يعترفون بالجمال الروحي ويهنأون بلذة الخديعة الذاتية التي تصور لهم أنفسهم كأصحاب حق ظلموا ومن هنا تنمو الرغبة في القطيعة والإيذاء والعد التام عن الجمال الذي حصرناه في لون الشفق وموج البحر وأعين كحيلة Twitter: @amalaltoaimi