كشف تقرير اقتصادي، أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، بذل جهودًا كبيرة بعيدًا عن الأضواء لإقناع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين بالانضمام إلى جهود أوبك من أجل التوصل إلى اتفاق خفض إنتاج النفط العام الماضي. وقال جون سافينكياس، مدير مركز أبحاث الخليج أمس: «لولا الجهود التي بذلها الأمير محمد بن سلمان، لكان من الصعب أن تلتحق روسيا بأوبك في المساعى المشتركة لدعم الأسعار.. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها روسيا مع أوبك، بعد أن رفضت ذلك لسنوات طويلة. وتوصلت المملكة وروسيا على هامش قمة العشرين في الصين عام 2016، إلى اتفاق يقضي بالتعاون المشترك لدعم الأسعار التي كانت تراجعت 50% ، وتوج ذلك الشهر الماضي بالاتفاق على استقطاب شركات روسية إلى السعودية لتنفيذ مشاريع مشتركة، فيما ألمح خالد الفالح وزير الطاقة إلى إمكانية تعاون البلدين في مشاريع الغاز في القطب الشمالي في ظل احتياج المنطقة الغربية من المملكة له. كما أعرب عن ارتياحه للاستعانة بالتقنية والخبرات الروسية في الإنتاج ووصفها بالمتطورة وأدى انضمام روسيا إلى جهود أوبك، إلى التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا في نوفمبر الماضي، تتحمل موسكو منها 300 ألف برميل. وتم تمديد الاتفاق في مايو الماضي لتسعة شهور أخرى وسط توقعات بعودة السوق إلى التوازن في الربع الرابع من العام الحالي وفقًا لتصريحات وزير الطاقة خالد الفالح. وفي السياق ذاته، ارتفعت عائدات نفط أوبك يوميا إلى 1.6 مليار دولار بنسبة زيادة قدرها 10% عن النصف الثاني من العام الماضي، مما يشجع المنتجين من داخل وخارج المنظمة على الالتزام بالاتفاق أو إجراء المزيد من الخفض. ولفت تقرير رويترز أمس إلى أن المملكة وروسيا ليسا في عجلة من أمرهما لإقرار أى خفض إضافي على الإنتاج، مشيرًا إلى اجتماع لجنة المراقبة الخماسية في روسيا 24 من الشهر الجاري لتقييم وضع السوق وإمكانية الخفض الإضافي من عدمه، ثم رفع توصياتها إلى الاجتماع الوزاري، وأشار التقرير إلى أن العائدات خلال الربع الأول من العام الجاري سجلت زيادة قدرها 43% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي لانخفاض الأسعار حينها إلى مستوى 27 دولارًا. وتوقع التقرير إن تسجل الأسعار زيادة ملموسة في الربع الثالث في حال تراجع المخزون الأمريكي وتقلص إنتاج ليبيا ونيجيريا اللتين سجلتا قفزة كبيرة في الإنتاج. ويمثل قرار المملكة وروسيا بخفض الإنتاج في نوفمبر الماضي بداية لتصحيح أوضاع سوق النفط بعد عامين من التراجع.