تراجعت أسعار النفط اليوم (الأربعاء) عقب نمو مخزون الخام الأميركي وتقديرات تشير إلى أن «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) أنتجت مزيداً من الخام في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عما كان يعتقد سابقاً، ما يقوض خفضاً مزمعاً للإنتاج، فيما قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن «تعافي السوق سيستغرق وقتاً». وكانت «أوبك» والمنتجون غير الأعضاء توصلوا للاتفاق الأول منذ 2001 لخفض مشترك لإنتاج النفط وتقليص تخمة الإمدادات العالمية بعد أكثر من عامين من انخفاض الأسعار، وأوضح الفالح في تصريح على هامش فعالية في شركة «أرامكو» السعودية أنه يتوقع أن يستغرق ظهور مفعول الاتفاق «من ناحية الأساسيات شهوراً عدة لينعكس في السوق». وأضاف: «هي خطوة غير مسبوقة (الاتفاق بين أوبك والدول غير الأعضاء) سيتبعها التزام عال جداً وسنرى الأثر في نهاية الأمر في معدلات العرض والطلب وانخفاض في التخمة التي يعاني منها المخزون النفطي خلال 2017». واليوم سجلت الأسعار انخفاضاً إذ تراجعت بحلول الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش، العقود الآجلة لخام «غرب تكساس» الأميركي الوسيط 69 سنتاً أو ما يعادل 1.3 في المئة إلى 52.29 دولار للبرميل. وتراجع خام القياس العالمي «مزيج برنت» 60 سنتاً أو ما يعادل 1.08 في المئة إلى 55.12 دولار للبرميل. وقال متعاملون إن الأسعار انخفضت عقب تقرير أظهر زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الأميركية. وكذلك تركز الأسواق أيضاً على رفع متوقع لأسعار الفائدة من المرجح أن يدعم الدولار ما يجعل واردات الوقود التي تتم بالدولار أكثر كلفة على الدول التي تستخدم عملات أخرى في الداخل. وقال متعاملون إن أسعار النفط انخفضت أكثر بسبب تقرير صادر عن «وكالة الطاقة الدولية» قال إنها تعتقد أن دول «أوبك» ضخت حوالى 34.2 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بزيادة 500 ألف برميل عن تقديرات «أوبك» الرسمية التي تمثل بالفعل مستوى قياسياً من الإنتاج. وإذا تأكد ذلك فقد يقوض جهود «أوبك» ومنتجين آخرين مثل روسيا، لخفض الإنتاج بحوالى 1.8 مليون برميل يومياً في مسعى إلى القضاء على تخمة المعروض وهبوط الأسعار المستمر منذ عامين. وأكد كل من شركات «لوك أويل» و«غازبورم نفت» و«ترانسفت» الروسية اليوم في تصريحات لمسؤوليها، أنها ستخفض إنتاجها وفقاً لحصتها في إنتاج النفط الروسي، وأن هذا الخفض لن يؤثر في شكل ملموس على الصادرات. وقال مصدر مطلع إن «صادرات إيران من النفط الخام في كانون الأول (ديسمبر) ستهبط ثمانية في المئة عن تشرين الثاني لتسجل أدنى مستوى في خمسة أشهر. وجرى إعفاء إيران الشهر الماضي من اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من كانون الثاني (يناير)، وكان من المتوقع أن يرتفع إنتاجها قليلاً. لكن مصدراً مطلعاً على وضع الصادرات قال إن «صادرات إيران من الخام باستثناء المكثفات في كانون الأول (ديسمبر) من المقرر أن تهبط إلى 1.88 مليون برميل يومياً من 2.04 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني». وقد يكون هذا علامة على مواجهة إيران صعوبة في الحفاظ على إنتاجها بعد رفع العقوبات عنها هذا العام ما أدى إلى زيادة الإنتاج. لكن مقارنة مع العام الماضي فإن من المقرر أن تقفز صادراتها في كانون الأول 81 في المئة بعد استئناف الشحنات إلى أوروبا في شباط (فبراير) فقط من هذا العام، وفقاً للمصدر. إلى ذلك، قالت ثلاثة مصادر مطلعة اليوم إن من المتوقع أن تبدأ شركة «الصين الوطنية للنفط البحري» (كنوك) تشغيل مصفاة جديدة في هويتشو في الربع الثاني من العام 2017 مع التوجه للسعودية لتكون مورداً محتملاً للخام. والمصفاة التي تبلغ طاقتها 200 ألف برميل يومياً هي الإضافة الجديدة الأولى لمصافي التكرير من «كنوك» المملوكة للدولة منذ أوائل 2014، وستضيف إلى فائض الوقود المتزايد في الصين في الوقت الذي ترفع فيه المصافي المستقلة إنتاجها بعد منحها تراخيص لاستيراد الخام العام الماضي، ما دفع إنتاج المصافي في البلاد للارتفاع إلى مستوي قياسي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال مسؤول في قطاع التكرير يعمل في بكين: «من المقرر أن تبدأ المصفاة الجديدة العمل في أيار (مايو) أو حزيران (يونيو)... مع بنية مهيأة لمعالجة درجات متوسط الكبريت ما ينطبق على الخام المتوسط من السعودية ودرجات مماثلة من الكويت»، مشيراً إلى أن «كنوك وضعت إطار عمل لاتفاق للإمدادات مع أرامكو قبل فترة لكن الطرفين لم يتفقا على الأحجام بعد».