قصَّةٌ هي أقربُ إلى العبرةِ، يمكنُ أن تكونَ قد أتتْ من محضِ خيالِ كاتبها تقولُ: إنَّ مليونيرًا أمريكيًّا متقاعدًا، جلس يومًا في بيته على شاطئ البحر، يستمتعُ بمنظر البحر الخلاَّب حوله، فلفت نظره شابًا مكسيكيًّا مستلقيًا بكسلٍ على رمالِ الشاطئ، فذهب نحوَه وسأله: * ماذَا تفعلُ يا بُنيَّ هُنَا؟ * قال الشاب: أستمتع برمال الشاطئ، والشمس، والهواء. * فسأله ثانية: أليس عندك عملٌ تتكسَّب منه؟! * قال الشاب: أنا أقومُ باصطياد حاجتي من الأسماك، وما يكفي أسرتي. * قال المليونير: وماذا تفعل في بقيَّة وقتك؟ * ردَّ الصياد: أنام بعض الوقت، وألعب مع إخواني وأصدقائي بعض الوقت.. وأستمتع بحياتي بقيَّة الوقت. * هزَّ المليونيرُ الأمريكيُّ العجوزُ رأسَهُ في سخريةٍ، وقال للشابِّ المكسيكيِّ: سوف أُسدي لكَ نصيحةً غاليةً يا بنيَّ: يجبُ أن تتفرَّغَ أكثر للصيدِ؛ حتَّى تزدادَ كميَّةُ ما تصطاده، ثمَّ لمَّا يكثر المال في يدك، تشتري به قاربَ صيدٍ، ثمَّ تشتري عدَّة قوارب كبيرة، وستجد نفسك صاحبَ أسطولٍ بحريٍّ كبيرٍ للصيد، تبيع السمك للموزِّعين، فتزداد أرباحُكَ، وتستطيع أنْ تنشىءَ مصانعَ تعليبٍ للأسماك، فتصبح مليونيرًا، وتعيش في مدينةٍ كبيرةٍ، بدلاً من هذا المكان الصغير المتواضع. * سكت الشاب قليلاً، ثمَّ سأل المليونيرَ الأمريكيَّ العجوزَ: وماذَا بعد ذلكَ يا سيِّدي؟ * ردَّ المليونيرُ الأمريكيُّ: ترتاح، وتذهب للتقاعد، وتستمتع بوقتك في أحد المنتجعات، كما أفعل أنا الآن. * فقال الشاب: لماذا أقضي جُلَّ عمري في التَّعبِ والإرهاقِ والعملِ المتواصلِ والحرمانِ من متعِ الحياة؛ لأصلَ في النهايةِ إلى مَا أنا عليهِ الآن!! # نافذة: ع البساطة البساطة ويا عيني ع البساطة وقديش مستحلية أعيش جنبك يا أبوالداراويش تغديني جبنة وزيتونة وتعشيني بطاطة!!