الوطن - السعودية أعجبتني هذه الحكاية الخفيفة التي وصلتني بواسطة البرنامج الاجتماعي "الواتس أب".. لا أدري هل هي حقيقة أم لا.. ومَن راويها إن كانت كذلك.. ومؤلفها إن لم تكن كذلك؟! -المهم لدي أن تقرؤوها، وتبعثوا بها لأصدقائكم؛ إن أعجبتكم.. فقط تذكروا وأنتم تقرؤون، أن الكثيرين أفنوا أعمارهم وأضاعوا لحظاتهم السعيدة؛ بحثا عن أشياء هي بين أيديهم الآن! - تقول الحكاية أن سائحا ذهب إلى المكسيك، وأعجبه مذاق السمك في إحدى القرى.. فسأل الصيادين عن الوقت الذي يستغرقه صيد هذا النوع الجيد من السمك، فأخبروه أن الأمر لا يستغرق طويلا.. فاقترح عليهم أن يقضوا وقتا أطول كي يصطادوا سمكا أكثر.. فأخبروه أن ما يصطادونه يكفي حاجتهم.. فسألهم متعجبا: ماذا تفعلون إذن ببقية وقتكم؟! فقالوا: ننام حتى وقت متأخر ثم نصطاد، ثم نلهو ونلعب مع أطفالنا، وبقية النهار نتجول ونتسلى مع أصدقائنا، وفي الليل نسهر مع أهلنا وزوجاتنا، ونغني ونرقص، ونعزف الجيتار! فقال لهم السائح: أنا أحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال وباستطاعتي مساعدتكم لكسب المال، كل ما عليكم أن تستغرقوا وقتا أطول في الصيد، وتشتروا قاربا لبيع السمك الإضافي.. ثم تشترون المزيد من القوارب.. وستتوسع تجارتكم، وأعمالكم، وستتفاوض معكم المصانع العالمية، وستنتقلون إلى العاصمة "مكسيكو" وستقومون بإدارة مشاريعكم العملاقة، وستربحون الملايين، بعد ذلك ستسكنون إحدى القرى الساحلية، وتستمتعون بأوقاتكم، وتلهون وتلعبون مع أطفالكم، وتتسلون مع أصدقائكم، وفي الليل تسهرون مع زوجاتكم وتغنون وترقصون وتعزفون الجيتار! فقالوا له: كم سيستغرق كل ذلك؟! فأجابهم: "خمسا وعشرين عاما".. فقالوا له: لكن هذا ما نفعله الآن، فما المبرر لكل هذا الشقاء والعناء، بحثا عن شيء بين أيدينا؟!