يعجز الأمريكيون عن الاسترخاء والشعور بالمتعة الخالصة. فأمريكا أمة تسعى إلى اللهو، ولكن ليس إلى المتعة بالضرورة. إذ يُنفق الأمريكيون المليارات سعيًا وراء التسلية بكل شيء، من الرغبات إلى الحدائق إلى الحروب، ولكن الأمر يختلف عن المتعة الهادئة. ويقضي الأمريكيون ساعات أكبر في عملهم، وهم -كما يصفون أنفسهم- لا يعرفون كيف لا يفعلون شيئًا؟! وتشير الإحصاءات أن الأمريكيين يشعرون في مكاتبهم بسعادة أكبر من تلك التي تمنحهم إياها منازلهم. *** وعلى عكس الأمريكان يعتبر الإيطاليون أساتذة في عدم فعل أي شيء. هذه الأستاذية تنبع من فلسفة إيطالية عميقة تقول بأن "جمال عدم فعل شيء هو هدف كل عمل"، فالقيام بلا شيء هو الإنجاز النهائي الذي يستحق التهنئة. وكلما تفنّنت وابتهجت من عدم فعل شيء، كلما كانت إنجازات حياتك أكثر سموًا. وثمة عبارة إيطالية تقول: "إن فن صنع شيء من لا شيء هو الفن الحقيقي". *** ويرى الإيطاليون أنه ليس من الضروري أن تكون غنيًا لتفعل لا شيء، فكل من يملك الموهبة أو السعادة يمكنه فعل ذلك، وليس الأغنياء وحدهم. وهناك طرفة تقول إن أحد أصحاب البلايين الأمريكيين المتقاعدين حط بيخته الفاخر أحد الشواطئ المكسيكية للاسترخاء فوجد شابًا ينام على الرمال فسأله: ماذا تفعل هنا.. أليس لك عملاً تؤديه؟ فأجابه الشاب: لا..! فرد البليونير الأمريكي: يا بني لقد عملت ستون عامًا كي أحظى بفرصة التقاعد، وأقضي وقتاً جميلاً، وأستلقي على رمال شاطئ مثل هذا! فأجابه الشاب: ولماذا عليَّ أن أنتظر ستون عامًا.. أنا أستمتع برمال الشاطئ الآن؟!.