حذر الشيخ أحمد توماس مسكوفيتش، مفتي بولندا، من استغلال بعض الجماعات المتشددة للمراكز الإسلامية لتفريخ عناصر متطرفة جديدة، منوها بالدور المهم للمساجد والمراكز الدينية في تعليم الدين، ونشر الإسلام الصحيح، والتعاون بين الدول الإسلامية والعربي. وشدد في حوار ل»الرسالة»على ضرورة الحفاظ على الهوية والثقافة الإسلامية في بولندا، مشيرًا إلى غياب آليات التعريف بوسطية الدين الإسلامي واعتداله في الغرب.. فإلى نص الحوار.. تصاعد الإسلاموفوبيا وأكد في حديثه للرسالة أن الجاليات الإسلامية المعتدلة داخل أوروبا تواجه تصاعد ظاهرة معاداة الإسلام أو «الإسلاموفوبيا»، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل أولها عمليات تنظيم «داعش» الإرهابي في مختلف بقاع الأرض وإلصاقها بالإسلام مما ساهم في خلق صورة سلبية عن المسلمين بأنهم دعاة دم وقتل وترويع آمنيين وكذلك تصدر اليمين المسيحي في الغرب والمعروف عنه العداء الشديد للأقليات المسلمة في المجتمعات الغربية، كما أن المعدل الكبير من اللاجئين المسلمين العرب وخاصة السوريين الذين هاجروا إلى الدول الغربية بالطرق الشرعية وغير الشرعية خلق حالة عدائية لدى المجتمعات الغربية ضد الإسلام والمسلمين. وأشار إلى أن الغرب لم ولن ينسى أن الحضارة العربية والإسلامية كانت هي مصدر الإشعاع والنواة التي بنيت على أساسها أوروبا حضارتها لقرون طويلة. غياب التعريف بالإسلام وعن مخاطر داعش وغياب صوت الاعتدال في الغرب، أكد أنه في غياب آليات التعريف بالإسلام على أنه دين وسطي معتدل يدعو للتآخي والمحبة، لم تجد الشعوب الغربية إلا الخطابات المشوهة التي تقدم صورة مغايرة لحقيقة الإسلام، مضيفا أن مصدر هذه الصورة «داعش» وأتباعه أو اليمين الغربي المتطرف وأعوانه. وعن الإسلام في بولندا، قال: إنه دخل بولندا بالسلام، ووجد الشعب البولندي نفسه أمام جاليات معتدلة مسالمة تمارس تقاليدها وتراثها الثقافي على أساس مرجعية إسلامية، دون أن تضر المجتمع. وشدد على أن المجتمع البولندي وخاصة ممن تعامل منهم مع أفراد الجاليات الإسلامية يكن لها كل مشاعر الاحترام والتقدير التي أكدت على حقيقة الإسلام الوسطية من خلال حسن التعامل والأمان والثقة في الحديث والفعل وقبول الآخر. ولفت إلى أن كل التصرفات الصادرة عن الجالية الإسلامية إنما هي فطرة الإسلام الصحيح التي لا يمكن لأي إنسان أن يرفضها، مما أدى إلى مزيد من الانفتاح على الجالية الإسلامية. وأشار إلى أن قانون وزارة التعليم في بولندا لا يسمح بالتعليم خارج المدارس الحكومية، ولذلك فإن الإسلام يدرس بها بمناهج دينية تطرحها دار الإفتاء، وتوافق عليها الوزارة. وأكد على ضرورة تجديد المفاهيم والرؤى والأساليب الدعوية ومخاطبة الشباب بوسائلهم الجديدة، مشيرًا إلى أنهم فى دار الإفتاء بصدد إطلاق 7 صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الناس بصحيح الدين بلغات مختلفة.