حركة التجديد في الشعر العربي القديم بدأت ضمن مراحل: - مرحلة عمر بن أبي ربيعة - مرحلة جرير. - مرحلة بشار بن برد، وهي المرحلة الفاعلة التي رسمت للتجديد في العصرالعباسي الأول. كان بشار بن برد معجبًا في شبابه وبدايته الشعرية بالشاعر جرير، وهجاه بقصيدة كوسيلة للاحتكاك به لكي يرد جرير عليه لكن جريرًا لم يرد عليه وأهمله، ليقول بشار بعدها: هجوت جريرًا فأهملني ولو رد عليَّ لكنت أشعر الناس كان بشار بن برد يمثل الشاعر التحولي فهو عاش في العصرين؛ الأموي والعباسي، حيث قاد بشار حركة التجديد، وهو الذي رسم خطوط التجديد الشعري للشعراء المجديدين من بعده أمثال: - أبو نواس - أبو العتاهية - مسلم بن الوليد - وسلم الخاسر، تلميذ بشار الأثير. رسم بشار للكثير من خطوط التجديد في بداية الشعر العباسي مثل: - مزيج الأصالة: الرقة - السهل الممتنع في الشعر - التصوير الشعري - ملامسة الشعبي في ذكاء مثل قوله في جاريته ربابة: ربابة ربة البيت تصب الخل في الزيت لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت ومثل قوله: إنما عظم سليمى حبتي قصب السكر لا عظم الجمل وإذا أدنيت منها بصلاَ غلب المسك على ريح البصل أما أسلوب السهل الممتنع الشعري فمثل قوله: لم يطل ليلي ولكن لم أنم ونفى عني الكرى طيف ألم خففي يا عبد عني وأعلمي أنني يا عبد من لحم ودم ومن مظاهر التجديد في شعر بشار التي لم يسبق إليها: التناص من خلال نصه الشعري الذي صاغه من خلال تضمين أبيات لجرير في الأشطر الأخيرة من النص. ومن تجديداته ما يعرف بتراسل الحواس، من خلال قوله: يا ليلتي تزداد نكرا في حب من أحببت بكرا والتي يقول خلالها: وكأنما جمعت عليه ثيابها ذهبًا وعطرا وكأن رجع حديثها قطع الرياض كسين زهرا فبادل بين المحسوسات والمعنويات في حركة سريالية رمزية بديعة عبر عنها - فيما بعد - الشاعر الفرنسي بودلير بالتبادل بين الألوان والأصوات والعطور باعتبار اللغة وسيلة إيحاء وليست وسيلة نقل.