ألف الأستاذ حسين محمد بافقيه كتابا جديدا في فن الشعر ركز فيه على الشعر الحلمنتيشي .. وجعل عنوانه «ضحك كالبكا» .. وهو اقتباس من بيت الشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي. وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا .. ومع أن الكتاب موجز لا تزيد صفحاته على مائة وستين صفحة إلا أن الأستاذ بافقيه رجع في موضوعه إلى نحو خمسة وسبعين كتابا عدا الصحف والمجلات .. ولم يعثر المؤلف على أصل كلمة «حلمنتيشي» للأسف ودندن على أن زعماء الشعر الحلمنتيشي في المملكة هما أحمد قنديل وحمزة شحاتة ، وأغفل الدور الكبير الذي لعبه د. حسن نصيف وزير الصحة الأسبق .. ولو أن المؤلف رجع إلى جريدة المدينةالمنورة التي نشرت أشعار د. نصيف لأثرى مادة الكتاب بالقصائد وردودها من أمثال الشيخ محمد بادكوك وكيل وزارة الزراعة الأسبق. وقام بنشر الكتاب دار المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع بواسطة مكتبة كنوز المعرفة. وتصميم الغلاف للفنان أشرف سليمان. على أن الكتاب لطيف خفيف وقيم ولا تنقص منه ملاحظاتي عليه.. فكل من ألف استهدف كما في المثل. وقد نقل عن كتاب «حمار حمزة شحاتة» قوله .. مما يعطي فكرة للقارىء الحديث عن أحمد قنديل: «وليس بين أدبائنا وشعرائنا الكثيرين (والحمد لله) من يستطيع أن يبلغ في تمثيل الرجل البلدي الأصيل، بجميع حدوده وصفاته، مبلغ قنديل، فهو بلدي قح بقفاه وبوجهه، أو بما يلقاك منهما، وبضحكته وحركاته، وبلدي بهذه النفس القانعة، المستسلمة، وبهذا الصوت الغليظ الذي تتردى منه الألفاظ ( و ) تتدحرج في مثل البئر العميقة المهجورة، وبلدي باطمئنانه إلى الزي العادي الذي يمثل تخمة الحجاز بعادات الأمم المختلفة ونفاياتها، وجسمه المتوسط المتماسك خير دليل على أن الرجل البلدي يجب أن يكون هكذا محدودا معقولا، لا فضول فيه. وقد تعاشره أو تسايره، حولا كاملا لا يقوم لك في أثنائه دليل أو تلوح شبهة على أنه أديب أو شاعر، ومعظم الذين يرون كثرة تردده بين إدارة الجريدة والمطبعة يظنونه صفافا، أو خبيرا في الرزم، أو مخبرا متجولا ».. السطر الأخير : قال بشار بن برد : ربابة ربة البيتِ تصب الخل في الزيتِ لها عشر دجاجاتٍ وديك حسن الصوتِ.