قرأت في طبقات الشعراء الذي ألفه الأمير العباسي الشاعر عبد الله بن المعتز أشياء طريفة عن الشاعر بشار بن برد الذي ولد مبصرا ثم كف بصره بسبب الجدري فأصبح ذا وجه أشوه حتى هجاه شاعر معاصر له فقال عنه: ويا أقبح من قرد إذا ما عمي القرد ومن طرائف بشار بن برد أن رجلا قال له: إن الله عز وجل ما سلب أحدا كريمتيه إلا عوضه عنهما حسن صوت أو ذكاء، فأنت بم عوضك الله عن بصرك؟ فرد عليه بشار عوضني فقدان النظر إلى وجه أحد مثلك منذ أربعين سنة! ومن خبيث قوله أنه كان في حضرة الخليفة العباسي المهدي فأنشد قصيدة جاء فيها قوله: عسر النساء إلى مياسرة والصعب يسهل بعدما جمحا! فقال له المهدي: ويلك لقد رميت جميع النساء المسلمات بالفاحشة! وتوقف نقاد الشعر عند قوله: كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه فعلقوا على هذه الصورة الشعرية المعبرة بما يملأ مجلدات متعجبين كيف لشاعر مكفوف البصر أن يقدم هذه الصورة الرائعة معتمدا في ذلك على خياله الخصب! ومن شعره الذي يشتمل على الحكمة والثقافة الاجتماعية الراقية قوله: أخوك الذي إن ربته قال إنما أربت وإن عاتبته لان جانبه إذا كنت في كل الأمور معاتبا أخا لك لم تلق الذي لا تعاتبه فعش واحدا أو صن أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه ويردد المطربون قوله الوارد في هذا البيت ومعظمهم لا يعرفون قائله وهو معنى لم يسبق إليه: لم يطل ليلي ولكن لم أنم ونفى عني الكرى طيف ألم وتغزل ذات يوم غزلا عفيفا بجارة إسمها «رحمة الله» فقال: يا أطيب الناس ريقا غير مختبر إلا شهادة أطراف المساويك قد زارنا زورة في الدهر واحدة ثني ولا تجعليها بيضة الديك يا رحمة الله حلي في منازلنا حسبي برائحة الفردوس من فيك ورحمة الله اسم أصبح يتسمى به حاليا رجال من دول آسيا الوسطى وغيرها من الدول! وبقدر ما ارتقى بشار بشعره في مجالات شتى إلا أنه أسف عندما أخذ يرتجز وهو يمازح عجوزا جارة له اسمها ربابة حيث قال راجزا: ربابة ربة البيت تحط الخل في الزيت لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة