من الفتن الخطيرة التي خاف منها النبي صلى الله عليه وسلم على امته فتنة النساء ففي الحديث المتفق عليه، عن اسامة بن زيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء وهذه الفتنة المضرة لا يتورع عنها بعض الناس, بل يوجد من يبحث عنها ويسعى في طلبها، ويعمل جاهدا من اجل التعرض لها، فتجد من يزعج المسلمين في اسواقهم وفي طرقاتهم العامة، تجد من يطلق لطرفه العنان، دون حياء، في كل غادية ورائحة، حتى بيوت المسلمين التي جعلها الله سكنا لهم، لم تسلم من شر هؤلاء المفتونين، وهذه الفتنة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن خطورتها وذكر انها اول فتنة لبني اسرائيل، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:ان الدنيا حلوة خضرة، وان الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء . وقد ادرك العقلاء خطورة هذه الفتنة، فحذروا منها، يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه:ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، واخوف ما اخاف عليكم: فتنة النساء . ويقول العابد الزاهد، العالم التقي، سعيد ابن المسيب: ما يئس الشيطان من ابن آدم قط، الا اتاه من قبل النساء, وكان رحمه الله يقول وعمره جاوز الثمانين عاما، وقد ذهبت احدى عينيه، وهو يَعشُ بالاخرى: ما شيء عندي اخوف من النساء, فتأمل يا رعاك الله، كيف يخاف من فتنة النساء وقد تقدمت به السن ولا يرى الا بعين واحدة ويا ليتها سليمة، انما يعشُ بها, فصدق الله:انما يخشى الله من عباده العُلماء . ان الانسان العاقل ليحذر مما حُذّر منه، ويعمل بتوجيهات دينه، فلا يعرض نفسه لما سيكون سببا في وقوعه، فلا ينظر النظرة المحرمة ايا كان نوعها، ويحذر الخلوة المحرمة ايا كان شكلها، ولا يدخل على النساء من غير محارمه، ولا ينخدع باستقامته وصلاحه، يقول سعيد بن جبير: لان اؤتمن على بيت من الدُّر احب الي من ان اؤتمن على امرأة حسناء, وقد صدق، فالنساء كما قالوا: حبائل الشيطان، يقول عنهن ابليس: سهمي الذي اذا رميت به لم اخط, ولنا في نبينا صلى الله عليه وسلم اسوة، فعندما جاء ليبايع النساء، قال اني لا اصافح النساء، فامتنع عن مصافحتهن، وهو من؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأخشاهم لله صلى الله عليه وسلم. ومن كمال الدين، دلالته لمن تمسك به على الكيفية التي متى عمل بها المسلم سلم بإذن الله تعالى من فتنة النساء، ومن ذلك: عدم النظر الى النساء من غير المحارم، فالمسلم لا يحل له ان ينظر الى امرأة من غير محارمه، لان النظرة هي اول خطوة في طريق الفتنة، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم النظر زنا للعين، فقال صلى الله عليه وسلم: العينان تزنيان وزناهما النظر ، واخبر صلى الله عليه وسلم بأن النظرة سهم مسموم من سهام ابليس, والنظرة المحرمة من خائنة الاعين التي حذر منها الله جل وعلا واخبر بأنها لا تخفى عليه فقال سبحانه: يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور . وقد امر الله جل وعلا بغض النظر فقال سبحانه: قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون . وكذلك الخلوة المحرمة، يجب على المسلم ان يحذر منها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما اي امرأة كانت من غير المحارم، خادمة، اخت زوجة، ابنة عم او عمة، ابنة خال او خالة، والثقة ليس لها مجال هنا أبدا. والخلوة هي اخطر وسيلة للفتنة، واول خطوة للوقوع في الفاحشة، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم او كما قال صلى الله عليه وسلم, ومما يزيد الامر خطورة ان بعض الناس يتساهل في هذا الجانب مع الاقارب، وهو والله اشد خطرا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن الحمو والحمو هو قريب الزوج ، قال صلى الله عليه وسلم الحمو الموت . نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن, فاحذروا فتنة النساء.