إنه الواقع المر الذي لا مفر منه، وهو عدم تأهل المنتخب السعودي إلى تصفيات كأس العالم المقبلة التي ستقام بجنوب إفريقيا. أود هنا أن أورد المسببات والخلفيات التي أدت إلى هذا الخروج المحزن بعيداً عن الانفعال والتسرع في الحكم على الأشياء وبرؤية متأنية وشفافة وواضحة لنستطيع أن نصحح ما بدر منا من أخطاء وتجاوزات صاحبت المنتخب منذ بداية التصفيات حتى نهايتها، وأجزم بل يتفق معي الكثير على الجهود والإمكانات والمتابعة والمساندة المبذولة من قبل رعاية الشباب، ممثلة في الأمير سلطان وسمو نائبه اللذين قدما ويقدمان الكثير، ليس للمنتخب فقط، ولكن للرياضة عموماً، وللشباب السعودي بشكل خاص؛ فما قدماه ملموس للشارع الرياضي، ودليل ذلك أننا تأهلنا إلى كأس العالم عدة مرات عدا المسابقات والبطولات العالمية والآسيوية والقارية التي كان للمنتخب السعودي فيها حضور فعال ونتائج إيجابية.. إنها الحقيقة الواضحة للجميع. نعود إلى المنتخب فمنذ تسلم المدرب الوطني ناصر الجوهر تدريب المنتخب في بداية التصفيات لم يعط الفرصة الكاملة، وكان الأحرى أن يستمر مع المنتخب حتى النهاية ثم لكل حدث حديث، ولكن نحن كسعوديين لنا أسلوب غير صحيح؛ فعند إخفاق المنتخب أو أحد الأندية نسارع فوراً إلى المدرب وإقالته ونصب جام غضبنا عليه وكأنه السبب الرئيسي في ذلك الإخفاق دون البحث عن الأسباب الأخرى مثل اللاعبين ومستواهم المتذبذب - للأسف - في تلك التصفيات، والذي يعود إلى التدليل المسرف من قبل أنديتهم في الصرف المالي وكثرة المكافآت التي لا داعي لها والتي يجب أن تكون عند نهاية أي بطولة. عند منتصف التصفيات خسر المنتخب إحدى مبارياته الرسمية، وهذا أمر طبيعي، ولم نخرج بعد من المنافسة، فإذن بالمدرب الجوهر يُقال من تدريب المنتخب دون إعطائه فرصة لأن يستمر مع المنتخب حتى النهاية - كما سبق أن ذكرت -؛ إذ إنه مدرب وطني ويجب أن يعطى الثقة حتى النهاية، فإن أجاد فهذا ما نتمناه وإن أخفق فليس هذا نهاية المطاف؛ فكثير من المنتخبات العالمية كفرنسا وإيطاليا وغيرهما الكثير لم تتأهل إلى كأس العالم عدة مرات، وهذا حال الكرة. تم التعاقد مع المدرب البرتغالي بيسيرو الذي لم يسر بنا نحو ما نتمناه من بلوغ التأهل إلى تصفيات كأس العالم وإن كان وُفق بعد فوز المنتخب على الإمارات وإيران، وذلك يعود إلى أن الرجل أتى ووجد منتخباً جاهزاً فنياً ومستعداً نفسياً؛ فهو حينها لم يضف إلى المنتخب سوى إشراكه الهزازي، وذلك مصادفة؛ حيث أبعد ياسر لظروف فنية وقتها. كما أن هذا المدرب لم يكن سيئاً إلى الدرجة التي تحمله إخفاق المنتخب؛ فالرجل عمل وتفانى وحاول، ويجب تجديد الثقة به وأن نبتعد قليلاً عن نغمة تغيير المدرب لأي إخفاق؛ فليس وحده الذي يتحمل الخسارة؛ فهناك لاعبون وجهاز إداري وإعلام رياضي وغيرهم. كما أن خروجنا من التصفيات ليس نهاية المطاف ولن يكون لدينا إحباط أو استياء بل العكس سيزيدنا ذلك إصراراً وعزيمةً وتخطيطاً سليماً منظماً للمستقبل؛ حتى نتلافى ما وقعنا فيه من أخطاء وأن يكون الأمل والطموح والنصر شعارنا دائماً؛ حتى نحقق ما نصبو إليه من تحقيق طموحاتنا وآمالنا الرياضية - إن شاء الله - في عهد الخير عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني، والله ولي التوفيق والسداد، وإلى لقاء مقبل. لقطات 1- إنها الكرة مجنونة ومستديرة لا تعرف أحداً إلا مَن يتعامل معها بحذر. 2- ليس لدينا سوى استاد دولي بالرياض.. نريد أكثر من ذلك. 3- الحارس وليد فريق بأكمله وهو نجم المنتخب الأوحد. 4- الوطنية في حب المنتخب آمل ألا تتأثر؛ إذ لا يوجد انتصار دائم أو خسارة دائمة. 5- لو اجتزنا البحرين فلن نفعل شيئاً أمام نيوزيلندا عطفاً على مستوانا المتواضع. 6- التحكيم الدولي السيئ أثناء التصفيات أسهم في خروجنا من التأهل وكذلك الثقافة الرياضية لدى لاعبينا.