المنامة – سعيد عيسى منتخب يملك لاعباً بحجم ياسر.. كيف لا يحقق الإنجازات قرعة الآسيوية ظلمت المنتخبين العراقي والسعودي اتركوا التعصُّب للأندية.. العلة ليست في ريكارد.. وأعيدوا تلك الأسماء طالب مدرب المنتخب العراقي وصيف بطولة خليجي 21، حكيم شاكر، السعوديين بالتخلص من «التعصب للأندية» حتى تستعيد الكرة السعودية عافيتها بعد إخفاق المنتخب الأخير وخروجه من الدور الأول من المجموعة الثانية التي ضمت إلى جانبه منتخبات العراق، الكويت، واليمن ضمن بطولة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين التي أقيمت في العاصمة البحرينية المنامة. وقال شاكر في حواره مع «الشرق»: «إنه لن يتردد في إبعاد اللاعبين الثلاثة الذين رموا «شارة الكابتنية» خلال مواجهة المنتخبين السعودي والعراقي عن قائمة منتخب بلاده بشكل نهائي لو كانوا تحت إشرافه»، موضحاً: «مَنْ لا يستطيع حمل شارة القيادة في الأوقات الصعبة لن يحملها في الظروف السهلة». وأرجع خروج المنتخب السعودي من البطولة الخليجية إلى عدم الانسجام وتطبيق تعليمات الجهاز الفني بالشكل الصحيح، مؤكداً أن المنتخبات السعودية بحاجة إلى عدد من الأسماء التي وصفها ب «الرموز الشاهقة»، وأضاف:» إذا أرادت الكرة السعودية أن تعود فعليها أن تعيد الأسماء التي كانت تخطط وتبرمج، وتضع الأهداف بعد أن نجحت في قيادة الكرة السعودية خلال الفترة السابقة في الوصول إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية وانتزاع لقب بطولة كأس آسيا ثلاث مرات». ورد شاكر على الانتقادات التي وجُهت له على طريقة تعبيره خلال مواجهات منتخب بلاده، قائلاً من قول الشاعر: «أعدائي لهم فضل عليّ ومنة ..»، كما تحدث عن حظوظ المنتخبين السعودي والعراقي في المجموعة التي تضم إلى جانبهما منتخبي الصين وأندونيسيا في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2015م في أستراليا.. فإلى التفاصيل. تجربة ناجحة بعد خسارة العراق لقب بطولة كأس الخليج 21.. كيف تصف التجربة؟ – تجربة ناجحة قدمنا خلالها جيلاً مميزاً، واستطعنا أن نستغل بطولة كأس الخليج العربي لإعداد منتخب الشباب للمشاركة في كأس العالم، حيث اخترنا من 12 إلى 13 لاعباً من منتخب الشباب وطعمناه بعدد من لاعبي الخبرة كيونس محمود، وعلي رحيمة، ونور صبري، والهدف من ذلك الوصول إلى كأس العالم للشباب، وكذلك تجهيز المنتخب الأول لمبارياته المتبقية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2014 في البرازيل، وتعلمنا من تخطيط المسؤولين عن الكرة السعودية الذين قالوا: «حين تضع الهدف عليك أن تضع المهام»، ونحن حددنا هدفنا ووضعنا مهامنا، وكل واحد عرف واجباته وانطلقنا بصورة صحيحة. ظروف صعبة ألا توافقني أن المنتخب العراقي هو الوحيد الذي يتغلب على الظروف بدليل أنه يلعب جميع مبارياته خارج أرضه؟ – الظروف فرضت علينا ذلك، ولا أذيع سراً إذا قلت إننا عندما نتدرب في بغداد نحقق نتائج كبيرة، ولدينا الآن دوري نأمل أن نصل به إلى النتائج المأمولة، وما أود قوله إننا عندما نكلف بالواجبات نفعل المستحيل، ولو سألتني كيف نتدرب، سأقول لك أمامنا مشاركة مهمة في تصفيات كأس العالم ولو بقيت مكتوف اليدين فلن أستعد لها، والحمدلله وفقت في إعداد المنتخب منذ أكثر من خمسة أشهر، وضربت عصفورين بحجر واحد من المشاركة في بطولة الخليج، الأول تجهيز منتخب الشباب والثاني الاطمئنان على جاهزية جميع لاعبي المنتخب الأول. استهزاء بالخصوم البعض يرى أنك تستهزئ بخصومك من خلال بعض التصرفات في المباريات.. ما ردك؟ – أنا أتعامل بعفوية، ومثل هذه الآراء ينطبق عليها قول الشاعر: «أعدائي لهم فضل عليَّ ومنة .. فلا طرف الرحمن عني الأعاديا هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها .. وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا» وعموماً أستفيد من كل ما يثار حولي سواء كان إيجاباً أو سلباً، وما أود توضيحه في النهاية أنني مثال حقيقي للمدرب المنضبط مع منتخب درجة الشباب، ولكن الوضع تغير مع المنتخب الأول لصعوبة مشاركاته التي جعلتني أقف على خط الملعب طوال مبارياته. قطف الثمار * لماذا لا تستمر مع المنتخب العراقي الأول خلال الفترة المقبلة؟ - المنتخب الأول ليس مكاني الآن، فأنا طالب دراسات عليا أحضّر للدكتوراة في بغداد، وأسعى لتحصين نفسي علمياً وأكاديمياً، وأعتز كثيراً بتدريب جميع الأندية والمنتخبات العراقية، وكان النجاح حليفي في كل هذه التجارب، حيث حققت مع منتخب الناشئين المركز الثالث في البطولة الآسيوية، وقدت منتخب الشباب إلى وصافة آسيا، ووصلت بالمنتخب الأولمبي إلى نهائيات كأس العالم تحت سن 22 عاماً، والمنتخب الأول إلى نهائي بطولة «خليجي 21». ولن أستمر مع المنتخب الأول لأنني أسعى لقطف ثمار جهدي مع منتخب الشباب الذي أشرفت عليه خلال ثلاثة أعوام ونصف العام، والمدرب السعودي خالد القروني يعرف ذلك لأننا بدأنا مع بعض، وشاركنا معاً في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم للشباب 2011 في كولومبيا، التي تأهل لها المنتخب السعودي. وكل تركيزي حالياً على منتخب الشباب لأنني أعول عليه الكثير، أما المنتخب الأول فله رجاله، وأي مدرب يتمنى الإشراف عليه. مجموعة الموت * وكيف تنظر للمواجهة المرتقبة بين المنتخبين السعودي والعراقي في تصفيات كأس آسيا؟ - مهما يقولون عن المنتخب السعودي، فأنا أعدّه قطباً من أقطاب الكرة الآسيوية، وواحداً من المنتخبات المهمة، ومع الأسف الشديد أن السعودية والعراق غالباً ما يكونان في مجموعة واحدة، لكنهما دائماً ما يتأهلان معاً، وأعتقد أن المجموعة غير متكافئة بوجود المنتخب الصيني معهما، بالإضافة إلى المنتخب الأندونيسي الذي يعد من المنتخبات المغمورة، ولعل أدق وصف لهذه المجموعة هو المجموعة الحديدية أو مجموعة الموت، وحسب وجهة نظري المتواضعة أن المنتخبين السعودي والعراقي ظلما مرة أخرى حينما وقعا في مجموعة واحدة. دافع كبير * تحدثت قبل مواجهة المنتخبين في خليجي 21 أنه ليس لديك عذر إذا خسرت من السعودية.. هل المنتخب السعودي بات سهلاً لهذه الدرجة؟ - عندما تخوض لقاءً مع أحد أقطاب آسيا عليك أن تتفوق، وعندما تلعب أمام فريق ضعيف مع احترامي الشديد الفوز عليه لن يكون له نكهة، لكن عندما تفوز على السعودية أو الصين فإن الأمر يختلف تماماً، ووصول المنتخب العراقي إلى نهائي «خليجي 21» كان بسبب الفوز على المنتخب السعودي في افتتاح مشوار المنتخبين في البطولة، لأن العامل الأساسي الذي دفع لاعبي المنتخب العراقي إلى الظهور المميز في بقية مبارياتهم كان فوزهم على الأخضر السعودي، الذي يتميز عن كثير من المنتخبات بعدة نواحٍ، ولو نظرت إلى لاعبيه فهم مميزون، ويمتلكون بنية جسمانية رائعة لا يمكن أن تجدها في أي منتخب خليجي، أما من ناحية الدوري فالسعودية لديها أفضل دوري محترفين على مستوى آسيا، فلذلك بحثت عن الفوز على السعودية حتى تكون انطلاقتنا جيدة في البطولة، وصدقني لو انتهى اللقاء بالتعادل لتأهلت السعودية إلى النهائي. خطط وبرامج * ألا تعتقد أن تراجع نتائج الكرة السعودية خلال هذه الفترة سهّل مهمتك في الفوز؟ - هو شيء لابد أن يذكر، الكرة السعودية مع الأسف الشديد في العامين الأخيرين تراجعت بشكل كبير وخطير، وحينما تسأل عن المنتخب السعودي، ويقال لك إنه خسر رغم وجود إداريين مميزين، فإنك تشعر بالحزن لأنهم أحدثوا نقلة كبيرة في الكرة السعودية، وأسهموا في وصول المنتخب إلى كأس العالم أربع مرات على التوالي، وفوزه كذلك بأكثر من مرة بلقب كأس آسيا، ولا يستطيع أحد أن ينكر إنجازات الكرة السعودية على الصعيد القاري التي تحققت بالتخطيط الإداري الصحيح سواء في الإعداد أو في عملية اختيار اللاعبين، وحتى تعود الكرة السعودية إلى مستواها المعروف على الرياضيين أن يقضوا على الأنديوية «التعصب للأندية»، وهذه سبب مشكلات الكرة السعودية، وبمعنى أصح أن الانسجام والانخراط تحت أوامر المنتخب لا تتم وتنسجم بالصورة الصحيحة، ولذلك إن أردتم أن تعيدوا الكرة السعودية من جديد ينبغي عودة الرموز الشاهقة من الإداريين الذين كانوا يخططون ويبرمجون ويحددون الأهداف. هناك مجموعة مميزة من اللاعبين قادرة على تحقيق إنجازات للكرة السعودية، وكل ما تحتاج إليه الدعم والوقفة الصادقة، وتابعت مَنْ يكتب في الصحف السعودية قبل مباراة العراق، وشعرت بأن هناك خللاً وضغوطات كبيرة، وهذه الأمور جعلت المنتخب السعودي ورقة بيضاء ومكشوفة أمام جميع المنافسين، وأعتقد أن هناك أزمة ثقة بين الجماهير السعودية وإدارة المنتخب. * حدد لنا بعض الأسماء الإدارية التي تراها الأنسب لقيادة الكرة السعودية؟ - الأسماء كثيرة، ولكن عذراً لا يمكنني أن أذكر أسماءً وأنسى الأخرى، وأدعو الله أن يوفق رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد ويعينه على هذه المهمة الصعبة، وهو الرجل المناسب، وجلست معه وهو يمتلك عقلية القيادي الحقيقي، وهو خلوق جداً، وبعد فوزنا على الأخضر زارنا في غرفة تبديل الملابس بتلك الابتسامة البشوشة، وصدقني مَنْ هم على شاكلة أحمد عيد هم كثر في السعودية، ولذلك لا أود أن أحدد أسماءً لأن المثل يقول «أهل مكة أدرى بشعابها». مشكلة الكابتنية * برأيك أين يكمن الخلل في الكرة السعودية؟ - من وجهة نظري المتواضعة ليس هناك خلل واضح وكبير في الكرة السعودية، لكن الأهم أن تكون هناك جسور ثقة بين اللاعبين والإداريين، وبين الكوادر الإدارية والجماهير، وللأسف هذا ليس موجوداً، وقرأت من خلال الصحف السعودية أن «شارة الكابتنية» ترمى في الملعب نتيجة عدم حملها من قبل اللاعبين، وهذا أمر كبير في حق اللاعبين، وحق المنتخب وقيادة الفريق، وحينما يهرب الجميع من حمل شارة القيادة، فمَنْ يحملها. * ماذا ستفعل لو كنت مدرباً للمنتخب وحدثت هذه المشكلة؟ - سأبعد اللاعبين الثلاثة عن قائمة المنتخب إبعاداً نهائياً، ولا رجعة فيه، لأن الذي لا يستطيع أن يحمل شارة القيادة في الأوقات الصعبة لن يحملها في الظروف السهلة. المدرب المحلي * على صعيد المدربين كيف تنظر للمدربين المحلي والأجنبي في بطولة «خليجي 21» ؟ - لماذا لا نقتنع أن التدريب موهبة، ولماذا لا نعترف بأن لدينا مدربين مميزين نجحوا في قيادة منتخبات بلادهم إلى عديد من الإنجازات، وحسب رأي أن ناصر الجوهر ليس مدرباً محلياً لأن إنجازاته تتحدث عنه، والأمر نفسه ينطبق على خليل الزياني، وأيضا مدرب منتخب الإمارات مهدي علي، والتدريب ليس بالأمر السهل، هو صعب جداً، وهي المهنة الوحيدة التي لا تستطيع أن تقيّم نفسك كونها مرتبطة بعمل الآخرين، فأنت كمدرب تعمل جيداً، ويأتي اللاعب ولا يقدم المطلوب منه وبسبب ذلك تتعرض لانتقادات وهجوم عنيف. * وهل تلقيت أي عروض من أحد الأندية السعودية؟ - لم أتلق أي عرض من السعودية على الرغم من أنني أتمنى ذلك، ولكن هناك عروض أخرى من دول الخليج منها عرض قيادة منتخب خليجي. سر التراجع * وما تعليقك على الجدل الذي دار حول مدرب المنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد؟ - الهولندي فرانك ريكارد واحد من المدربين الجيدين، ولكن يجب أن يعرف السعوديون لماذا لم ينجح هذا المدرب، الإجابة وببساطة شديدة أن هناك شيئاً مفقوداً، وإذا أردتم أن تعود الكرة السعودية عليكم أن تعرفوا ما هو الشيء المفقود، ومَنْ المتسبب في ذلك، وأعتقد أن ريكارد ليس السبب فيما حدث للأخضر السعودي، وبصراحة لا أعرف سر هذا التراجع، ولو كنت أعرف لما ترددت في الإفصاح عنه لأن السعودية بلدي، وصدقني هناك مشكلة حقيقية في المنتخب لأنه ليس من المعقول أن يمتلك المنتخب لاعبين مثل: ياسر القحطاني، وأسامة هوساوي، وأسامة وفهد المولد، ووليد عبدالله، ولا يحقق شيئاً، وبصريح العبارة عندما تتوافر لك هذه المجموعة من اللاعبين ولا تفوز على منتخبات أقل منك، فحتماً هناك مشكلة كبيرة. حكيم شاكر