أربع سنوات عاشها المنتخب السعودي كانت مزدحمة بالألم والحزن والانتكاسات المتعاقبة بدءاً من الخروج المرير من تصفيات كأس العالم 2010 أمام منتخب البحرين في آخر دقائق المباراة بعد أن كان الأخضر أقرب أكثر من أي وقت مضى للوصول للملحق وبالتالي التأهل الخامس على التوالي لكأس العالم إلا أن ذلك انتهى بعد أن سجل منتخب البحرين هدفاً قاتلاً في الثواني الأخيرة للمباراة ومنذ أن أعلن الحكم صافرة نهاية اللقاء سيطر الحزن وخيبة الأمل على الأجواء الكروية السعودية ثم أعقبها هزائم وانكسارات عدة مثل خسارة نهائي الخليج ثم الخروج المفاجئ من كأس آسيا وحينها ترجل الأمير سلطان بن فهد وأعلن استقالته من الاتحاد السعودي لكرة القدم وأقيل البرتغالي بوسيرو آنذاك وكلف الوطني ناصر الجوهر وبعد ذلك تولى الأمير نواف بن فيصل زمام الأمور رئيساً للاتحاد السعودي وأحدث تغيرات عدة فعين محمد المسحل مشرفاً على المنتخب ثم أعلن التعاقد مع الهولندي ريكارد بعقدٍ ضخم وكان ذلك بهدف عودة الكرة السعودية التي كانت تخوض آنذاك تصفيات كأس العالم 2014 في مجموعة ضمت عمانوأستراليا وتايلند إلا أن الحال ازداد سوءاً فودع المنتخب السعودي للمرة الأولى بتاريخه كأس العالم من التصفيات التمهيدية وأعلن عن عدم تواجده في مونديال البرازيل المقبل وكان لهذا الخروج المر ردة فعل بتنحي الأمير نواف بن فيصل عن اتحاد كرة القدم وتكليف أحمد عيد ثم الدعوة لعقد انتخابات لترشيح رئيس جديد يتولى رئاسة الاتحاد السعودي وفاز أحمد عيد بكرسي الرئاسة على حساب منافسه خالد المعمر وبعد ذلك واصلت نتائج الأخضر المتردية حضورها بقيادة الهولندي ريكارد إذ ودع الأخضر الجريح كأس الخليج في البحرين لتنتهي معها علاقة ريكارد بتدريب المنتخب السعودي وهنا شمر الرئيس المنتخب أحمد عيد عن ساعديه وبدأ العمل الجاد لعودة الأخضر لسابق عهده من خلال تكليف الأسباني لوبيز بتدريب المنتخب السعودي وبعد ذلك دعا الرياضيين السعوديين من خلال تصاريحه للوقوف مع المنتخب وتصفية القلوب واصلاتحاد ليعود الأخضر من الباب الكبير وكان اتحاد عيد يسير في خطواته متجاوزاً كل العقبات التي وجدت أمامه إذ يسير بهدوء واتزان نحو هدف الوصول إلى آسيا 2015 الأخضر الجديد يستحق الدعم بدأ الأخضر بعد ذلك تصفياته الآسيوية والمعنويات تكاد تكون في القاع نظير الإخفاقات المتواصلة طيلة السنوات الماضية إلا أن المنتخب المتجدد بقيادة الأسباني لوبيز وبما يقدمه من مستويات جيدة ونتائج مقنعة أعاد الروح للكرة السعودية فنجح في التأهل الرسمي إلى كأس آسيا 2015 قبل النهاية بجولتين ثم أكد صدارته لمجموعته الجديدة قبل النهاية بجولة واحدة محققاً ثلاث عشرة نقطة بأربع انتصارات وتعادل وحيد ودون أي خسارة وبمستوى جيد يبرهن حجم العمل الذي قدمه اتحاد كرة القدم بقيادة الرئيس أحمد عيد والذي كان يقابل ضغوط الرياضة بابتسامة نقية وبجهد مضاعف وبلغة حوار واحدة لا تتغير عند الانتصارات ولا تختفي في العثرات فكان يغلب على تصاريحه المنطق والعقل وكانت رؤيته التي يرسمها لعودة الرياضة السعودية واضحة الأهداف في أن تعود بالأخضر لما كان عليه من قوة وحضور في القارة الآسيوية بشكل تدريجي ونجح في اختبار تصفيات آسيا. بعد نهاية لقاء العراق الجولة ما قبل الماضية في الدمام انطلق أحمد عيد إلى المدرج الأخضر يلف حول عنقه شال الوطن وشارك الجماهير فرحتهم التي عادت بعد غياب طويل تاركاً وراء ظهره الهجوم الذي تعرض له من بعض المنتمين للوسط الرياضي واتهامهم له بالضعف ومقدماً قوة فكره وعمله الناجح على أرض الواقع ليرد على هذه الاتهامات. يدرك كل رياضي سعودي أن مكانة المنتخب السعودي أعلى بكثير من الفرح بمجرد التأهل إلى كأس آسيا ولكن الظروف التي شهدتها الكرة السعودية والمرحلة التي وصل إليها المنتخب خلال السنوات الماضية ربما تشفع للجميع بأن يفرحوا ويتراقصوا على أنغام هذا التأهل فالعودة بعد اخفاقات تواصلت على مدى أربع سنوات يجب أن تكون تدريجياً كما يحدث الآن وتحتاج هذه العودة لوضع الثقة كاملة في المنتخب الذي خاض التصفيات بروح عالية ونجح في الوصول للهدف الأساسي وهو التأهل إلى نهائيات آسيا كما يستحق الأسباني لوبيز الثقة ليبقى مدرباً للمنتخب السعودي فالعمل الذي قدمه فشل في تقديمه البرتغالي بوسيرو والهولندي ريكارد والآن على الاتحاد السعودي أن يعمل لتطوير الأخضر من خلال خوض لقاءات ودية قوية لتجهيز المنتخب لكأس آسيا 2015 وكأس الخليج لاسيما وأن المرحلة المقبلة تحتاج فيها غالبية المنتخبات العالمية لخوض لقاءات ودية قبل كأس العالم؛ كما يجب استغلال عدم خوض منتخب البرازيل أي تصفيات في ترتيب لقاء ودي معه فاللعب مع منتخب قوي بقيمة وحجم البرازيل سيعود بالنفع والفائدة الفنية الكبيرة على المنتخب السعودي، وأخيراً لست مع المبالغة في الاحتفالات إلى وقت طويل فعلينا جميعاً كوسط رياضي أن نعمل لتجهيز "الأخضر الجديد" للبطولات المقبلة فلعلنا نعود ونردد في أستراليا وبيدنا الذهب (ماظنك ناسية.. البطل يا آسيا)