لراحل الأستاذ يحيى المعلمي عن مواصفات وصفات أهل الأدب فقال: اهل الادب من الادباء المحافظين على فصاحة اللغة واصالة المنهج وسلامة الاتجاه وشرف الكلمة ونبل المقصد. اهل الادب الذين يتحلون بمكارم الاخلاق ويترفعون عن السفاسف ويلتزمون الفضيلة وينبذون الرذيلة ويفعلون الخير ويجتنبون كبائر الاثم والفواحش. اهل الادب الذين يترفعون عن المنكر والزور من القول والفعل ويلتزمون الصدق والحق والفضيلة في السر والعلن. اهل الادب الذين تعرب اساريرهم المشرقة عن قلوبهم الطاهرة وتدل ظواهرهم الطيبة على بواطنهم السليمة. اهل الادب الذين يصدقون ويتحرون الصدق ولايكذبون وانما ينفرون من الكذب. اهل الادب الذين يعرضون عن اللغو ويقبلون على الحق ويرجعون اليه ولا يصرون على الباطل أو يتمادون فيه. اهل الادب الذين يوقرون الكبير ويعطفون على الصغير ويبذلون الود لكل كبير او صغير ولكل قريب او بعيد. اهل الادب الذين لا يحملهم الحب على الغلو والمحاباة ولايجرمهم الشنآن على الظلم والبغي. اهل الادب الذين ان قالوا صدقوا وان وعدوا وفوا وان خاصموا عدلوا وان عاهدوا اوفوا. اهل الأدب الذين يستحقون ان يكونوا عبادا للرحمن فيتصفون بصفات عباد الرحمن كما جاءت في سورة الفرقان. اهل الادب هذه الصفحة المشرقة في جريدة الجزيرة التي تنشر الادب الصحيح وتنبذ ما سواه من الزيف، والتي ترشد الشداة ولا تضللهم وتوجههم ولا توهمهم، وتدلهم على الصواب ولا تجعلهم يسيرون في عماهتهم، وتبصرهم بما علهيم ان يستكملوه من عدة الادب ومادته ولا تربت على ظهورهم فتدفعهم الى هاوية الغرور والادعاء,. تقول لشادي الشعر: قصيدتك واعدة فتعهد نفسك بالقراءة وراجع اوزان قصديتك لتصلح من عثراتها. وتقول لكاتب الزجل العامي: ان ما بعثته من زجل عامي لا تنشره صفحات الادب. وتقول لمن لم يقم وزن الشعر ان قصديتك لم تستقم وزنا ونأمل ان نرى لك مشاركات افضل. وتقول لمدعي الشعر: ما كتبته ليس قصيدة وانما هي خاطرة جيدة. وتقول للشاعر المبتدئ: معظم ابيات قصيدتك مستقيمة الوزن واللغة الا ان فيها شيئا من الاقواء وتعثر الوزن. وتقول لمن تحاول نظم الشعر: اتمنى ان تعيدي النظر في ما بعثته فقد اختل فيه الوزن والموسيقى او تقول لها: ان ما بعثته بداية طيبة ولكن اتقان قول الشعر يحتاج منك الى ان تتعهدي نفسك بالقراءة الواعية المختارة، او تقول لها: محاولتك تنبئ بأسلوب جيد. بهذه العبارة وامثالها يضيء اهل الادب شمعة في طريق الشداة والناشئين تهديهم الى طريق الصواب وبهذه النصائح المخلصة يمد اهل الادب يد العون الى المبتدئين فتشد من ازرهم وتشجع طموحهم ولا تغرهم عن انفسهم. اني احيي اهل الادب واحي صفحة الثقافة في جريدة الجزيرة الغراء واحيي محرر الصحفة الاخ ابراهيم التركي هذا الاديب الشاب الجدير بأن يكون من اهل الادب واشيد بصفة خاصة بما يتحلى به من اخلاق ونكران للذات فهو يبذل جهدا ولا يحرص على اعلان اسمه وهذه اسمى درجات الاخلاص وله في صاحب النقب أسوة حسنة وفقه الله وسدد خطاه.