سعادة الاخ الفاضل المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد اطلعت على ما كتبه الأخ علي بن فهد أبابطين في جريدتكم الغراء بالعدد 10196 في 1/5/1421ه حول المرأة وقيادة السيارة وقد أحسن الأخ أبابطين في ايراده لفتوى سماحة الإمام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله حول الموضوع ففيها بيان شافٍ لانها ترتكز على كتاب الله وسنة رسوله، قال الله وقال رسوله، قال عليه الصلاة والسلام: تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض رواه الحاكم وصححه الألباني وإتماما للفائدة أنقل فتوى لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله حول الموضوع وهو يرد على سؤال عن قيادة المرأة للسيارة, آمل التوجيه بنشر هذه المشاركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, واليكم الفتوى. محمد الناصر العريني البدائع قال الشيخ: الجواب على هذا السؤال يبنى على قاعدتين مشهورتين بين علماء المسلمين. القاعدة الأولى: أن ما أفضى إلى المحرم فهو محرم. القاعدة الثانية: أن درء المفاسد إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم مقدم على جلب المصالح. فدليل القاعدة الاولى قوله تعالى: (ولا تَسُبُّوا الذين يدعُونَ من دُونِ الله فيَسُبُّوا الله عَدوا بغيرِ عِلمٍ) الأنعام: 108 فنهى الله تعالى عن سب آلهة المشركين مع أنه مصلحة لأنه يفضي إلى سب الله تعالى. ودليل القاعدة الثانية: قوله تعالى: (يَسألونك عنِ الخَمرِ والميسِر قُل فِيهِما إثمٌ كبيرٌ ومنافِعُ للناسِ وإثمُهُما أكبرُ من نفعِهِما) البقرة: 219 وقد حرم الله الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءاً للمفسدة الحاصلة بتناولهما، وبناء على هاتين القاعدتين يتبين حكم قيادة المرأة للسيارة، فإن قيادة المرأة للسيارة تتضمن مفاسد كثيرة، فمن مفاسدها: نزع الحجاب لأن قيادة السيارة ستكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة، ومحط أنظار الرجال ولا تعتبر المرأة جميلة أو قبيحة على الإطلاق إلا بوجهها، أي أنه إذا قيل جميلة أو قبيحة لم ينصرف الذهن إلا إلى الوجه، وإذا قصد غيره فلابد من التقييد، فيقال: جميلة اليدين، جميلة الشعر، جميلة القدمين، وبهذا عرف أن الوجه مدار القصد. وربما يقول قائل: إنه يمكن أن تقود المرأة السيارة بدون نزع الحجاب بأن تتلثم وتلبس لعينيها نظارتين سوداوين، والجواب عن ذلك أن يقال: هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة واسأل من شاهدهن في البلاد الأخرى وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فلن يدوم طويلا بل سيتحول في المدى القريب إلى ما عليه النساء في البلاد الأخرى كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيء ثم تدهورت منحدرة إلى محاذير مرفوضة. ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة نزع الحياء منها، والحياء من الإيمان كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة ولهذا كانت مضرب المثل فيه، فيُقال: أحيا من العذراء في خدرها،وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها. ومن مفاسدها أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت، والبيت خير لها كما قال ذلك أعلم الخلق بالخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة، ولهذا تجدهم يتجولون في سياراتهم هنا وهناك من دون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة. ومن مفاسدها: أن المرأة تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى ما شاءت وحيث شاءت إلى ما شاءت من أي غرض تريده لأنها وحدها في سيارتها متى شاءت في أي ساعة ليل أو نهار، وربما تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل، وإذا كان الناس يعانون من هذا في بعض الشباب، فما بالك بالشابات حيث شاءت يميناً وشمالاً في عرض البلد وطوله وربما خارجه أيضاً. ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها إلى حيث ترى انها تروح عن نفسها فيه كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهو أقوى تحملا من المرأة. ومن مفاسدها: أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة في الوقوف عند اشارات الطريق، في الوقوف عند محطات البنزين، في الوقوف عند نقطة التفتيش، في الوقوف عند رجال المرور، عند التحقيق في مخالفة او حادث، في الوقوف لملء إطار السيارة بالهواء البنشر ، في الوقوف عند خلل يقع في السيارة، في اثناء الطريق، فتحتاج المرأة الى اسعافها، فماذا تكون حالتها حينئذ؟ ربما تصادف رجلا سافلا يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها لاسيما إذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة. ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة كثرة ازدحام الشوارع أو حرمان بعض الشباب من قيادة السيارات، وهو أحق بذلك من المرأة وأجدر. ومن مفاسد قيادة المرأة للسيارة كثرة الحوادث لأن المرأة بمقتضى طبيعتها اقل من الرجل حزما وأقصر نظراً وأعجز قدرة، فإذا داهمها الخطر عجزت عن التصرف. ومن مفاسدها أنها سبب للارهاق في النفقة فإن المرأة بطبيعتها تحب ان تكمل نفسها مما يتعلق بها من لباس وغيره، ألا ترى إلى تعلقها بالأزياء كلما ظهر زي رمت بما عندها، وبادرت إلى الجديد، وإن كان أسوأ مما عندها، ألا ترى إلى غرفتها ماذا تعلق على جدرانها من الزخرفة، ألا ترى إلى ماصتها وإلى غيرها من أدوات حاجاتها، وعلى قياس ذلك بل لعله أولى منه السيارة التي تقودها، فكلما ظهر موديل جديد فسوف تترك الأول إلى هذا الجديد,. وأما قول السائل: وما رأيكم بالقول: إن قيادة المرأة للسيارة أخف ضرراً من ركوبها مع السائق الأجنبي ؟ فالذي أرى أن كل واحد منهما فيه ضرر، وأحدهما أضر من الثاني من وجه، ولكن ليس هناك ضرورة توجب ارتكاب أحدهما. واعلم أنني بسطت القول في هذا الجواب لما حصل من المعمعة والضجة حول قيادة المرأة للسيارة، والضغط المكثف على المجتمع السعودي المحافظ على دينه وأخلاقه ليستمرئ قيادة المرأة للسيارة ويستسيغها، وهذا ليس بعجيب لو وقع من عدو متربص بهذا البلد الذي هو آخر معقل للاسلام يريد أعداء الاسلام أن يقضوا عليه، ولكن هذا من أعجب العجب إذا وقع من قوم من مواطنينا ومن أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ويستظلون برايتنا، قوم انبهروا بما عليه دول الكفر من تقدم مادي دنيوي فأعجبوا بما هم عليه من اخلاق تحرروا بها من قيود الفضيلة إلى قيود الرذيلة وصاروا كما قال ابن القيم في نونيته: هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان وظن هؤلاء أن دول الكفر وصلوا إلى ما وصلوا إليه من تقدم مادي بسبب تحررهم هذا التحرر وما ذلك إلا لجهلهم أو جهل الكثير منهم بأحكام الشريعة وأدلتها الأثرية والنظرية، وما تنطوي عليه من حكم وأسرار تتضمن مصالح الخلق في معاشهم ومعادهم ودفع المفاسد، فنسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية والتوفيق لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة,, انتهى.