بدأ الروسونيرو مسيرته في الكالتشيو بداية متعثرة أحبطت جميع أنصاره ومحبيه.. البداية لم تكن محبطة فحسب، بل أنها خالفت جميع التوقعات والترشيحات التي صبت في مصلحة النادي الإيطالي العريق للفوز بلقب الدوري على حساب العديد من الأندية القوية والمرصعة بالنجوم.. وقد يكون الدافع لتلك الترشيحات هي الانتدابات الكبيرة التي قام بها الفريق في سوق الانتقالات. ** التعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي رونالدنيهو والمهاجم الأوكراني أندريه شيفتشنكو والظهير الإيطالي زامبروتا ولاعب الوسط الفرنسي ماتيو فلاميني والمدافع السويسري سيندروس بالإضافة لاستعادة بعض الأسماء التي سطعت وتألقت بعد إعارتها للفرق الأخرى مثل الحارس الإيطالي كريستيان أبياتي والمهاجم الإيطالي المتألق بوريللو.. هي أبرز الصفقات التي قام بها آي سي ميلان خلال السوق. ** عدة أسباب وراء الإخفاق.. فمن وجهة نظري الخاصة أعتقد أن مسؤولي التعاقدات وعلى رأسهم جالياني.. قاموا بعمل ممتاز ومبهر ولكنهم تأخروا كثيراً في إتمام تلك الصفقات حيث إن أبرزها تم في أواخر أيام سوق الانتقالات مما نتج عنه عدم تمكن الجهاز الفني واللياقي من أخذ المدة الكافية لإعداد النجوم الجدد الذين انضموا لقائمة الفريق.. مما دفع بالمدرب انشيلوتي لإبداء مخاوفه قبل انطلاق منافسات الموسم من عدم تجانس الفريق حيث إنه لم يلعب أية مباراة قبل لقاء بولونيا في الجولة الأولى بتشكيل يضم اللاعبين المنضمين حديثاً للنادي. ** إبداء انشيلوتي لمخاوفه قبل انطلاق الكالتشيو يعكس لنا مدى معرفته بأمور وخفايا الفريق.. وأنه قد لا يحقق النتائج المرجوة منه.. ويعاب على انشيلوتي خوفه الدائم وضعف شخصيته أمام رغبات الرئيس سيلفيو برليسكوني.. حيث لعب انشيلوتي بالتشكيل الذي يتمناه برليسكوني ولم يعطِ للجوانب اللياقية والفنية أية اهتمامات. وهو ما دفعه لخسارة أول ثلاث نقاط في الجولة الأولى. ** يضاف لكل ما سبق المشكلات العائلية التي يعاني منها المدرب الداهية -تكتيكاً- حيث ظهر ذلك واضحاً في مباراة بولونيا عندما أجرى انشيلوتي تبديله بين شوطي المباراة بإخراج الظهير الأيسر للفريق يانكولوفسكي وإشراك بدلاً منه المهاجم الإيطالي فيلبو انزاجي.. وقام بنقل زامبروتا من اللعب في خانة الظهير الأيمن للعب في خانة الظهير الأيسر.. ولم يكتفِ بذلك فحسب، بل أنه أعاد لاعب الوسط فلاميني للعب في خانة الظهير الأيمن.. تغيير واحد فقط قلب به اتزان خطوط الفريق.. وهو خطأ غير مسبوق في مسيرة المدرب المميز في النواحي التكتيكة مما يعكس لنا تأثر عقليته وانشغال تفكيره بالمشكلات التي تدور في بيته.. كما أن خبراء التحليل أوضحوا الخطأ التكتيكي الكبير الذي قام به أنشيلوتي ضد بولونيا. ** في اللقاء الثاني واصل أنشيلوتي أخطاءه في اختيار التشكيل المناسب الذي سيخوض به اللقاء وعمل على إصلاح تلك الأخطاء بين شوطي المباراة بشكل حسن من أداء ولعب فريقه.. لكن النتيجة كانت الخسارة بهدفين من نادي جنوا العريق. **فريق ميلان يعتبر من أكثر الفرق تنظيماً في العالم سواء داخل الملعب أو خارجه ويمتلك قوة إدارية هائلة قادرة على إعادة الفريق لدائرة المنافسة للفوز بلقب الاسكوديتو.. كما أن مكائن الفريق لم تعمل على الدوران بالشكل المطلوب بعد خاصة وأن الفريق بدأ الإعداد للموسم الحالي بداية متأخرة للغاية حيث سبقه انترميلان ويوفنتوس وروما بثلاثة أسابيع.. وسبب البداية المتأخرة والتخبطات في الإعداد هو خروج الفريق من بطولة أوروبا حيث فكر الفريق في الدوري فقط وعمل على إعطاء اللاعبين المزيد من الراحة قبل انطلاق الموسم مما نتج عنه خسارتين متتالتين. ** الإعداد الفعلي للفريق ونجومه بدأ منذُ انطلاق فعاليات الكالتشيو ضد نادي بولونيا.. وسيحتاج ميلان لشهر كامل على الأقل حتى يكتسب القوة التي تميز بها سابقاً.. فمع عودة رونالدنيهو وشيفا وكاكا لإكتساب لياقتهم بالشكل المطلوب فإن الفريق سيعود معهم للمنافسة على مراكز المقدمة بكل تأكيد. ** سيلتقي بعد عشرة أيام ميلان بغريمه التقليدي الانتر.. وأعتقد بأن الميلان وقتها سيقول كلمته.. خاصة وأن الثلاثي الذي تحدثت عنه ظهر بشكل أفضل مما سبق في الجولة الماضية وسيواصل التقدم للأمام.. حتى موعد الديربي المنتظر. ** أنشيلوتي تفوق على مورينهو مدرب الإنتر في أكثر من مناسبة أولها عندما تغلب عليه في نهائي كأس السوبر في المباراة التي جمعت ميلان بفريق بورتو البرتغالي وثانيها عندما تفوق في لقاء ودي عندما تواجه الميلان وتشيلسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبقية المواجهات بين المدربين تفوق فيها أنشيلوتي على مورينهو مرتين عندما تقابل معه في بطولتين وديتين قبل انطلاق الموسم الحالي.. فوز الميلان على الانتر سيعيد الفريق لدائرة المنافسة دون أدنى شك.. وسيروي عطش أنصاره ومسؤوليه. للتواصل عبر الإيميل [email protected]