سافر الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس لحضور آخر قمة له لحلف شمال الأطلسي، وآخر اجتماع رئاسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أمل إنقاذ سجل سياسته الخارجية الذي تضرر بشدة من حرب العراق. ويحاول بوش في السنة الباقية له في البيت الأبيض استعادة وضعه على المسرح الدولي، ومن المتوقع أن يضغط على الدول الأعضاء في الحلف للمساهمة بمزيد من القوات في أفغانستان، ويحاول الحفاظ على الزخم الذي تحقق في توسعة الحلف العسكري الغربي شرقاً، وفي الوقت نفسه تهدئة مخاوف ومعارضة روسيا لهذا التوسع. لكن، نظراً إلى تدني شعبية بوش في الخارج أكثر من تدنيها في الداخل من المتوقع أن يواجه الرئيس الأمريكي أوقاتاً صعبة لكسب تأييد زعماء العالم في قمة بوخارست التي تعقد في عاصمة رومانيا هذا الأسبوع، في الوقت الذي بدأ فيه بالفعل زعماء العالم إلى التطلع إلى من سيخلف بوش في مقعد الرئاسة في البيت الأبيض في يناير - كانون الثاني عام 2009م. ولن يكون وضع بوش كبطة عرجاء، وقد بقي له أقل من عام في الحكم، هو العقبة الوحيدة التي تواجهه في الخارج في الاجتماع الأول من سلسلة مؤتمرات دولية، يشارك فيها هذا العام. وتخيم على رحلاته الخارجية حرب العراق المستمرة منذ خمس سنوات التي قوّضت مصداقية أمريكا بين الأصدقاء والأعداء على السواء. وشككت الموجة المتصاعدة من القتال في العراق في إمكانية سحب مزيد من القوات الأمريكية وإعادتها إلى الوطن قبل أن يترك بوش الرئاسة. كما تطارد بوش أزمة مالية في الداخل أزعجت الأسواق العالمية، وزادت من حدة الانتقادات الموجهة لسياسته الاقتصادية. ويبدأ بوش رحلته بالتوقف في أوكرانيا، حيث يحاول طمأنة حكومة كييف الإصلاحية بشأن تطلعها للانضمام إلى حلف الأطلسي، وإن كان لن يقدم أي ضمانات قوية. ويخشى الشركاء الأوروبيون من ضم أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف العسكري الغربي؛ نظرا إلى معارضة روسيا التي تعتبر هذه التوسعة تعدياً على نفوذها في الكتلة السوفييتية السابقة. ويؤيد الرئيس الأمريكي سعي الدولتين لوضع خارطة طريق لحصولهما على عضوية حلف الأطلسي، لكن قد لا يمتلك القوة للتغلب على تحفظات فرنسا وألمانيا خلال قمة بوخارست التي تبدأ في الثاني من أبريل - نيسان، وتستمر حتى الرابع منه. ومن نقاط الخلاف الأخرى دور حلف الأطلسي في أفغانستان الذي تسبب في تبادل الاتهامات بين الدول الواقعة على جانبي المحيط. ويطالب بوش بالتزام أكبر من شركائه في الحلف الممتنعين عن إرسال قوات إلى مناطق القتال الشرس ضد مقاتلي طالبان. ويتقاسم بوش الأضواء في القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ضيف غير معتاد على التحالف الغربي. وقد يوضح أسلوب تعاملهما معاً ما إذا كانت علاقات الغرب مع روسيا ستتحسن أو تتدهور أكثر. ويطير بعد ذلك الرئيس الأمريكي إلى روسيا لإجراء الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية مع بوتين قبل تنحيه عن الرئاسة الروسية في مايو - أيار.