يتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش الى اوروبا اليوم، لحض شركائه في الحلف الاطلسي الناتو على ارسال مزيد من الجنود الى افغانستان، ولقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمرة الاخيرة بصفتهما رئيسين على الارجح. وتبدو المطالبة بمزيد من الجنود والوسائل من بقية الأعضاء، اولوية لدى بوش في قمة الحلف التي تعقد في بوخارست من الاربعاء الى الجمعة المقبل، اذ من الضروري تعزيز بوش جبهة افغانستان في"حربه على الارهاب"، خصوصاً ان أي فشل فيها يعتبر شخصياً له. وفي ظل العلاقات الحساسة بين واشنطن وموسكو، سيكون حضور روسيا لافتاً في العاصمة الرومانية، علماً ان بوش وافق ايضاً على ان ينتقل بعد محطة في كرواتيا الى روسيا ليمضي السبت والاحد المقبلين على ضفاف البحر الاسود بدعوة مفاجئة من"صديقه"بوتين. ويتوقع ان تطرح في العاصمة الرومانية مواضيع خلافية بين الولاياتالمتحدةوروسيا مثل توسيع الحلف الاطلسي. ويؤكد بوش، المتهم بإهمال الملف الافغاني على حساب الحرب على العراق، ان لا"فرصة افضل لمواجهة تهديدات الارهاب من افغانستان". ويرى ان قراره نشر 3500 جندي اضافي من مشاة البحرية المارينز يفترض ان يشكل"مثالاً"يحتذى لبقية اعضاء الحلف، علماً انه اعتبر اخيراً اعلان نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي تعزيز وجود بلاده في افغانستان يؤكد"نجاح القمة سلفاً"، خصوصاً ان فرنسا انسحبت قبل 42 سنة من البنية العسكرية المتكاملة ل"الاطلسي". وعلى غرار افغانستان ينقسم الحلفاء في شأن توسيع الحلف الاطلسي ومهماته او مستقبله، وقالت اليزابيث شيروود رندال الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية ان"البعض مثل المانيا يملك انطباعاً بأن ادارة بوش تسدد لهم ضربات لأنهم لا يبذلون جهوداً كافية في افغانستان، وهذا ليس شعوراً مستحباً". ولا تؤيد المانيا ودول اخرى دعوة بوش إلى منح جورجيا وأوكرانيا حالياً فرصة دخول الحلف الاطلسي. ويرى خبراء ان شركاء بوش يعلمون ان قدرته على فرض القرارات تضاءلت الى حد كبير مع اقتراب نهاية ولايته. وفيما سيتوقف بوش بعدما استقبل الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي، في اوكرانيا اليوم وغداً في طريقه الى بوخارست، اشار مستشاره لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي الى ان الرئيس الاميركي لا يعتزم الضغط لتسريع الامور لمصلحة جورجياواوكرانيا، باعتبار ان اقتراب البلدين من الحلف الاطلسي يغضب روسيا على غرار مشروع نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا وتشيخيا. ويبدو ان التوتر الخاص بالدرع الصاروخية الاميركية هدأ في اعقاب زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس الى روسيا، علماً انه يتوقع ان يسعى بوش الى طمأنة روسيا على ان المشروع المضاد للصواريخ لا يستهدفها، ويقترح"اطار"شراكة استراتيجية اوسع. وفي السياق العام، يبدو ان قادة الحلف الاطلسي متفقون على توحيد الجهود لمواجهة حركة"طالبان"في افغانستان، لكن خلافاتهم على ترشيح عضوية جورجيا وأوكرانيا الذي تعارضه روسيا، قد تعكر صفو قمتهم. وينشر"الناتو"47 الف عنصر ينتمون الى 40 بلداً في افغانستان، ويطالب قادته العسكريون بتعزيزات لمواجهة"طالبان"وتنسيق افضل مع المنظمات الدولية الاخرى المشاركة في اعادة اعمار البلاد. وينتظر ان يتبنوا خطة"استراتيجية"و"سياسية عسكرية"يفترض ان تظهر التوجه الذي يجب اعتماده في افق عام 2013، بالتعاون مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والحكومة الافغانية برئاسة حميد كارزاي.