تحت هذا العنوان كتبت بعد لقاء الذهاب الذي جمع الهلال بالأهلي في جدة، وتحدثت عن الأوضاع الهلالية الفنية بقيادة سيريزو، وقلت إن الهلال لن يفوز على الأهلي، وليس يتأهل إلى النهائي، إنما لن يستطيع الفوز في ظل طريقة لعبه وتشكيلته التي يعتمدها سيريزو؛ فذهب سيريزو وعاد باكيتا وسط تفاؤل الهلاليين بعودة الفريق إلى أوضاعه الفنية الجيدة مع باكيتا القائمة على توازن الأداء وتكثيف الوسط وانتظار الخصوم في ملعبه؛ ومن ثم بناء الهجمات المعاكسة التي يحسمها في معظم المباريات لاعبو الوسط.. حيث كان أقوى خطوط الفريق خط الوسط الذي بواسطته سيطر على المباريات وسجل الأهداف وحمى مناطقه الخلفية جيداً بتواجد كثافة عددية مناسبة غطت الكثير من العيوب الفنية الكبيرة في صفوفه. ولو نظرنا إلى أداء الهلال لوجدنا أنه يعاني كثيراً في خط الدفاع؛ نظراً لعدم قدرة أفراده على الرقابة الفردية ومتابعة المهاجمين قبل استلام الكرة؛ مما يسهل مهمة أي مهاجم، بينما يعاني الوسط من عدم القدرة على افتكاك الكرة وإغلاق الوسط كما يجب، فضلاً عن عدم قيام معظم أفراده بالواجب الدفاعي؛ مما يؤثر في الأداء العام للفريق، ونعني هنا الشلهوب وكماتشو وحالياً التايب ومعهم نواف التمياط، مقابل أداء هجومي متميز وقدرة على الوصول إلى مرمى الخصوم والقيام بدور المهاجمين بشكل أفضل من المهاجمين أنفسهم. أما الهجوم فإن لاعبيه في الغالب لا يقومون بأي أدوار دفاعية أو يتحركون جيداً بدون كرة ويقتصر دورهم على اللعب مع الكرة وعند استلامها. هذه العيوب الفنية استمرت مع الفريق مع مدربين عديدين ولم ينهها سوى اللعب بخمسة لاعبين في الوسط والاستمرار على ذلك، وخصوصاً في المباريات الكبيرة.. وبواسطتها حقق الفريق انتصارات عديدة ومعها البطولات. من هذا المنطلق كان التفاؤل الهلالي كبيراً بعودة باكيتا على اعتبار أو افتراض عودته لنفس الطريقة التي نجح بها سابقاً.. لكن ما حدث أمام الأهلي في الإياب كان مخالفاً لكل ذلك حيث استمر أسلوب لعب سيريزو وعادت معه نفس العيوب الفنية التي تحدثنا عنها بعد لقاء الذهاب.. فظهر الفريق مفككاً غير قادر على فرض أسلوبه أو فرض هيمنته على اللعب، ووجد الأهلاويون طرقاً سالكة نحو مرمى الدعيع بعد أن تخلوا عن أسلوبهم الدفاعي في بداية المباراة. وبدلاً من تقوية خط الوسط وانتزاعه من الأهلي؛ وبالتالي التحكم في مجرى المباراة عبر وسط قوي مزود بعدد من اللاعبين المقاتلين والقادرين على إنهاء الهجمات قبل وصولها إلى مناطق الخطر ومشاركة الأهلي معركة الوسط، سلم باكيتا وسط الملعب للخصم وراح يعدل في الهجوم ويغير هنا وهناك.. لتكون الخسارة المستحقة بالتعادل والأداء المهزوز البعيد عن إمكانات الفريق الفعلية ومستواه الحقيقي. إذاً ما زالت المشكلة الهلالية قائمة وما زال الهلاليون يبحثون عن الخلل رغم وضوحه وضوح الشمس. لكن السؤال هو: كيف يرفض الهلاليون الرضوخ للواقع وتصحيح أوضاع فريقهم فنياً ومن يقف خلف ذلك؟! هل هو المكابرة؟ كما قال أحد أصحاب القرار - بعد تغيير سيريزو -: إننا لم نغيّره بسبب التكتيك وإنما أعدنا باكيتا لأسباب أخرى، منها أنه يفتح المنافسة أمام اللاعبين ويستفيد من أكبر عدد منهم طوال الموسم؛ لأنه يجهز الجميع ولا يخضع لأي لاعب.. وهذا كلام صحيح، لكن الأصح أن سبب نجاح باكيتا أصلاً هو اعتماده على الوسط وتكثيفه، واللعب بأقل عدد من المهاجمين كما فعل طوال إشرافه على الفريق، وقلده في ذلك كليبر ثم بيسيرو وأخيراً الحسيني أمام الطائي، وجاءت النتيجة في كل الحالات كما يريدها الهلاليون؛ حيث يعود الفريق سريعاً إلى عافيته التي يفتقدها سريعاً أيضا عند اللعب بمهاجمين.. فللمرة الألف أقول إن مقومات وعوامل نجاح طريقة 4-4-2 غير متوفرة في الهلال ولا تناسب لاعبيه، وهذا الكلام أثبتته المباريات وثبت بالدليل القاطع أكثر من مرة، لكن ما زال (المخرج عايز كده)!! وما دامت عودة باكيتا بالاسم وليس بالفعل، وهذا هو الأهم والمطلوب، فسيكون باكيتا كسيريزو؛ لأن المطالبة به لم تكن من أجل سواد عيونه وإنما لأن طريقته هي الأنسب، لكنه عاد إلى الهلال من دونها؛ لتستمر نفس التخبيصات والفوضى الفنية رغم تغيّر المدربين! بختاكور! سيرتكب الهلاليون خطأ فادحاً إذا اعتبروا أنهم فقط من يملك الطموح للتأهل عن المجموعة الآسيوية وتجاهلوا طموحات الفرق المنافسة؛ ففي لقاء الغد يجب أن يستفيد الهلاليون من الطموح الكبير للفريق الأوزبكي باختاكور لاحتلال صدارة المجموعة، مستفيداً من فوزه على الكويت الكويتي في لقاء الذهاب.. حيث يمكن الاستفادة من هذا الفوز وهذا الطموح باللعب كما يلعب الزوار حيث التحفظ الدفاعي وانتظار الخصم في ملعبهم والاستفادة من اندفاعه كونه يلعب على أرضه وبين جماهيره؛ حتى لا يكرروا خطأ لقاء الذهاب أمام الأهلي بالمبادرة بالهجوم وفتح ملعبهم وتسهيل مهمة الخصم في الوصول إلى مرماهم عبر المساحات الشاسعة التي يتركونها في مناطقهم وجعل الوصول إلى المرمى الهلالي أسهل وأسرع؛ فالخصم يريد الفوز والتأهل ويلعب على أرضه وبين جماهيره ويملك طموحاً عالياً للتأهل؛ ولذلك فلن يسلم المباراة للهلاليين بسهولة وسيقاتل لاعبوه بقوة للتأهل.. وإذا أدرك الهلاليون ذلك فعليهم التحفظ والتركيز على الوسط والاستفادة من أي فرصة للوصول للمرمى بأسرع وأسهل الطرق مع حفظ توازن الفريق وسط الميدان بعدم الاندفاع العشوائي وإحراج فريقهم؛ فالمباراة تحتاج إلى حسابات مباريات الكؤوس التي تختلف عن المباريات الدورية.. وعندما يفعل الهلاليون ذلك فإنهم يجيدونه وينجحون في تحقيق مبتغاهم بما يملكونه من أسلحة عديدة في الوسط.. بشرط أن يستفاد من العناصر الموجودة وإتاحة الفرصة للاعب الأفضل بدلاً من الأسماء المحددة التي تشارك في كل المباريات بمستوياتها الهابطة دون أن تضيف جديداً للفريق.. وهذا يتطلب إبعاد المجاملات ومنح الأفضلية للأفضل مستوى والأكثر إفادة للفريق.. وفي المباريات السابقة التي فاز بها الهلال - رغم صعوبتها وقوتها - حقق الفوز عدد من اللاعبين أصحاب الأسماء غير الرنانة، وكانوا أكثر إفادة للفريق من المستهلكين! المنشطات وتجربة ألمانيا في ألمانيا ومن خبر صغير نشر في إحدى الصحف تم اكتشاف حركة فساد واسعة بين الحكام أوقف على أثرها العديد من الحكام الدوليين في فضيحة هزت العالم قبل نهائيات كأس العالم الأخيرة.. هذا الاكتشاف تم بعد خبر صغير تم التعاطي معه بجدية والتحقيق مع العديد من الأطراف لتظهر الفضيحة.. وهنا حدث الكثير من التلميحات حول التحكيم والمنشطات، وما زلنا ننظر إلى الأمر من بعيد، ولم نتحرك خطوة للبحث والتحقيق والتحري. وهذا أمر ليس في مصلحة الرياضة السعودية حيث ارتفع الهمس وزادت الأحاديث ونحن ننتظر.. فلماذا لا نتعاطى مع هذه الأحداث بجدية ونبدأ التحقيق لقطع الشك باليقين وتوفير أجواء تنافسية رياضية نزيهة وسليمة؟ ف(معظم النار من مستصغر الشرر)، وما الذي يمنع وجود ما تم التحدث عنه ما دمنا بشراً في مجتمع قابل لكل شيء شأنه شأن أي مجتمع آخر؟ بالأمس تحدث لاعب أبها سعيد مرجان عن تعاطي زملائه المنشطات، وبغض النظر عن صحة هذا الادعاء، فإن المطلوب البحث والتقصي لإثبات الأمر أو نفيه؛ حرصاً على سلامة الوسط الرياضي وإبعاد كل الشبهات المؤثرة في المسيرة الرياضية! لمسات! - غادر سيريزو واستمرت نفس التغييرات وبنفس الطريقة؛ فمن يقوم بالتغيير على دكة الاحتياط الهلالية؟! - ألفين لاعب عادي جداً، واستمراره أساسياً يعني استمرار خروج الهلال من البطولات. - عناصر هلالية شابة عديدة تنتظر الفرصة دون جدوى؛ فالفرص حتى الآن لا تمنح إلا للأسماء المستهلكة! - الأهلي يسير بثبات وثقة نحو كأس سمو ولي العهد، وأمامه فرصة كبيرة لتحقيق اللقب العربي؛ فالقلعة بات على أبواب عودة قوية ومسعدة لكرة القدم السعودية. *** لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244