هي كأس الخليج... هي كأس الحب... هي كأس الود والوفاء... بل هي أسمى وأكبر من ذلك... هي بمثابة العرس الكبير وبمثابة الفرح الأكبر... فشغف انتظارها على مدى كل سنتين أصبح الشغل الشاغل لكل رياضي يعيش على أرض خليج الخير... فوائدها جمة ومكاسبها لا تحصى ولا تعد... ويكفي أنها تجمع أبناء الخليج على أرض عاصمة من عواصم بلدانه الثمانية... وها هي أبو ظبي زايد تزينت بأبهى حللها ولبست أغلى ما لديها علها تنال إعجاب زوارها الكرام أبناء الخليج... وعاهدت نفسها بأن لا تخلع زينتها قبل توديع ضيوفها بنهاية يناير 2007... وربما يبقى الهودج الذي يحمل العروس الغالية في دار زايد حتى موعد زفافها القادم إلى مسقط العامرة... أو ربما يخطف هذا الهودج بما فيه أحد الفرسان السبعة الذين كانوا ضيوف أبو ظبي في غفلة من حراس الكتيبة البيضاء الإماراتية في ثالث زفاف لها في الإمارات... ليبقى انتظارهم أطول مما يتخيلونه لتحقيق حلمهم الأول وسط مدينة زايد بعد ثلاث محاولات جادة لخطف هذه العروس من هودجها العالي... وتبقى كأس الخليج العنوان الأبرز في حياة أبنائه... وتبقى روابط الأخوة هي أبرز علامات دورات الخليج على مرّ التاريخ... فهنيئاً لنا هذا الكنز الثمين... وهنيئاً لنا هذا التجمع الطيب لأبناء الخليج تحت سقف واحد وفي أرض واحدة وبتوقيت واحد... وشكراً لكل من صنع لنا تاريخاً رياضياً بحجم دورات الخليج... وشكراً لكل من ساهم في رسم طريق استمرار هذه البطولة لتبقى وتدوم للأبد... فأهلاً خليجي 18... وأهلاً بالتنافس الشريف على مدار 14 يوماً رائعة كالعادة بين أبناء الدول الثماني. ولأن تواجدك وسط أحداثها هو بمثابة الحلم... فإنه كان كذلك بالنسبة لي... إلا أن صافرة الحكم السعودي خليل جلال التي أعلنت نهاية لقاء منتخبنا أمام الشقيق الإماراتي كانت بمثابة الصفعة التي استفقت على أثرها... ولكنني هذه المرة بشعور مختلف تماماً... ولم أكن مذهولاً إطلاقاً... بل كنت منتشياً أكاد أطير من الفرح في مدرجات مدينة زايد الرياضية... فهنيئاً لنا هذه البداية الرائعة في خليجي 18... وكلنا طموحات تعانق أعلى قمم جبال عمان الشهباء في معانقة اللقب الذي طال انتظاره... أدعو معنا للأحمر بالتوفيق... وقولوا معي: يا رب آمين. (*) صحفي عماني [email protected]