شهدت المباراة أمام الكويت حضورًا جماهيريًا إماراتيًا كبيرًا تجاوز 6 آلاف متفرج، بعد أن نقلت 22 طائرة المشجعين من مطارات: أبو ظبي، والشارقة، ودبي، والفجيرة في أكبر جسر جوي تشهده البلاد في تاريخها من أجل حدث رياضي. ويتوقع أن يزيد عدد الطائرات المغادرة إلى المنامة قبل المباراة النهائية أمام العراق الجمعة بعدما أعلن المزيد من رجال الأعمال عن توفير طائرات والتبرع بتذاكر سفر للمشجعين. على صعيد متصل احتفلت الصحف الإماراتية بتأهل ما اسمته منتخب الأحلام إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم في البحرين بفوزه على الكويت 1-صفر في الدور نصف النهائي. وهي المرة الثانية التي تصل فيها الإمارات إلى نهائي البطولة بنظامها الجديد، بعد الاولى في النسخة الثامنة عشرة التي استضافتها في أبو ظبي عام 2007 واحرزت لقبها بفوزها على عمان 1-صفر. لكن التأهل إلى النهائي جاء بطعم مختلف هذه المرة بعدما حصدت العلامة الكاملة بالفوز في اربع مباريات متتالية، وهو ما لم تحققه في «خليجي 18» عندما خسرت مباراتها الافتتاحية في الدور الاول امام عمان 1-2. كما انها المرة الاولى منذ فترة طويلة التي تدخل الإمارات مبارياتها في كأس الخليج وهي صاحبة الحظوظ الاعلى للفوز، وحتى أن منافسيها اعترفوا بهذه الحقيقة وقد صب تصريح الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم بهذا الاتجاه عندما قال قبل مباراة نصف النهائي «الآن سنواجه فريق السوبر الخليجي، لم نشاهد منتخبا إماراتيا بهذا المستوى منذ سنوات طويلة، مع احترامي لكل الاجيال الإماراتية السابقة». واكد الكلام على الثقة الكبيرة بهذا الجيل من اللاعبين بعدما حقق بقيادة المدرب مهدي علي انجازات تاريخية للكرة الإماراتية منذ عام 2008 في المنتخبات التي لعب لها كافة. وقاد علي هذا الجيل للفوز بلقب كأس آسيا للشباب 2008 في الدمام والتأهل إلى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر، واحراز فضية آسيا 2010 في غوانغجو الصينية، قبل أن يحقق معه الانجاز الاضخم في تاريخ الكرة الإماراتية بعد المشاركة في مونديال 1990 بالتأهل إلى اولمبياد لندن 2012. وركزت الصحف الإماراتية الصادرة أمس الاربعاء على اهمية الانجاز الذي حققه «الأبيض» بالوصول إلى النهائي والامال المعلقة عليه باحراز اللقب الثاني في تاريخه. وعنونت صحيفة الاتحاد «أبيض الأحلام إلى نهائي خليجي 21»، وركزت على تصريحات مهدي علي «مهندس الانتصارات اكد أن الانجاز الحقيقي هو العودة بالكأس من المنامة». اما صحيفة الخليج فعنونت «منتخب أحلامنا يصنع ملحمة المباراة النهائية»، واضافت: «اثبت منتخب الأحلام مرة اخرى علو كعبه والثقة الكبيرة التي اعطيت له من قبل جماهيره التي احتشدت بكثافة ولونت مدرجات استاد البحرين الوطني بالوان علم بلادها». وعنونت صحيفة البيان «الأبيض شرفنا ورفع رأسنا»، وتابعت: «اسعد منتخبنا الوطني الشعب الإماراتي، وقدم امام الكويت ملحمة كروية رائعة». واشادت صحيفة الإمارات اليوم بصاحب هدف الفوز احمد خليل وعنونت «الأبيض إلى نهائي خليجي 21 بلسمة خليل»، متحدثة عن «رجل الدقائق الاخيرة»، في اشارة إلى مهاجم النادي الأهلي الذي يلعب دائما دور المنقذ وسجل 3 اهداف تصدر بها ترتيب هدافي البطولة. وحتى تصريحات المسؤولين الكبار تحدثت عن فريق المستقبل الذي يمثله الجيل الحالي، وابدى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «فخره بالاداء الرجولي لشباب الإمارات الذين اثبتوا مجددا انهم على قدر التحدي». وقال الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة «المهم قد تحقق لكن الاهم هو انه صار لدينا منتخب للمستقبل». وادت النتائج والعروض اللافتة للمنتخب في تغيير استراتيجية «الأبيض»، من رفع شعار المشاركة للتحضير للاستحقاقات المقبلة ولا سيما تصفيات كأس آسيا 2015، إلى احراز لقب «خليجي 21». وقال يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم: «قلنا قبل البطولة اننا نريد التحضير لكأس آسيا 2015 وتصفيات مونديال 2018، لكن هذا الجيل من اللاعبين دائما ما يفاجئنا ويفرح الإمارات ويقدم لنا الهدية تلو الأخرى، ونحن الان بانتظار هدية الختام وهي الفوز باللقب». وحتى المدرب مهدي علي المتحفظ جدا اشار بعد الفوز على الكويت إلى أن «احراز اللقب اصبح هدفنا لاننا نريد اسعاد الجمهور الكبير الذي وقف خلفنا في المنامة وكان اللاعب رقم واحد في المباراة».