لا تزال العادات تختلف من جيل لآخر في جميع مجالات الحياة وذلك باختلاف الأجيال فمن جيل لآخر تتغير عادات كثيرة، كما أن الاختلاط مع جنسيات أخرى من العرب يجعل هناك تبادلا واختلاطا بين العادات والثقافات، وما كان بالأمس تغير اليوم، علماً بأن بعض الأفراد يعودون بشكل تلقائي لكثير من العادات السابقة. ولأن الزفاف يعد حدثا مهما لجميع الأفراد باختلاف ثقافاتهم ودولهم كونه مرحلة انتقالية للفرد. وبالعودة إلى الزفاف في السابق سنجد أن طابعه اختلف كثيراً مما كان عليه إلا أنه احتفظ بالفرحة واجتماع الأسر والأصدقاء، وإذا تحدثنا عن جانب مهم في الزفاف سنجد أن انتقال العروس من منزل والدها لمنزل زوجها لا يقل أهمية عن باقي استعدادات الزفاف سواء كان الزفاف في منزل أو قاعة أو أي مكان آخر. السيده فائقة حسن استدعت معنا طريقة نقل العروس من منزلها لمنزل زوجها فقالت «كنا قبل حوالى الستين عاماً أو ما يزيد بقليل لا نتكلف في الزفاف مثل هذه الأيام، وكنا نشعر بفرحة غامرة في أنفسنا ولكن التغير سنة من سنن الحياة فكل جيل له ما يخصه في كل شيء». وعن طريقة انتقال العروس من مكان إقامة الزفاف لمنزل زوجها قالت: كان في الماضي يتم بالهودج وهو عبارة عن صندوق ذو أربعة أعمدة وسقف يتم تلبيسه بقماش القطيفة الأحمر المطرز بالخيط الذهبي بنقوش مختلفة ويوضع على جمل وله ستارة لتغطي من بداخله وقد كان يتنوع لون القماش بين الأخضر والأحمر إلا أن الأغلب هو الأحمر فتجلس العروس بداخله ويقاد الجمل بها إلى منزل زوجها مع مرافقة عدد من نساء عائلتها خاصة والدتها وخالتها مع الزغاريد المستمرة، وينضم لهم عدد من رجال أسرة العروس ومعهم العريس سيراً على الأقدام، أمام الجمل الذي يحمل الهودج وبه العروس إلى أن تصل منزل زوجها فيتم إجلاسه لتتمكن العروس النزول عنه دون مشقة، هكذا استمرت طريقه انتقال العروس بهذه الطريقة لفترة ثم أخذت تختفي بالتدريج إلى أن أصبحنا في هذه الأيام نجد العروس تنقل بسيارات مزينة بالورود وقماش التل والشرائط، وقد بدأت في سيارات عادية دون زينة إما أن تكون السيارة ملك العريس أو أحد أقارب العريس أو العروس، وقد كانت في تلك الفترة من العيب بأن يقود العريس السيارة بنفسه بل يجلس هو وعروسه في الخلف ويقوم أحد محارم العروس بالقيادة إلى أن يوصلهما إلى منزلهما، أما الآن فأصبح العريس يقود سيارته بنفسه. موضحة أثناء حديثها «إن الهودج لم يكن في المملكة فقط بل كان في المغرب وهو مستمر إلى الآن في بعض مناطق المغرب باختلاف أن هودجهم يحمل على أكتاف أفراد ويكون هودجين أحدهما للعروس والآخر للعريس مع ترصيع الهودج بالزينة، حيث تختلف من منطقة لأخرى وذلك كانت العروس في السودان وبعض دول الخليج تنقل على الهودج وأظن أنها تلاشت هذه الأيام باستثناء المغرب.