عادة قديمة ولكن عبر مر الأيام أصبحت في تجدد أكثر بل وباحتراف وبالنصب والاحتيال وهذه العادة دائماً ما يحترفها عديمو الضمير سواء كانوا رجالاً أو نساء أو أطفالاً، فهم في الحقيقة متسولون يمارسون أساليب وأشكالاً عدة يستعطفون من خلالها القلوب وتسهل عليهم النفقة على حساب الآخرين، والجزيرة هنا تسلط الأضواء عليهم محذرة جميع المواطنين والمقيمين في هذا البلد الطاهر من الاحتراف الجديد حتى لا يقعوا فريسة في حبائل ضعفاء الأنفس ونقدم على ذلك شواهد لبعض المواطنين الذين وقعوا في شبكة المحترفين موضحين لهم أيضاً الطرق الصحيحة السليمة في العطاء وكل من أراد أن يقدم مساعدة فهناك مؤسسات خيرية في بلادنا الحبيبة لكفالة مثل هذه الحالات أما الذين يعطون من يقابلهم ويسألهم فهم المشجعون لهذه الوسيلة الغريبة على وطننا العزيز,,. الإسلام ينهى عن ذلك بداية توجهنا إلى الدكتور/ إبراهيم بن ناصر الحمود/ وكيل كلية الشريعة للدراسات العليا للتعرف منه على رأي الشريعة من التسول والدور الذي ينبغي للمواطن فعله تجاه ذلك؟ فأجاب مشكوراً بأن الشريعة الاسلامية شريعة امتازت عن غيرها من الشرائع بميزات عديدة منها شرعية ما يسمى بالتكافل الاجتماعي, وهو يعني وجود ترابط أخوي بين المسلمين بحيث يعطف غنيهم على فقيرهم ومن هنا شرع الإسلام حق المسلم على أخيه المسلم في ماله قال تعالى والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم وهو حق لله تعالى يتعين على المسلم إخراجه كالزكاة أو يستحب له إخراجه كالصدقة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه. ومن حكمة شرعية الزكاة والصدقة سد حاجة الفقير حتى لا تدعوه الحاجة الى سؤال الناس. ووجود التسول في مجتمع من المجتمعات يفرض على هذا المجتمع الاهتمام بجانب التكافل الاجتماعي، والحرص على البذل والانفاق، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً الى اليمن قال له ,,, وأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم . ولم يقتصر الأمر على الزكاة والصدقة فحسب بل إن الشريعة الإسلامية جعلت للمال مصارف أخرى تحقق معنى التكافل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات فهناك مثلاً: الوصية بثلث المال فأقل وهي تصرف في المال مضاف الى ما بعد الموت وهي تقوم بسد حاجة من ليس لهم حق في الارث وهي صدقة للموصى أجرها وبرها عند الله تعالى كذلك فرض الله حق الميراث وهو حق للورثة من مورثهم بعد موته يوزع بينهم كما أمر الله في كتابه وفي ذلك سد لحاجة الورثة حتى لا يكونوا عالة على غيرهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إنك ان تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس . كذلك شرع الاسلام الوقف وهو جانب مهم من عناية الاسلام بالفقير بل إن أغراض الوقف تتعدى الفقير الى غيره من المشاريع الخيرية التي تحقق للمجتمع البناء المتكامل والنفع الدائم الذي لا ينقطع وهكذا نرى الاسلام في شرائعه تلك انما يدعو المسلم الى الكف عن مسألة الناس ولا تجوز المسألة الا في حالة الضرورة التي لا مناص منها وفي نطاق ضيق فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تحل المسألة إلا لأحد ثلاثة ذكر منهم رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصب منها, ورجل أصابته فاقة فحلت له المسألة حتى يصب قواماً من عيش,,, ولما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فوجده رجلاً جلداً قادراً فأعطاه درهمين وقال اشتر بأحدهما فأساً وبالآخر حبلاً ثم احتطب ثم جاءه بعد أيام وقد رزق مالاً فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من سؤال الناس أعطوك أو منعوك. فالاسلام قد أوجد تلك البدائل التي تغني المسلم عن المسألة بل إن الاسلام يحث المسلم على السعي والكسب وطلب الرزق فخير ما أكل المسلم من كسب يده قال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور . ويقول جل شأنه فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله,,,, الآية . بل إن الاسلام ذم المسألة فقد ورد في بعض الآثار لاتزال المسألة بأحدكم حتى لا يبقى في وجهه مزعة لحم . وبعد هذا يمكن القول بأن الشريعة الاسلامية تنهى عن التسول بشتى صوره الا في أضيق نطاق عندما تلجأ الحاجة اليه ولم يكن قادراً على الأخذ بالأسباب التي حث الاسلام عليها في هذه الحالة يباح السؤال بقدر الحاجة فقط ومتى حصل السائل على قدر كفايته فعليه الكف عن المسألة ومما يؤسف له أن كثيراً من أولئك الذين اتخذوا المسألة مهنة لهم جعلوا أماكن العبادة وهي المساجد وسيلة لبلوغ حاجتهم ومحلاً يمارسون فيه عادتهم, وهذا لا يليق بالمسلم الذي يعرف مكانة المسجد في الاسلام. أما عن الدور الذي ينبغي للمواطن فعله تجاه أولئك أن يكون عوناً لمكافحة التسول، وأن يتحقق من حاجة السائل وفاقته قبل أن يعطيه, لا سيما وقد وجد من المتسولين من يتظاهر بأنه مصاب بعاهة حتى يكسب عطف الناس عليه فيجمع بين المسألة والكذب والخداع فعلى المواطن أن يقوم بترشيد أولئك وبيان ما هم عليه من الخطأ في حق انفسهم أولاً فيما بينهم وبين الله عز وجل ثم في حق المجتمع الذي هم جزء منه, نسأل الله لنا ولهم السلامة من كل سوء ومكروه والله الهادي الى سواء السبيل. ظاهرة الليموزين ثم كان أن توجهنا إلى مدير مكافحة التسول بالرياض الاستاذ/ فهد بن عبدالله التويجري لاستطلاع رأيه حول تكاثر وتنوع سبل التسول وحجم هذه الظاهرة والسبل المبذولة للحد منها؟! فأكد أن المتسولين سوف يلجأون إلى أي طريقة يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم, أما بالنسبة لظاهرة سيارات الأجرة الليموزين ففي الحقيقة المعايشة العقلية أن أغلب من يستخدم هذا الاسلوب للتسول هم المتسولون أو المتسولات الاجانب يعني أن هؤلاء هم الذين يستخدمون سيارات الاجرة للتسول ولا شك أن هذه ظاهرة ملموسة وواضحة والملاحظ أنها بازدياد والذي ساعد على انتشار هذه العادة هم الاخوان المواطنون بطريقة غير مباشرة فينخدع بالكلام الممغنط حتى تنطلي عليه الحيلة ويعتقد أن هذه مواطنة، وكما هو معروف أن المواطن السعودي متعاطف ومتعاون ويحب الخير فمن هذا المنطلق صار المواطن في الحقيقة معاوناً ومساعداً على انتشار ظاهرة التسول سواء عن طريق الليموزين أو غيره. ولا شك انه في هذه الحالة يكون الدور لرجال الهيئة من الدرجة الاولى ومن ثم يأتي دور الدوريات الأمنية أكثر لأنه لو نظرنا إلى هذه الظاهرة لوجدنا أنها تتعدى ظاهرة التسول لان النتائج المترتبة من واقع التسول في وقتنا الحالي نتائج سلبية لا تخفى على الفرد والمجتمع. فعلى أصحاب شركات سيارات الاجرة الانتباه والتعاون لأن هذه السيارات صارت وسيلة للمتسولين حيث تم بالفعل القبض على صاحب ليموزين يتجول بمتسولة داخل أحياء المدينة ومن خلال التحقيق معه قال انه متفق مع هذه المتسولة على نسبة معينة من المال,. أكثرهن أجنبيات وأكثر المتسولات هن من النساء الاجنبيات وأكثر الحاحهن على الشباب حيث تستغل أنوثتها وطريقتها وعاطفتها مع الشباب فيجب في الحقيقة الحذر كل الحذر وأنا أقولها بمنتهى الصراحة والأمانة التسول ظاهرة منقودة ومرفوضة وللأسف انها فعلاً موجودة وبازدياد. لكن دور مكافحة التسول عبر سيارات الاجرة ضعيف فرجال المكافحة يقفون مكتوفي الأيدي لأنه إذا تم القبض على متسول في مسجد أو عند إشارة أو في شارع فهذا ممكن لكن صاحب الأجرة والمتسول معه ربما يملك الحجج والاعذار ووسيلة الهرب. دور الأمن والهيئة وهناك جهات أمنية لها دور أقوى وأكبر وهم رجال الحسبة ورجال الدوريات الامنية فمن هذا المنطلق فأنا أؤكد على وجوب قيام الجهات الامنية بدورها لمكافحة هذه الظاهرة. أما بالنسبة للحلول التي نراها دائماً وأبداً هي: أولاً أؤكد على دور المواطن في التعاون لانه هو المسئول الاول والخط الأول لرفض أي حالة أو ظاهرة غريبة فتخيل مثلاً لو أننا جميعاً كمواطنين رفضنا بأي حال من الأحوال التعاطف أو إعطاء أي متسول وكان موقفنا صلباً وقوياً فثق أن المواطن سيساعد الجهات الأمنية بتعاونه من أجل القضاء على الظواهر السلبية المخلة بالأمن والمجتمع وتأكد أن المتسول لن يفكر مرة اخرى في التسول لان الابواب قفلت أمامه. ثانياً/ أطالب بدور فعال وملموس من الدوريات الامنية وكذا رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للمشاركة وهذا ليس لأنهم مقصرون بل لأنهم دائماً هم أصحاب الادوار الفعالة والايجابية فلهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في ملاحظة مثل هذه الظواهر فهم لا يخفى عليهم وإنما نؤكد على أنه من وراء هذه الظاهرة مداخل نتائجها سلبية على المجتمع مالم نتعاون ونكافحها بقوة وشدة. ثالثاً/ رسالة أوجهها إلى مدير شرطة الرياض أطلب منه الاهتمام بدعم المكتب بالاعداد الكافية من أفراد الشرطة، وأنا على ثقة إن شاء الله تعالى على تجاوب سعادته نظراً لما يمثله الرجل العسكري الرسمي من ثقل وأهمية وهيبة خاصة في القبض على المتسولين. لسنا وحدنا ظاهرة التسول ظاهرة، موجودة في المجتمع لكن يجب ألا ننظر أنه لا يكافح المتسولين إلا مكتب مكافحة التسول فلوجئنا إلى الواقع أن الميادين العامة والاشارات المرورية فهي تحت مسئولية الدوريات الأمنية وإنما نحن دائماً وأبدأ وكما تثبت الاحصاءات والبيانات أننا ولله الحمد نقبض على جميع المتسولين ومختلف الحالات سواء في الميادين العامة أو عند الاشارات الضوئية المرورية أو الاسواق أو المساجد لكن مهما كانت جهود وإمكانيات مكتب مكافحة التسول فإنه إذا لم يكن هناك أدوار فعاله لجهات عدة وأولها المواطن فلن يستطيع المكتب أن يقوم بدوره مهما كانت الاحوال لان المكتب يقوم بدوره على حسب امكانياته وقدراته. أما بالنسبة لعدم الرد السريع على اتصال المواطنين فكما ذكرت سابقاً فنحن تأتينا اتصالات عن طريق الهاتف ولها التقدير والاحترام لكن في بعض الأحيان يتصل بعض الاخوة المواطنين وتكون الحملات الميدانية خارج المكتب لأداء عملها فمثلاً مواطن ربما يكون اتصل قبل مواطن آخر بخمس دقائق أو ربع ساعة والمواطن الثاني اتصل بعده هنا لوسألت المواطن الأول تجده يشكر ويثني على تجاوب المكتب وتعاونه بينما لو سألت المواطن الآخر تجده يتذمر والحقيقة أن المكتب لا يوجد فيه سوى ست سيارات ومن الصعب تغطية مدينة مثل الرياض لكن ليثق المواطن كل الثقة أن اتصاله له الاحترام والتقدير ولا يعتقد أن اتصاله لا يؤخذ بجدية وتقدير. وأشار مدير مكافحة التسول إلى أن المتسولين أخذوا التسول كمهنة وهذا ساعدهم بظروف عديدة فمثلاً من خلال المتسولين الذين يتم القبض عليهم ومن خلال البحث عنهم وجد أن بعضهم يملك الآلاف وبعضهم يملك الملايين من عملية التسول، وهذه حقيقة أما هؤلاء الذين يعطون فماذا يملكون لكن نظراً لطيبة قلوبهم صاروا سلماً يصعد عليه المتسولون، فمن هذا المنطلق كثير من المتسولين وجدوا أن المادة تصل إليهم بسهولة لدرجة أننا إذا قمنا بدراسة وبحث عن حالة بعض المتسولين نجدهم لا يرغبون في اعطاء بيانات صحيحة وإذا ذهبنا إلى مساكنهم سنجدها مساكن وهمية والذي أخشاه من وراء كثرة المتسولين هو أن تتطور هذه الظاهرة إلى عصابات منظمة خاصة في مدينة الرياض لذا أرجو من الله سبحانه وتعالى ثم من جميع المواطنين أن نعمل جاهدين من أجل القضاء على المتسولين فمدينة الرياض مدينة لها تاريخها وأصالتها ومكانتها المرموقة بين الدول الأخرى. واكد على أهمية دور الاعلام وتعاونه الكبير والفعال مع مكتب مكافحة التسول وإبراز أنشطة المكتب وحملاته التي يقوم بها بين فترة وآخرى. آراء ومواقف بقي أن نتحدث إلى من لامسوا أبعاد الظاهرة أو وقعوا ضحية لألاعيب المتسولين أو صادفوا موقفاً طريفا في هذا المجال. فالمهندس خالد عبدالله الخليف ذكر ثلاثة أسباب وراء انتشار التسول: غياب أو ضعف المتابعة من مكافحة التسول لهذه العادة. - تعاطف المجتمع السعودي وطيبته الزائدة والتي يستغلها ضعفاء الأنفس. - عدم حرص الناس على الدقة والتحري عن صدق المتسولين. أما المواطن سعيد عبدالله الغامدي فأكد أنه من أجل القضاء على أي عادة غريبة يجب علينا أن نتعاون ونتكاتف مع الجهات الرسمية وذلك من خلال البلاغ عن أي حالة أو حادثة أو ظاهرة مخلة في بلادنا,, لكن نجد هناك تقصيراً من الجهات المعنية عند استقبال الاتصال واستدراك الموقف. والمواطن ماجد عبدالإله يحدثنا عن بعض أساليب المتسولين وقال لقد جاءني رجل حسن المظهر وأخذني بالأحضان وقال لو سمحت إنني فلان وقد فقدت محفظتي وبما فيها والمنزل بعيد من هنا وبحاجة إلى 50 ريالاً الآن وسأرجعها لك دون تأخير ومع تعاطفي مع الموقف أدخلت يدي في جيبي وأعطيته ما أقدر عليه وبعدها ذهب ولم أره إلى يومي هذا. المخادعة بالزي الوطني لكن المواطن منصور أبو محمد قال صور المتسولين كثيرة لكن للاسف عندما ترى رجلاً أو امرأة بالزي السعودي وهم في الحقيقة ليسوا سعوديين لان طريقة حديثهم تدل على أنهم من الوافدين يأتون إلى المواطن ويستعطفونه بالحجج الكاذبة من أجل تقديم المساعدة إليهم فعلى المواطن أن يحذر فهذه حيلة قمة في الاحتراف. واكد المواطن لافي الشريف أن أغلب المتسولين من الشباب والفتيات وعلاوة على ذلك لا تتضح عليهم الحاجة نظراً لشخصياتهم وأسلوبهم في الحديث فأنا في تصوري أن هذه الطريقة تساعدهم في عملية التسول، ويتفق معه المواطن علي السمنان وقال هذا صحيح وعلى سبيل المثال المساجد فهي لم تسلم من المتسولين حيث نجد أناساً يحملون أوراقاً يدعون أنها للمساعدة ونحن نعطي ولم نفكر في يوم من الايام لماذا لا نقرأ ما بداخل هذه الاوراق لأنها ربما قد تكون أوراقاً غير صحيحة أو أوراق شخص آخر ومثل هذا يقع كثيراً حتى في الاوراق الحكومية وأقول مره أخرى يجب أن نميز بين المحتاجين حقاً وبين النصابين المحتالين حتى لا نكون بطيبتنا دافعاً وراء هذه العادة. - هل للاعلام السعودي دور في محاولة القضاء على عادة التسول؟ الطالب مشعل الهويشان من جامعة الامام محمد بن سعود قال نعم الاعلام مساهم بجدارة ومازال يساهم في نشر الوعي بين المواطنين حتى يكونوا على إدراك واسع من المعرفة لان الاعلام هو الشائع الأول والاخير وهمزة وصل للمواطنين لذا فإن إعلامنا ولله الحمد في مواكبة جميع الاحداث والمساهمة في القضاء على الظواهر أو العادات السلبية بطريقة إيجابية سواء كان ذلك من خلال الندوات أو اللقاءات أو الأفلام أو المسلسلات. والصحافة أيضا لم تدع أي حدث إلا ونقلته ولاظاهرة أو عادة سيئة إلا وساهمت في القضاء عليها وهذا يدل على حرص حكومتنا الرشيدة في المحافظة على مصلحة المواطنين واستقرار الأمن.