لعل من أبجديات العملية التربوية التفاعل الفاعل والمؤثر في كل متطلبات المجتمع فهي بمجملها ترصد جوانب النقص والقصور في كل جانب ليصل إلى درجة الكمال ويثمر ذلك عن عطاء لا محدود في المجال الاجتماعي.. ونحن في مجال النشاط الطلابي الاجتماعي نضع بالاعتبار بل نجعل ما ذكر محور ارتكاز لكل ما نقوم به يجسد هذا ما قمنا به من تعاون بناء مع الشؤون الصحية ووضع برنامج هدفه توفير أغلى ما في الحياة وهو الدم وهو جانب مهم من الناحية المعنوية والحسية؛ فالمعنوية خلق القناعات العقلية لدى الجميع بوجوب البذل والعطاء والاثار والتعطف والتراحم.. والجانب الحسي توفير الدم لكل من يحتاج إليه وهو موفور الكرامة. هذه مقدمة الهدف منها الاشادة بمن وضعوا أيديهم بأيدي التربويين في المنطقة يتقدمهم إدارة الشؤون الصحية، حيث ساهموا بتوفير الكوادر الطبية والإشراف الطبي الكامل لدعم البرنامج الإنساني وبمتابعة مدير الشؤون الصحية الذي حضر وتواجد ليشرف بنفسه على بداية البرنامج والشكر موصول للقطاع الخاص ممثلا براعي البرنامج (حرف للخدمات الطلابية والإعلانية) والذي تولى دعم البرنامج حيث قام بتوفير كل ما يخدم البرنامج وإنجاحه.. لاشك أن هذا البرنامج قد حقق عدة نجاحات من أهمها ما كان عليه من التعاون الجاد بين أهل التربية من جانب والقطاع الخاص من الجانب الآخر وهو يعكس الصورة الطيبة للمجتمع السعودي بكافة شرائحة. وإذا عدنا إلى الميدان التربوي فنجده ميدانا خصبا يراعي أهله شتى الوسائل في سبيل الإسهام بخدمة هذا الوطن من خلال برامج متنوعة ومن أهمها هذا البرنامج برنامج التبرع بالدم. استوقفني ذلك الطالب الفذ البطل جاءني طالباً مني المساعدة وأن أشفع له عند الطبيب في أن يتبرع بأغلى شيء عنده وهو دمه والطبيب يرفض ذلك فذهبت معه لأني رغبت أن نكون مساندين لكل عمل طيب يصدر من الطلاب وألا نقف سداً منيعاً امام رغباتهم وتطلعاتهم فذهبت إلى الطبيب وشرحت له رغبة الطالب في التبرع فأخبرني أمامه ان وزنه لا يساعد في سحب كمية من الدم واقتنعت برأي الطبيب وأنا انظر للطالب وهو يتمنى ان يكون أول المتبرعين فأخذت الطالب وشرحت له أن هذا البرنامج لن يتوقف وسوف ينطلق مع بداية الفصل القادم وسوف تكون أول المتبرعين بشرط أن تبدأ بنفسك وتحاول تناول الغذاء المفيد. الطالب بشر وله إحساس ويشعر بالمسؤولية متى ما وجد أن من حوله قد أعطوه الثقة فيحاول الا يخدش ذلك بالمحافظة عليها وما تبرعه بأغلى شيء عنده وهو الدم إلا نموذجاً يعكس لنا نجاح هذا البرنامج، والمستفيد الأول هو الوطن وستجده إن شاء الله عضواً فعالاً يبني ويساهم ويخدم حسب إمكانياته وطاقته بل ربما يكون بالمستقبل عنصراً مهماً من عناصر الاسهام في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه.. وما هذا البرنامج المبتكر إلا إسهاماً من أسرة النشاط الطلابي الاجتماعي في منطقة حائل في دعم كل ما يهم الإنسان السعودي في هذا الوطن الغالي.