دائماً ما تحمل إلينا رسائل الجوال، والبريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي طلبات استغاثة للتبرع بالدم، خاصةً أثناء وقوع الحوادث المرورية، وتفادياً لتلك النداءات التي قد لا تسعف ذوي المرضى في أوقاتهم العصيبة؛ يجب أن نستثمر حب الخير لدى أفراد المجتمع، وحثهم على تقديم واجبهم الإنساني بالتبرع بالدم، خصوصاً فئة الشباب من الجنسين، من خلال تنظيم حملات دورية للتبرع بالدم محددة زمنياً، وذلك في المدارس والجامعات، والتنسيق في ذلك بين وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والصحة. أنجع الحلول وقالت "يسرى الرواف" أنّها وزميلاتها مستعدات لتنفيذ هذه الحملات، فهن يدركات تماماً أنّ الدم المتوفر في بنوك الدم لدينا هو للإحتياج اليومي فقط، متسائلةً: "لماذا نعرض أنفسنا لهذا النقص الحاد وأمامنا كافة السبل المتاحة للوصول لأنجع الحلول؟"، مؤكدة على أن هناك طرقاً متعددة وغير معقدة نستطيع أن ننفذها على الوجه المطلوب، وما نحتاجه فقط هو أن نبني قاعدة مدروسة ننطلق منها لتنفيذ الحملة، خصوصاً أنّه لا يوجد في المملكة بنك دم مركزي يزود المستشفيات وقت الحاجة. كلام شفهي وأضاف "علي العوض" أنّ حملات التبرع بالدم مهمة جداً، ولكن يجب معالجة القصور الموجود أولاً في قلة الوعي حول هذا الجانب أو الجوانب التطوعية بشكل عام، مضيفاً أنّ العمل التطوعي لم يزرع في نفوس الطلاب منذ الصغر، فهم يتعلمون حب الخير في المدارس نظرياً لا تطبيقياً، مطالباً وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي تنمية هذا الشعور بفرض برامج وأنشطة خارجية منها زيارة المستشفيات والتعرف على الحالات التي تنتظر إنقاذها بالتبرع بالدم، فالطلاب بحاجة إلى الإحساس؛ فهو أقوى تأثيراً من الكلام الشفهي. معاناة المرضى وأبدت "أماني السويد" دهشتها حين علمت أنّ تخزين الدم يكون ل(40) يوماً في الغالب، وفرز الصفائح يحفظ لخمسة أيام فقط؛ مما يستدعي استنفار جميع من تنطبق عليه الشروط للتبرع، مبيّنةً أنّ الشباب لن يترددوا في المساعدة طالما كانت هناك حوافز معنوية كتكريم المتبرعين. ورأت "مرام الصالح" أنّ التعرف على معاناة المرضى وآلامهم والالتقاء بالأطباء والجراحين سيتيح لهم الالتحاق بركب المتطوعين في حملات التبرع بالدم، مشيرةً إلى أنّه لو نفذت ورشة عمل يومين أو ثلاثة قبل الشروع بالحملات ووضعت لها أسس سليمة تحقق أهدافها بشكل أكبر. تثقيف وتوجيه وعبرت "مناهل الحامد" عن أملها في تنظيم حملات تطوعية للتبرع بالدم، حيث أنّها تساهم في منع التسبب في كارثة صحية، مشيرةً إلى أنّ النداءات المتكررة للأهالي تكشف عن نقص حقيقي في كميات الدم المتوفرة بالمستشفيات. وشددت "أمجاد العوفان" على أنّ الشباب تنقصهم الدراية الكاملة حول الأنظمة وطرق تنظيم حملات التبرع بالدم، مبيّنةً أنّهم بحاجة إلى التثقيف والتوجيه. ثقافة مغيبة ورحب "عبدالله النويصر" - منسق الجودة والنوعية ببنك الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض - بتفعيل حملات التبرع بالدم بأهداف مبرمجة، مشيراً إلى أهمية غرس ثقافة العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع؛ ليُقدم أفراده على مثل هذه الأعمال الجليلة والمثمرة، إلى جانب إدارة العمل بكفاءة عالية تضمن نجاحه وتحقق أهدافه المرجوة، حيث أنّ ثقافة العمل التطوعي ومحفزاته مغيبة للأسف في المجتمع، مضيفاً: "لكي نضمن الإقبال على العمل ونجاحه يجب أن نستقطب شخصيات قريبة من الشباب، وهذا الجانب هو أهم عامل لنجاح العمل التطوعي وهو ما سعينا بالفعل لتحقيقه، فعلى سبيل المثال عرضنا على الممثل فايز المالكي وهو أحد المهتمين بهذا المجال وقريب منه فكرة مشاركة الشباب في هذا الجانب وقد رحب بذلك"، مشدداً على أهمية الالتقاء بالأطباء المختصين بنقل الدم والتعرف على نوعية المشاكل التي يواجهونها، والتعرف على نوعية الأمراض التي تحتاج لنقل دم، وكذلك عمليات الزراعة كزراعة النخاع، وزراعة القلب وغيرها، والتي تحتاج إلى كمية كبيرة من الدم، منوّهاً أنّ لجنة التوعية التابعة للتثقيف الصحي بالمستشفى وكذلك المركز الاعلامي على أتم الاستعداد لتزويد منظمي الحملات بكل مايحتاجونه ومساندتهم في إنجاح العمل، كما يتطلب العمل مساندة وزارة الشؤون الصحية ممثلة بإداره المختبرات الطبية وبنك الدم بكل منطقة. تعاون شركات الإتصالات وقال "د.سعد الحسون" -طبيب عام-: "من الجميل - الذي لم يُسجل في أي بلد إلاّ في بلادنا - هو تشجيع ولاة الامر - حفظهم الله - ودعم الدولة للمتبرعين بالدم بوسام الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، لما فيه من تشجيع للمتبرع ولأهمية التبرع في إنقاذ حياة المريض وتكرار التبرع، وعندما كنت أدرس الثانوية العامة كانت تردنا مشاركات من وزارة الصحة للمساهمة في التبرع بالدم، وكانت رائعة ولها بصمة ظل أثرها باقياً لدي وكل المتبرعين، ولهذا أنا أؤيد تنفيذ حملات التبرع بالدم"، مشيراً إلى أن المشاركة يجب أن تطال جميع المؤسسات الحكومية وليس فقط اقتصارها على المؤسسات التعليمية فقط، مع مراعاة ضرورة أن يتكرر التبرع مرتين في السنة، مقترحاً أن تتعاون شركات الاتصالات مع بنوك الدم للمساهمة في إنقاذ حياة المريض من خلال تدوين رمز الدم للمشتركين عند تأسيس خط هاتفي، وتسجيلها ضمن بيانات المستخدم، وعند الحاجة يتم إرسال رسالة نصية له. نداءات استغاثة في أوقات حرجة على «تويتر» و«الواتساب» كشفت عن «قلّة المخزون» واستحالة المهمة أحياناً زيادة الاستهلاك وأضافت "جواهر الخميس" - أخصائية اجتماعية -: "الحاجة ملحة لتنفيذ الحملات التطوعية استناداً على الواقع الذي يثبت أن مخزوننا ضعيف، بينما غالبية أفراد المجتمع لم يتشربوا قيمة العمل التطوعي بعد، ولكي تتحقق مآربنا من هذه الحملات يجب أن تتبناها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وأن تتكاتف معهم وزارة الصحة، وتدعمهم وتيسر كل السبل وفق ضوابطها وشروطها، مع عدم إغفال أهمية الاستعانة بالعروض المرئية أثناء الحملة، التي توضح حجم معاناة المرضى ومن هم بحاجة ماسة للتبرع ومدى حاجتهم للدم، ويكون ذلك بعرضها أمام الناس في المواقع التي ستظهم بها الحملة"، مبيّنةً أنّ زيادة استهلاك الدم في المملكة مخيفة، خصوصاً بعد انتشار أمراض السرطان، وارتفاع نسبة النزيف أثناء الولادة، إلى جانب تنامي أمراض الدم. وسائل التواصل الاجتماعي وتمنى "سامي الذياب" - أخصائي مختبر بمستشفى الملك خالد بالمجمعة - من الطلاب والطالبات عدم التردد في تنفيذ الحملات الخيرية، مشيراً إلى أهمية توزيع المطويات والمطبوعات في الأماكن العامة، وتوضيح الخطوات التشجيعية التي تقدمها الدولة كوسام الملك عبدالعزيز الذي يمنح للمتبرع بالدم لعشر مرات، حيث يتيح للمتبرع وذويه الصرف الفوري لأكياس الدم بدون تعويض، وإنشاء حسابات خيرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتوضيح أهمية التبرع بالدم، لاسيما أنّ المتبرع بالدم لمرة واحدة في السنة هو الأقل تعرضاً للإصابة بأمراض الدورة الدموية، وسرطان الدم، لافتاً إلى أنّ ضرورة التبرع يتكمن في عدم إمكانية تصنيعه والمصدر الوحيد للحصول على الدم هو الشخص المتبرع، ولذا فالتبرع هو أسمى مظاهر الإنسانية. الحث على التبرع وأوضح "زياد السناني" -رئيس قسم بنك الدم بمستشفى الملك خالد بالمجمعة- أنّ تثقيف أفراد المجتمع وحثهم على التبرع له طرقه المتعددة، ولا يجب أن يُغفل دور المساجد، إذ على الأئمة الحث على التبرع من خلال خطب الجمعة، إلى جانب تنظيم الحملات داخل النطاق التعليمي وإيضاح الأهداف والفائدة المرجوة من التبرع بالدم، مع ضرورة وضع لافتات في الشوارع توضح أهمية التبرع وتحث أفراد المجتمع عليه. تفعيل الأنشطة وأشار "محمد السدراني" - رئيس قسم النشاط الطلابي بمحافظة عنيزة - إلى أنّ التبرع في الدم عمل إنساني نبيل يسهم في إنقاذ آلاف المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى نقل الدم، وفي الوقت نفسه لا يشكل الضرر على المتبرع كما يعتقد بعض الناس، مضيفاً أنّ للنشاط الطلابي دوره في المساهمة الفاعلة في الحملات من خلال إعداد مطويات متنوعة ونشرات بالتنسيق مع الوحدة الصحية المدرسية، وتفعيل أنشطة خاصة بالحملة من خلال الإذاعة المدرسية، متمنياً أن يكون هناك تفاعل من وزارة الصحة في التوعية والمتابعة، إلى جانب التواجد في الإدارات التعليمية والمدارس والمساهمة في الكشف وسحب الدم. تنظيم حملات التبرع بالدم يدعم البنوك المركزية السيارات المتنقلة غير كافية لحملات التبرع من دون مشاركة الجهات التعليمية علي العوض سامي الذياب زياد السناني د.سعد الحسون محمد السدراني