كشفت التحقيقات التي أجراها المسؤولون عن نظام الاحتياط في إسرائيل أن هناك مئات الاختلالات الشديدة والعيوب الجوهرية في نظام الاحتياط خلال حرب لبنان. وقد أُجريت خمسة تحقيقات كبرى كبيرة أشرف عليها اللواء آفي مزراحي، رئيس شعبة اللوجستيكا والطب في الجيش الإسرائيلي. ويظهر من مجموعة التحقيقات أن الصورة الحقيقية لنظام الاحتياط كانت في حالات كثيرة، أسوأ مما وصفها أفراد الاحتياط أنفسهم. ففي تحقيق تناول وحدات مستودعات الطوارىء اتضح أن صلاحية أكثر من 50% من التجهيزات الطبية قد انتهت ولم تعد صالحة للاستخدام، وأن 16% من الدبابات والمركبات المدرعة لم تكن صالحة عند صدور الأوامر العسكرية لها، وتم الكشف عن نقص خطير جدا في الإطارات، بحيث إن عددا من الآليات الصالحة للمشاركة في عمليات القتال لم تستطع التحرك بسبب نقص الإطارات، وتم الكشف عن نقص بنسبة 35% من القوة البشرية النظامية التي تخدم في المستودعات، وقد اُقيل المئات من العاملين الدائمين بحيث لم يبقَ في كثير من معسكرات الجيش ما يكفي من القادة ومديري العمل، وإلى ذلك لم يكن في الكثير من معسكرات الجيش بنية تحتية توفر الحد الأدنى للدفاع عن الجنود من هجمات الصواريخ. وتؤكد التحقيقات أن الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنه موجود في حرب، وهكذا عندما تم تجنيد أفراد الاحتياط، لم يُستعمل إجراء تجنيد الطوارىء كما ينبغي. كما كان هناك نقص عام في مجال الأدوات الاستخبارية المساعدة، وفي أكثر الوحدات لم تكن هناك خرائط وصور جوية محدثة. ويقولون في الجيش الإسرائيلي: إن هذه الإخفاقات ترجع إلى عدم وجود ميزانية، لكن يتبين أن مجال التدريبات أيضا هو استمرار مباشر للصورة المشوهة في معسكرات الجيش: لم تجرِ وحدات الاحتياط تدريبا لمدة أربع سنين في المعدل، كما كانت نوعية التدريبات الذي ينفذها الجيش الإسرائيلي لا تلبي الحاجة أصلا. إن تفاصيل التحقيقات التي وصلت إلى صحيفة (معاريف) تهز من الأساس مجال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي. ويقول مصدر عسكري مسئول شارك في التحقيقات: (لم نحقق في شيء إلا وكان فيه فساد). في هذا المقام الوحيدون الذي يخرجون (أنقياء) من التحقيق هم بالطبع جنود الاحتياط أنفسهم. حيث يواصل جنود الاحتياط بعد الحرب أيضا مثولهم عندما يستدعونهم: في التدريبات التي تُجرى أخيرا في قاعدة إلياكيم تصل نسبة الالتزام إلى نحو 85%. وقد ذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ردا على ذلك: (الجيش الإسرائيلي موجود في أوج التحقيقات التي تجريها هيئة القيادة العامة، ومع الانتهاء منها سيعرض رئيس الأركان على الجمهور النتائج الأساسية والدروس).