رفض الرئيس العراقي جلال طالباني أمس الأحد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى عقد مؤتمر دولي حول العراق قائلا (نحن من يقرر مصير هذا البلد). وقال طالباني خلال مؤتمر صحافي مع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي كريستوفر شايز (هناك عملية سياسية جارية وهناك مجلس نواب هو الافضل في المنطقة ونحن قد اصبحنا دولة مستقلة ذات سيادة ونحن من يقرر مصير البلد). وقد دعا عنان الثلاثاء الماضي إلى تنظيم مؤتمر دولي للسلام حول العراق قائلا (من المفيد عقد مؤتمر يجمع كل الأطراف، على غرار ما قمنا به في يوغوسلافيا السابقة وحالات اخرى). وكرر الأمين العام قوله إنه يجب إشراك سورياوإيران في السعي إلى حل في العراق بهدف وضع حد لما وصفه ب - (شبه) حرب اهلية في العراق. من جهته شكك هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي في جدوى عقد المؤتمر الدولي حول العراق، وقال: إذا كان المؤتمر هو من أجل إعادة العملية السياسية إلى نقطة الصفر ومراجعة ما تحقق خلال السنوات الثلاثة فالمؤتمر الدولي مرفوض أما اذا كان هدف المؤتمر هو دعم المصالحة والمشاركة والمساعدة في حل المشكلة الأمنية والتدخلات الإقليمية وتوفير مزيد من الدعم لهذه الجهود فأهلا وسهلاً به، مستشهداً بذلك بالمؤتمر الدولي الذي عقد مسبقاً بشرم الشيخ .وأشار هوشيا زيباري في مؤتمره الصحفي المشترك مع أحمد أبوالغيط وزير خارجية مصر إلى التحرك العراقي الدبلوماسي والسياسي الأخير بإتجاه دول الجوار سواء باتجاه إيران أو سوريا أو تركيا ودول أخرى. إلى ذلك اعلن صالح المطلك رئيس (الجبهة العراقية للحوار الوطني) التي تملك 11 مقعدا في مجلس النواب العراقي أمس الأحد أن قوى وطنية عراقية عديدة تضع اللمسات الأخيرة قبل الإعلان عن إنشاء جبهة وطنية من أجل ما سماه (انقاذ العراق من الوضع الكارثي الذي هو فيه). وقال المطلك في مؤتمر صحافي في عمان (نحن نعمل منذ أشهر لتأسيس جبهة بالتعاون مع إخواننا من القوى السياسية الأخرى وتوصلنا إلى اتفاقات شبه نهائية لإعلان هذه الجبهة حيث إننا نعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لها). وأضاف أن (الجبهة ستستثني المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم) وقسما من حزب الدعوة (الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي) بالإضافة إلى الحزبين الكرديين الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وتابع المطلك ان (الجبهة ستستثني بذلك كل من يريد تقسيم العراق والطائفيين وتحتضن كل من يريد وحدة العراق). وأكد أن (الغاية من إنشاء هذه الجبهة هو تغيير العملية السياسية في البلاد حيث بات من الواضح أن هذه الحكومة أصبحت غير قادرة على إدارة البلاد). وحول ما إذا كان التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر سينضم إلى هذه الجبهة، قال المطلك (هذه الجبهة مع انضمام التيار الصدري فقط إذا حل جيش المهدي). وحول التطورات الأمنية في العراق قتل ثلاثة جنود أمريكيين في حادثين منفصلين شمال بغداد ومحافظة الانبار المضطربة غرب العراق يوم السبت. وفقما أعلن الجيش الأمريكي يوم أمس. وبذلك، يرتفع إلى 2887 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في مارس 2003 . وعلى الصعيد نفسه لقي ما لا يقل عن 30 شخصا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح في أعمال عنف متفرقة طالت مختلف المناطق أمس الأحد. وشنت القوات الأمريكيةوالعراقية هجوما في بعقوبة وقتلت ثلاثة مسلحين واعتقلت 44 آخرين بينهم قائد بارز لإحدى الجماعات المسلحة.