بعد يوم من سفر رئيس البرلمان اسامة النجيفي الى واشنطن، بدأ وزير الخارجية العراقي زيارة رسمية أمس لإيران عنوانها الرئيسي «البحث في تمديد بقاء القوات الاميركية»، بعد انضمام «جبهة الحوار» التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، الى جبهة المعارضين للتمديد. وفور وصوله إلى طهران، اعلن زيباري ان «الحكومة ستبذل جهودها لإطلاق جميع السجناء الايرانيين». وأوضح خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني علي اكبر صالحي، أن «تهمة معظم الإيرانيين السجناء في العراق، هي دخولهم البلاد بطريقة غير رسمية لزيارة العتبات المقدسة»، مؤكداً ان «الحكومة أطلقت خلال الاعوام الماضية المئات منهم». وقال: «نحن نسعى دوماً الى حل هذه المشكلة، ولكن في العراق قوانين وضوابط لا يُوْليها البعضُ أهمية». واكتفى المكتب الاعلامي لوزير الخارجية بإعلان ان «زيباري بدأ اليوم (أمس) زيارة رسمية لإيران، ليبحث مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي وعدد من المسؤولين الايرانيين في العلاقات بين البلدين». لكن مستشار الحكومة لشؤون إقليم كردستان عادل برواري، وينتمي - كما زيباري - إلى «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، قال ل «الحياة» إن «الزيارة ستركز على تمديد العمل بالاتفاق الأمني مع واشنطن للسماح ببقاء جزء من القوات الاميركية». وأشار الى ان «الزيارة تهدف الى تهدئة مخاوف طهران من استمرار بقاء القوات، وإعطائها تطمينات». وزاد: «من الطبيعي ان تكون هناك مخاوف لدى طهران، فهي تمتلك حدوداً تمتد لآلاف الكيلومترات مع العراق، ولها سياسة مناهضة لسياسة واشنطن ومختلفة معها، لذلك يجب ان نعطيها التطمينات المطلوبة». وأضاف أن «الامر لن يقتصر على هذه المسألة، فحقيبة وزير الخارجية مليئة بالمشاكل العالقة بين البلدين، لاسيما استمرار طهران في انتهاك السيادة الوطنية العراقية، من خلال تكرارها قصف القرى والقصبات الكردية». وأشار الى ان «زيباري سيبحث في مسألة الحدود واللجان المشكَّلة ومسألة الممرات المائية العراقية وإنشاء ايران للسدود غير القانونية وغير الشرعية على الانهر والروافد المائية، مثل نهر الكرخة، كما سيبحث في مسألة حرية الملاحة وحرية وصول السفن العراقية او التجارية القادمة الى موانئ البصرة»، مبيِّناً ان «العلاقات بين البلدين لن تتعزز الا بحل الخلافات على الحدود المائية والبرية». إلى ذلك، طالبت «جبهة الحوار الوطني» التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، بانسحاب القوات الاميركية من البلاد، داعية الرئاسات الثلاث إلى اتخاذ موقف حاسم من ذلك. ودعا القيادي في الجبهة النائب حامد المطلك (شقيق صالح المطلك) خلال مؤتمر صحافي، الى «عدم التمديد لبقاء القوات الاميركية بعد العام الجاري». وكان اجتماع الكتل الذي عُقد برعاية رئيس الجمهورية جلال طالباني اول من أمس، توصل الى اتفاق على ان» يُعقد اجتماع بحضور قادة الكتل والرئاسات الثلاث لمناقشة الموقف من انسحاب القوات الاميركية من العراق واتخاذ قرار موحد بذلك».