سيحتفظ الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس الأمريكي جورج بوش رسمياً بالغالبية في مجلس الشيوخ حتى في حال التعادل مناصفة في أعداد الأعضاء الديموقراطيين والجمهوريين إثر انتخابات الثلاثاء بسبب صوت نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني المرجح. وتنص المادة الأولى من الدستور الأمريكي على أن (نائب رئيس الولاياتالمتحدة يترأس مجلس الشيوخ لكن لا يشارك في التصويت إلا في حال التعادل). وهذا يعني أن نائب الرئيس يصوّت في حال كان من الضروري الفصل بين أعضاء مجلس الشيوخ. وعملياً في هذه الحال يعني هذا أن حزب نائب الرئيس يشرف على مجلس الشيوخ ويحدد جدول أعماله ويتولى رئاسة لجان مجلس الشيوخ التي لها دور حاسم في الإشراف على السلطة التنفيذية. في 2001 كان مجلس الشيوخ على مدى عدة أشهر في حالة تعادل بين الجمهوريين والديموقراطيين أي خمسين عضواً لكل من الحزبين. لكن مع فوز المرشح الجمهوري جورج بوش بالانتخابات الرئاسية العام 2000 سيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ مع صوت نائب الرئيس الجديد ديك تشيني المرجح. وبقي مجلس الشيوخ في تعادل بين الديموقراطيين والجمهوريين حتى غادر جيم جيفوردز السناتور عن فيرمونت (شمال شرق الولاياتالمتحدة) صفوف الحزب الجمهوري في 24 أيار - مايو 2001 وأصبح مستقلاً. وسمح ذلك للديموقراطيين بالسيطرة على مجلس الشيوخ. في المقابل حصل جيفوردز على رئاسة لجنة البيئة في مجلس الشيوخ التي احتفظ بها حتى فقدان الديموقراطيين سيطرتهم على المجلس إثر الانتخابات التشريعية في 2002 . وللمفارقة، ترأس نائب الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته آل غور لفترة وجيزة في 2001 مجلس الشيوخ الذي كان الديموقراطيون والجمهوريون متساويين فيه، حتى إقراره رسمياً بفوز منافسه جورج بوش بالانتخابات الرئاسية. وقد أدلى حوالي 200 مليون أمريكي مساء الثلاثاء بأصواتهم لانتخاب مجلس نواب جديد و33 سناتوراً و36 حاكماً. ويفيد آخر استطلاعات الرأي أن الديموقراطيين يتصدرون نوايا التصويت في هذه الانتخابات التي بدأت في الساعة 11.00 ت غ. وأدلى الرئيس جورج بوش وزوجته بصوتيهما في الساعة 15.30 ت غ في ثكنة رجال الإطفاء في معقلهما بكروفورد. ويبدأ الكونغرس الجديد أعماله مطلع كانون الثاني - يناير. وحتى يحصلوا على الأكثرية، يتعين على الديموقراطيين الفوز ب 15 مقعداً على الأقل في مجلس النواب وستة مقاعد في مجلس الشيوخ ومن دون أن يخسروا أي مقعد. ولملء المقاعد ال 435 في مجلس النواب، تبدو الانتخابات متقاربة جداً في حوالي 40 دائرة. وتبدو مقاعد في مجلس الشيوخ يشغلها جمهوريون حتى الآن، في متناول الديموقراطيين في أوهايو وبنسلفانيا ورود ايلاند ومونتانا. وستشهد ميسوري وفيرجينيا منافسة حادة. وإذا ما تعادلت المقاعد بين الديموقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، يحتفظ الجمهوريون بالأكثرية بفضل الصوت المرجح لنائب الرئيس ديك تشيني الذي هو أيضاً رئيس مجلس الشيوخ. ويرى كثر من المراقبين أن هذه الانتخابات تبدو مثابة استفتاء على حصيلة عمل حكومة بوش خصوصاً إدارتها الحرب في العراق التي تفقد مزيداً من التأييد. وقد قتل أكثر من 2800 جندي أمريكي في العراق منذ اجتياحه في آذار - مارس 2003 . ومن الولايات التي ستختار حاكماً جديداً، تكساس وفلوريدا ونيويورك وكاليفورنيا، حيث يبدو الممثل السابق ارنولد شوارزنيغر الأوفر حظاً للاحتفاظ بمقعده. من جانب آخر تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مساء الاثنين العمل (بطريقة متوازنة) مع الحزبين إذا ما فاز الديموقراطيون في الكونغرس. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة فوكس التلفزيونية إن (عملي ومسؤوليتي يقضيان بالمساعدة على تطبيق سياسة خارجية تحقق أهداف الولاياتالمتحدة). وأضافت: علينا ممارستها بطريقة متوازنة (مع الحزبين) وأنوي ممارستها بطريقة متوازنة. وقد تعرضت رايس، إحدى أقرب مساعدي الرئيس جورج بوش، للنقد بسبب المقابلات الكثيرة التلفزيونية والإذاعية التي أجريت معها في الأسبوعين الأخيرين، فيما كان أسلافها في وزارة الخارجية يمتنعون عن إعطاء مقابلات. وخلصت رايس إلى القول (لكن سياستنا الخارجية التي تقضي بالعمل مع العراقيين لإقامة شيء في العراق لم يوجد أبداً في الشرق الأوسط، أي حكومة منتخبة شرعياً وتتخطى بالوسائل السياسية الخلافات التي قمعها العنف فترة طويلة، إن هذه السياسة لن تتغير).