لا يزال الاهتمام في واشنطن مستمراً في شأن من يمكن أن يخلف ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي في حال تفاقم داء القلب عليه واضطره الى التنحي عن منصبه. ويكتسب منصب نائب الرئيس في الولاياتالمتحدة أهمية خاصة بحكم أن شاغله يحل محل الرئيس إذا توفي الأخير أو أضحى فاقداً لأهليته. ولا يحل النائب محل الرئيس لفترة وجيزة حسب النظم المعمول بها في غالبية بلدان العالم، بل يتولى الرئاسة طوال الفترة المتبقية من ولاية الرئاسة الأصلية. وكان تشيني، الذي يوصف على نطاق واسع بأنه أفضل من تولى مسؤوليات أشبه بمسؤوليات رئيس الوزراء، وهو منصب لا وجود له في النظام الدستوري الأميركي، قد خضع لعملية زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب. وتعرض حتى الآن الى أربع نوبات قلبية وأجريت له عمليات جراحية عدة، منها عملية تبديل أربعة من شرايين القلب. ويعتقد على نطاق واسع أن الرئيس جورج بوش سيعمد، في حال اضطرار نائبه الى التنحي، الى اختيار وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ليحل محل تشيني. ويتوقع في هذه الحال أن يعيّن وزير الخارجية كولن باول وزيراً للدفاع. وطبقاً للتكهنات فإن السيناريو الأقرب للتحقق في ظل ظروف من ذلك القبيل قد ينطوي على ترقية الدكتورة كوندوليزا رايس مستشارة شؤون الأمن القومي في البيت الابيض وزيرة للخارجية لتكون بذلك أول امرأة سوداء تتولى قيادة الديبلوماسية الأميركية. ومن ناحية أخرى، يتوقع أن تزيد الصعوبات التي يواجهها الرئيس بوش في الكونغرس بعدما فقد حزبه الجمهوري غالبيته في مجلس الشيوخ على أثر انشقاق السناتور الجمهوري جيمس جيفوردز الذي قرر أن يكون مستقلاً ومؤيداً للشيوخ الديموقراطيين في عدد من مشاريع القوانين. فقد زاد الضعف الذي يعتري أكبر أعضاء مجلس الشيوخ سناً ستورم ثيرموند بسبب الشيخوخة، إذ يبلغ من العمر 98 عاماً. كما لم يعد قادراً على دعوة مجلس الشيوخ الى الانعقاد صباح كل يوم كما هو العرف المتبع. كما لم يعد قادراً على المشاركة في المداولات التي تشهدها الجلسات اليومية. وحين يطلب من الشيوخ الإدلاء بأصواتهم فإن أحد معاونيه يهمس في أذنه شارحاً الشكل المطلوب منه للتصويت. كما أن السناتور جيسي هيلمز الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تقدم في السن، إذ يبلغ من العمر 79 عاماً، وهو مقعد ويصاب بنوبات مرضية في أوقات متقاربة. وهو متشبث بعضويته في مجلس الشيوخ خشية أن يعمد حاكم الولاية التي يمثلها كارولينا الشمالية، وهو ديموقراطي، الى تعيين نفسه خلفاً له. وهي المشكلة نفسها التي تواجه السناتور ثيرموند الذي طلب من حاكم ولاية كارولينا الجنوبية التي يمثلها أن يصدر قراراً بتعيين زوجته خلفاً له، غير أن الحاكم الذي ينتمي الى الحزب الديموقراطي أعرب عن رغبته في تزكية سياسي ديموقراطي لخلافة السناتور المخضرم.