آخر شيء كان يتوقعه الرئيس جورج بوش الذي يواجه صعوبات في مجلس الشيوخ لتمرير مشاريعه المتعلقة بخفض الضرائب وتعيين قضاة جدد في المحكمة العليا ومشاريع اخرى، انشقاق عضو جمهوري يفقد الحزب السيطرة على مجلس الشيوخ ويعيد الديموقراطيين الى موقع قيادة اللجان بانتظار نتائج انتخابات عام 2002. راجع ص 7 ومن ابرز انعكاسات هذا الانقلاب على الشرق الشرق الاوسط ان رئاسات اللجان في مجلس الشيوخ تذهب تلقائياً الى الديموقراطيين، ما يعني ان رئاسة الشؤون الخارجية لن تعود في يد الجمهوري المعادي للعرب جيسي هيلمز. احدث السيناتور جيمس جيفوردز، من ولاية فيرمونت، هزة سياسية في واشنطن امس حين اعلن نفسه مستقلاً وترك الحزب الجمهوري، حارما بذلك الجمهوريين من غالبية صوت واحد هو نائب الرئيس في مجلس منقسم مناصفة 50-50. برر جيفوردز خطوته بأن الخلافات بينه وبين الرئيس بوش ازدادت في الفترة الاخيرة خصوصاً في ما يتعلق بمسائل التربية والاجهاض وخفض الضرائب. جيفوردز معروف بأنه معتدل و"متمرد" في آن، لا يلتزم الخط الحزبي اثناء التصويت، وهو تعرض لضغوط من البيت الابيض دفعته الى اتخاذ هذا القرار الذي يفقد الجمهوريين سيطرتهم على مجلس الشيوخ، ما يعني ان الادارة ستواجه صعوبة في تمرير مشاريعها، خصوصاً مشروع خفض الضرائب الذي كان حجر الزاوية في حملة بوش الانتخابية. كما ان لجنة العدل التي سيرأسها الديموقراطيون في حال غادر جيفوردز الحزب الجمهوري هي التي ستبت تعيين المرشحين الى محكمة العدل العليا، ومعلوم ان هذه المحكمة التي حسمت نتائج الانتخابات الرئاسية لمصلحة بوش بعد ازمة فرز الاصوات في فلوريدا. وعلى رغم ما اعلنه جيفوردز فإن الاسباب التي جعلته يتخلى عن انتمائه الحزبي بعد 13 سنة من تمثيل فيرمونت ما زالت غير واضحة، لكن قريبين من الحزب الجمهوري اعترفوا بأن القيادة الجمهورية والبيت الابيض قررا معاقبة جيفوردز بعدما اجبر الادارة على التفاوض مع الديموقراطيين حول خفض اقل للضرائب. وقالت مصادر جمهورية ان البيت الابيض استبعد جيفوردز عن احتفال سنوي لتكريم مدرس كان هذه السنة من ولاية فيرمونت علماً بأنه رئيس لجنة التعليم في مجلس الشيوخ. استغل الديموقراطيون امتعاض جيفوردز وبدأوا حملة لكسبه قادها السيناتور هاري ريد من ولاية نيفادا. وحسب مصادر ديموقراطية في مجلس الشيوخ فإن الديموقراطيين عرضوا على جيفوردز ترؤس لجنة البيئة والاشغال العامة. وحاول بوش ونائبه ريتشارد تشيني يوم الثلثاء اقناع جيفوردز بالعدول عن قراره لكنه ابلغ الصحافيين نيته اعلان خروجه من الحزب. وذكرت تقارير ان الجمهوريين بدأوا الاعداد لخطة بديلة للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ في حال ترك جيفوردز الحزب عبر محاولة اقناع السيناتور الديموقراطي من ولاية جورجيا زيل ميلر بتغيير ولائه الحزبي. لكن ميلر نفى ذلك امس.