هجع الزئيرُ بذلةٍ وهوانِ وانهار من غضب الأسود كياني لم أرتضِ وصفاً لهم يا ويحهُم أُلجمتُ ذلاً ضاع منه بياني قد قُيِّدت أوزان شعري رهبةً وبحورها سالت بوادٍ ثاني قلمي يئنُّ من المصابِ وصفحتي تبكي عليها قصة الأحزانِ كنتُ الغريقةَ في بحورِ قصائدي بحري يقاتل كلَّ من أغواني بحري يقوم على الدموعِ يزيلها حتى توارتْ فاطمأن جناني بحري تعاظمَ موجهُ متعالياً ليبيدَ ظلماً قاصداً إخواني بحري يعيش به فحول قصائدٍ رسموا كلاماًً كالسيوف تعاني لا تبتغي إلا الخلود بعزةٍ والغمدُ تُنعتهُ بشرِّ مكاني تسري كبرقِ النارِ يبُصر ضوءَه من كان في لحدِ القبورِ الفاني يرمي بها قيسٌ لوصف حصانه فترنم القاصي بها والداني وحبيبُ سلمى صانَ في أبياته معنى المعيشةِ بالعفاف كفاني وكذاك حسانٌ أرانا أنجماً لمعتْ بليلٍ مظلمِ الأركانِ حتى بدا نورٌ يشعُّ بشعره فهدى به قوماً إلى الإيمانِ لله درهمُ فحولاً قاوموا ركبَ التغيُّرِ للمجالِ الداني نهضتْ قصائدهم كبحرٍ هائجٍ فعلَو بسبكٍ رائقٍ فنَّانِ حتى سما قومٌ بفعلِ قصائدٍ فرضوا بعيشٍ خالدٍ وأمانِ وبها أناسٌ قد تحطّم شأنهم حتى غدوا مَثَلاً على الأزمانِ سبحان ربي ألهم الشعرَ الذي يشفي السقيمَ برائقِ الألحانِ أنعم به فناً يسيرُ بعزةٍ للدينِ إن حملَ القصيدُ معاني تلك الأسودُ بَنَتْ عظيمَ بنايةٍ فتعاظمَ الأسلافُ بالبنيانِ لكنَّ قومي في زماني راقهمْ ذاك التطورُ صاحبُ الألوانِ فنسوه فخراً قد بنينا مجده لم نكترثْ لمعالمِ النسيانِ قد أمسكوا بيد الحداثة فاعتلى عبثٌ يروقُ مسامعَ الصبيانِ فتحولتْ شمسُ القصيدِ منارةً ظلماءَ زارتها كسورُ الجاني وبدتْ هي الفصحى تعيشُ بغربةٍ شوهاءَ تسكنُ في الكتابِ الفاني إن قام صاحبها يُبينُ بها ترى جهلاً يُحوّلُ وقتهم لثواني! ما الخطب إني بالحقيقة جاهلٌ هل ذنب قومي أم بذنب لساني أشكو سؤالي قرب أُسْد جاءني منها العويلُ وقبضةٌ تهواني فانظر لحال الأُسْد يعلو صوتها: هل في زمانكمُ قليلُ حنانِ؟! أم أنكم خلتمْ شعوراً آخراً لقصيدكم مع زمرةِ الفتَّانِ أم أنها تلك الحياة تغيَّرت فتبدلتْ من بعد رفعةِ شانِ أين البليغُ بحضرةِ الأُسْد التي في شعرها عاشتْ معيشةَ هاني خلّو سبيلَ قصائدٍ توَّاقةٍ عرفت طريقَ الحسِّ للأذهانِ خلّو سبيل قصائدٍ وصلتْ إلى أيدي الأسودِ فزمجرتْ لتراني فشرعتُ حرَّى أستبيح مقالةً حتى أتى هذا القصيدُ العاني * قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية [email protected]