لا نزال في سباق مع مواكبة التغيرات الجذرية التي تحصل في عالمنا، فحين نجد عجلة التبديل والتغيير تأخذ مجراها - وإن كانت متأخرة - نؤمن في تحقيق ما كنا نأمل به منذ عقود من الأزمنة. لقد أبت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بقسمها الأول إلا أن تبعث الأمل في نفوس مثقفي منطقة القصيم، حيث أزاحت الستار وأماطت اللثام عن نية جادة للرقي بهذا المنبر الثقافي العريق، وذلك بعد أن قطع مشواراً مديداً يصفه بعض مثقفي المنطقة بمرحلة الركود والانحسار، وكأني بهم قد ضاقوا ذرعاً بما كان عليه قبل نفض الغبار وتسريح النوافذ، وكأني بهم قد طال عليهم الأمد، حتى إذا جن عليهم ليل الغد وغشيهم، حسبوا أنهم مواقعون للحركة الثقافية الرتيبة، وما علموا أنهم في ليل السرى الذي يسفر صبحه عن إشراقة تبعث في نفس الحليم بلسماً شافياً لا يقرب منه سقماً. لقد تم اختيار أعضاء مجلس نادي القصيم الأدبي بعد عراك ثقافي شريف، أيهم يفوز بقصب السبق، وأيهم ينتشلها بيده، مبرهناً كفايته ومقدرة تجديده، وبث الروح في جسم قد عده غير واحد من قبل منزوع الروح بلا شاهد إثبات، لقد وثقوا بأنفسهم قبل أن يثق بهم الجمهور، وهي ثقة هم حقيقون بها، وشرط متأصل في النفس الطموحة، ذلك أنهم من الشبان المبرزين في المنطقة بلا منازع أو مدافع، وقد تكشف نتاجهم المطبوع عن مواهب لامعة تسطع بفخر في سماء المنطقة. وبنظرة فاحصة إلى تلك الكوادر الشابة، نجد أعيننا تشرئب إلى آمال معقودة في نواصيهم، فعليهم ألا يكلوا وألا يملوا مما وضع على عواتقهم، بل يجب أن يكون ديدنهم البحث عن المواضع المشرفة التي تليق بمركز قد استبطأ مجيئهم، وأوشك على أن يفقد الأمل لولا تدارك الوزارة. على أننا لا نطلب سوى المستطاع ولا شيء غيره، فهم العارفون بمواطن رضا الجمهور، الباحثون عما يفتقدونه، فكم من عقد مضى لم يرتووا منه، بل ظلوا عطاشاً يتوقون لقطرة ماء ترتقي بهم من رتب الأموات إلى رتب الأحياء، وهم حريون بأن يبذل لهم قصارى الجهد، ليند عنهم إعجاباً يسفر عن مشاركات فاعلة لها ثقلها في الحركة الثقافية للمنطقة. والحق أن أمام أعضاء نادي القصيم الأدبي في مجلسه الجديد عقبات كؤودة، تكمن في إثبات الذوات، والإحسان في اختيار المناشط الثقافية، ليظهر حسن التدبير بجلاء صادق وبلا مواربة. (*) ماجستير في الأدب العربي الحديث - مشروع تأليف المواد الاجتماعية في القصيم [email protected]