مبدع ،يرأس النادي الأدبي بالباحة ، وصاحب قصيدة «الشرف الأسمى» التي صنفها بعض النقاد على أنها أفضل قصيدة قيلت في المعلم بعد شوقي ، واختيرت قصيدته « قبلة في جبين الوطن « لتدريسها ضمن منهج النصوص في الصف الثالث المتوسط ، مثَّل المملكة في العديد من المهرجانات الدولية , الشاعر حسن الزهراني رئيس النادي الأدبي بالباحة يناقش ويتساءل ويجيب في 30 سؤالا فكانت الإجابات كالتالي : عرفناك مبدعا ترسم أجمل اللوحات الشعرية التي أضافت إلى المشهد الثقافي الشعري بعدا آخر , فكيف كانت البدايات ؟ أنهيت من صغري بداياتي وبدأت : لكن من نهاياتي في صدر أمي لم أجد لبناً بل كان نوراً صاغ جيناتي صممت كون الحب من رئتي ونشرت في الآفاق غيماتي هل تعتقد بأن عملك الحالي كرئيس لأدبي الباحة جاء على حساب شخصيتك الإبداعية ؟ (مفارقة عجيبة) الإبداع أوصلني إلى النادي . والنادي يسعى لقطع صلتي بالإبداع.. يقال بأن كل أديب يعاني مسا من الجنون , هل توافق أنت هذا الرأي؟ بين الإبداع والجنون شعرة رفيعة وبما أن كثيرا من أهل هذا العصر لديهم ضعف نظر فهم لا يرون هذه الشعرة . وما أظن سؤالك هذا إلا عن قصيدة (شعري وشعرك) التي خاطبت فيها جنيتي المزعومة (صميعة).. إلى أي مدى حظيت الأندية الأدبية بالمكانة التي تليق بها داخل الأوساط الاجتماعية التي تعيش داخلها ؟ أم أن مكانتها حكر على النخب من المثقفين ؟ الإجابة على هذا السؤال تحتاج (ربع قرن) من الزمن فهلا أمهلتني ربع قرن كي أجيبك إجابة دقيقة. يعتقد البعض بأن وزارة الإعلام تجتهد لتوسيع الفجوة بينها وبين المبدعين , فهل هذا صحيح ؟ المبدعون الحقيقيون يتجاوزون كل الفجوات _والوزارة لا تحاكم بأخطاء بعض منسوبيها .. السيرة الذاتية: حسن بن محمد الزهراني . من مواليد قرية ( القسمة ) بمنطقة الباحة .رئيس النادي الأدبي بالباحة . عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية . عضو الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي .مثل المملكة في بعض المحافل الدولية . يعمل حاليا مشرفا على نادي الطلاب الأدبي بتعليم الباحة . له العديد من الإصدارات والكتيبات منها ديوانه ( فيض المشاعر ) , وكتيب ( كن مبدعا كي تصنع المبدعين ) كيف للأديب أن يبدع في زمن تحول كل متحرك فيه إلى ساكن ؟ يحرك الساكن ويسكّن المتحرك ثم يحركه.. يقال بأن الشللية حطمت آمال الأندية الأدبية في فترات سابقة ؟ فهل هذا صحيح؟ الشللية داء لابد منه مادام في نبضنا عاطفة وما أجملها لو أن أصحابها وجهوها للوجهة الصحيحة.. كل عمل لابد له من منغصات فما هي أبرز المنغصات التي واجهتكم ؟ أهم هذه المنغصات وجود بعض مراسلي الصحف الذين تخيلوا أنفسهم صحفيين ولأسباب لا أعرفها ناصبوا النادي العداء وأخذوا يقلبون جمال ما ينجزه النادي إلى قبح ولكن هناك من الصحفيين المنصفين من يفضحهم كما أن المواقع الإلكترونية والنقل المباشر لفعاليات النادي كشف سوءاتهم.. هل صحيح ما يقال بأن المشهد الثقافي السعودي لا يزال حبيس المجاملات ؟ كان هذا سابقاً لما عرفناه من تضخيم بعض الرموز وعدم الاعتراف بالإبداع لغيرهم _لكن هذا بدأ يتلاشى بشكل واضح وبدأ الإبداع الحقيقي يفرض نفسه.. ما دام الهاجس الثقافي واحداً , فلماذا يختلف المثقفون في إدارة الأندية الأدبية ؟ من قال أن الهاجس واحدٌ ؟؟ جاء إلى الأندية من هاجسه الشهرة وجاء من هاجسه الحطام البائس الذي فيها جاء من هاجسه النهوض بالمشهد الثقافي –وهذا نتيجة التعيين!! وسوف تكون نتائج الانتخابات (القبلية أو المذهبية) أدهى وأمر بكل أسف.. هل صحيح أن المثقفين أكثر تطرفا فيما يخص آراءهم ؟ وهل أنت متطرف في آرائك ؟ المثقفون المبدعون لا يتوقف إبداعهم عند حد تجدهم في أقصى اليمين تارة وفي أقصى اليسار تارة وفي المنتصف تارات لأن الثقافة والإبداع لايقبلان الركود ويعوّل على أصحابهما تغيير العالم. ودعني أضع نفسي معهم.. ما سر ابتعاد المرأة عن المشهد الثقافي المحلي مؤخرا ؟ المرأة الآن تدخل المشهد بقوة لدرجة أن بعض الأصوات النسائية دخلت في هذه المرحلة لا لشيء إلا لإثبات وجود المرأة حتى ولو على حساب المستوى الإبداعي.. ما هو أكثر ما يحرك هاجس القلق داخلكم كمثقفين ؟ القلق سر الإبداع فإذا اطمأن المبدع خمد إبداعه وأكثر ما يقلق المثقف نفسه.. كيف تصف تفاعل الجمهور مع أطروحاتكم في المرحلة الماضية ؟ أعتقد أن تفاعل الجمهور مع أطروحات الأندية جيد . ويحتاج إلى تغيرات كبيرة في تركيب المجتمع حتى يصبح ممتازاً.. هل تعانون من قصور فيما يخص جانب الوزارة فيما يتعلق بدعم الأندية؟ كنا نطمح إلى أن تكون إعانة الأندية الأدبية السنوية كما أمر صاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن فهد رحمه الله حيث أمر بمليوني ريال لكل ناد أدبي –وكنا نأمل أن تدعم الأندية التي تعمل مقابل عملها المتميز كنا نأمل أن تتولى الوزارة إيجارات مباني الأندية المستأجرة. نحن في نظر الوزارة سواسية من أشعل المشهد طوال العام ومن نام على نشاط أو نشاطين .. أيهما أفضل لديك إداري محنك أم أديب محترف ؟ أديب محنك – وإداري محترف .. هل الخارطة الأدبية للمشهد الثقافي واضحة لدى المثقف السعودي ؟ واااااضحة جداً ولكن تحتاج إلى مرشد ثقافي .. وتحتاج إلى تحديثها فهي قديمة وهذا يتطلب مهندسين ثقافيين بارعين وعلى درجة من الوعي والإحاطة بما يدور في العالم من حولنا.. ما الذي استجد لدى الأندية الأدبية بعد الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين ؟ بعض الأندية استثمرتها في مكانها الصحيح وحركت بها الراكد. وبعض الأندية استثمرتها للبناء. وبعض الأندية استثمرتها للأعضاء وبعض الأندية تظاهرت بالنزاهة وخزنتها للمجالس الجديدة بعد الانتخابات.. كيف تتعامل مع من يخالفك من أعضاء مجلس الإدارة ؟ أجابهه بكل ما أوتيت من قوة حتى أعلم أن الحق معه فأعتذر إليه وأسير معه.. هل صحيح بأن الأدباء يعانون من الأمراض النفسية ؟ كل البشر يعانون من أمراض نفسية مع التفاوت في المستوى والنوع والأدباء من البشر لهم مالهم وعليهم ما عليهم الفرق أن الأدباء تثمر أمراضهم النفسية إبداعاً وجمالا.. ما الخيط الرفيع الذي يقف بين المبدع وإبداعاته ؟ نفسه التواقة إلى الجمال إلى أي مدى تناصر الشعر على بقية الأجناس الأدبية ؟ الشعر هو أبو كل الأجناس الأدبية لأننا نجد من صفاته الوراثية صفة موجودة في كل الأجناس مع التفاوت في درجة الشبه فنحن عندما نثني إلى أي جنس من هذه الأجناس نقول أن فيه شاعرية عالية .. على الرغم من الجهود المبذولة لا تزال أعمال الأندية لا تهم سوى نخبة معينة , فما هو دوركم تجاه الذوق العام ؟ هذا سؤال متوارث منذ ولدت الأندية إلى اليوم. يا عزيزي الأندية الأدبية إذا كنا نؤمن بالتخصص فهي أقيمت للأدب وفنونه وكثيراً ما يزعجني المطالبة بأن تقوم الأندية بدورها تجاه شرائح المجتمع رغم أنها تقوم بأكثر من دورها لماذا لا تطرح هذه الأسئلة على الأندية الرياضية مثلاً :ماهو دور الأندية الرياضية تجاه المثقفين- أو ماهو دور الأندية الصحية تجاه المثقفين والدعوة و الإرشاد أو الجامعات أوووو (( لماذا نحط من قيمة الأدب ونطالب أربابه بالذهاب إلى من يبحث عنه ولا نطالب من يبحث الأدب بالذهاب إليه أو الذهاب من أجله ؟؟ لماذا لم يتغير هذا السؤال مع تغير الزمن ؟؟ ومع ذلك فإن معظم الأندية ومنها نادي الباحة توجه إلى كثير من فئات المجتمع ووجدنا استجابة جيدة.إن كثيرا ممن يزعمون أنهم أدباء ومثقفون يسألون عن الأندية وهم في منازلهم ولم يكلفوا أنفسهم حضور نشاطاتها وهي في صلب اهتمامهم رغم أننا نقوم بما هو ليس مطلوباً منا أصلا فنتصل بهم وندعوهم أو نبعث رسائلنا إليهم فلا يأتون. فهل يستحق هؤلاء أن ينسبوا إلى الثقافة.. رسالة توجهها إلى من ؟ ولماذا ؟ أوجهها إلى الشعر إلى أين تمضي بي فقد أنهك السُرى فؤادي. ولم أبصر لبحرك شاطئاً يرتب الفنانون لأنفسهم طقوسا معينة أملا في جلب الإبداع , هل أنت من هذا النوع ؟ الإلهام ليس له طقوس ينسكب فجاءة وأنت بين صحبك أو أهلك أو في سيارتك أو على فراشك. ومتى جاء في لحظة مؤاتية وكتبته دون منغصات خارجية جاء جميلا ومدهشاً وأما إذا صادف أن جاء في وقت غير مناسب فلن يعود إليك وإن حاولت استعادته جاء مشوهاً.. بما خرجت من تجاربك السابقة؟ خرجت بالصبر والحلم ومحبة الناس والتفاؤل المستمر.. هل نستطيع أن نجزم بأن الظروف الاجتماعية تقف حائلا بين الفرد والإبداع؟ بالتأكيد المجتمع لدينا لا يعترف بأن للمبدع ظروفه الإبداعية الخاصة ويريده كما يتمنى هو ولا ننسى بأن بعض الظروف الإجتماعية خصوصاً القاسية تولد إبداعاً وتشعل فتيل الإلهام وأحياناً تقتله وربما قتلت صاحبه.. ماذا بعد ؟ هل يرد عليك هذا السؤال بعد كل إنجاز تحققه؟ بالتأكيد أنا ممن يبدأ يخطط للعمل المقبل بعد الانتهاء مباشرة من العمل المنجز وأدون أولاً الأخطاء التي حصلت حتى لا تتكرر ثم أعود للتميز كمحفز للمواصلة والاستمرار. لو خيرت فما الذي ترغب في إضافته أو تعديله ؟ أما للإضافة فهذه الأسئلة لاتحتاج إلى إضافة-أما التعديل فكثير ولكن في الحوار المقبل إن شاء الله.. مساحة حرة ماذا تقول فيها ؟ متى يكون للمثقفين دور فعال في إقناع قادة العالم في تطهير هذه الأرض من كل وسائل القتل والدمار لنعيش في أمن وأمان وسلام ومحبة ولا نرى دمعة أو دماً أو ظلماً...ِ