نتابع دائماً ما ينشر في جريدة الجزيرة من موضوعات تناقش الكثير من القضايا الاجتماعية. وأنا هنا أردت الحديث عن مشكلة اجتماعية جديرة بالطرح والنقاش وهي مشكلة الإخوة غير الأشقاء وما يعتري العلاقة بينهم من مشاكل تصل إلى حد التناحر والقطيعة، هي مشكلة موجودة وعلينا إعطاءها حقها من النقاش والبحث. ففي ظل وجود نوع من الرجال (امتهنوا) الزواج للمتعة والتباهي فقط، وليس من أجل إنجاب أبناء صالحين مترابطين متحابين يخدمون وطنهم وأنفسهم ويكونون أعضاء فاعلين في هذا المجتمع، ففي ظل ذلك تنشأ مشاكل أسرية كثيرة يواجهها الأبناء نتيجة هذا الزواج العشوائي من قبل بعض الرجال - هداهم الله - ومن تلك المشاكل التي تخلفها مثل تلك الزيجات، ما تكون عليه العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء والذين يجمعهم أب واحد ولكن لكل أخ أو أخت أم أخرى. وما يظهر لنا هو أن العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء (غالباً) ما تشوبها الشوائب، فمن التنافر إلى التناحر إلى القطيعة والمشاكل التي لا تنتهي حتى بعد وفاة الأب!! وأنا ومن خلال مقالتي هذه أردت تسليط الضوء على هذه المشكلة، وهي مشكلة العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء وما موقف المجتمع من هذه المشكلة؟! وهل هناك أمور يجب القيام بها لاحتواء أولئك الإخوة والذين تنشأ بينهم المشاكل لنعمل على كسر الحواجز بينهم ومساعدة الأسر لتكون عاملاً مساعداً في تقوية العلاقة بين جميع أفرادها؟! وهل هناك طرقاً من الممكن أن تساهم في تصحيح وتغيير تلك النظرة الخاطئة والتي أصبحت عرفاً وعادة تم رسمها كطريق ونهج يجب أن تقوم عليه العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء؟! تلك النظرة التي ساهمت في رسمها بعض المسلسلات الهابطة والتي رسمت العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء على أساس أنها علاقة يجب أن تقوم على الكره، أو أنها قائمة أساساً على القطيعة والتناحر؟! أم أننا يجب أن نترك هذا الموضوع جانباً من منطلق مقولة (البيوت أسرار)؟! برغم ما نشاهده من مشاكل بين أولئك الإخوة غير الأشقاء!! ونحن نرى أن الأبناء غير الأشقاء لا يكون بينهم ذلك التواصل المطلوب والذي يجب أن يكون بين الإخوة عموماً، وما نراه من مشاكل بين الإخوة الذين يعيشون في كنف أب معدد وقد أضحى وهو يعول أكثر من بيت ومن دون مراعاة لمتطلبات التعدد والقيام بما يمليه عليه الدين لهو أكبر دليل على وجود تلك المشكلة التي ظهرت بين هذا النوع من الإخوة. صحيح أن البرامج الوعظية والإرشادية جيدة نوعاً ما، ولكنها لا تكفي لحل كثير من المشاكل الاجتماعية والأسرية تحديداً. وفيما يخص العلاقة بين الإخوة غير الأشقاء وما يشوبها من شوائب ومشاكل كثيرة جداً نراها على أرض الواقع، فنحن بحاجة إلى القيام بالدراسات والبحوث التي تكون من نتائجها الوقوف على نوعية هذه العلاقة والأسباب التي ساهمت في إيجاد الفجوة بين الإخوة غير الأشقاء، وأهم الأمور التي يتوجب توفيرها لمساعدة هؤلاء الإخوة وأسرهم لتفادي الكثير من المشاكل التي تحدث بينهم، ليتم من خلال ذلك وضع الخطط والأنظمة والتي من شأنها احتواء تلك المشاكل وتقريب المسافة بين هؤلاء الإخوة ومحاسبة بعض الآباء الذين لا يقومون بواجبهم ودورهم تجاه أبنائهم وأسرهم. أعتقد أن المشاكل والقصص المحزنة والتي نسمع عنها ونراها تحدث بين الإخوة غير الأشقاء، وكذلك بين أمهاتهم اللاتي جمعهن زوج واحد لم يستطع زرع المحبة والوئام والتوافق فيما بينهم، هي أمور بحاجة إلى وقفة وتأمل، خصوصاً إذا علمنا أن مجتمعنا يحوي عادات وتقاليد كثيرة من أبرزها نهم بعض الرجال على الزواج والتعدد الأعمى!! ومن دون مراعاة لشروط هذا التعدد.