تعدد الزوجات موضوع يؤرق الكثير من النساء فالبعض تهاجمه ولا تحبذه وآخريات يرين أنه يساهم في تقليل العنوسة المنتشرة اليوم بأكثر من 4 ملايين فتاة عزباء في بلادنا وحدها، في حين نجد أن آراء الشباب تختلف في مسألة تعدد الزوجات والأسباب الداعية للتعدد، "الرسالة” أجرت استطلاع رأي عن أسباب رغبة الكثير من الأزواج في التعدد ووحددنا الإجابات في ثلاثة اختيارات وهي: 1. عدم الإشباع العاطفي والجنسي للزوج. 2.الملل من الزوجة وعدم الارتياح. 3. تحدي الأصدقاء وإثبات الرجولة. فكانت الإجابات على النحو التالي: التعدد للتجديد فبداية مع سليمان الحصان الذي يؤكد أنه ليس متزوج ولكنه يعتقد أن الخيارات الثلاثة جميعها أسباب لا يتحدد منها واحد وعن نفسه قد يكون مع الخيار الثاني ألا وهو التجديد، أما خالد رجب فيرى أن السبب في رغبة الأزواج بالتعدد هو تحدي الأصدقاء وإثبات الرجولة، في حين أن أحمد ذاكر لم يجب على الاستطلاع لكن تحدث عن أهمية العدل فقال: لو الرجل قادر على الإنفاق على الأربع زوجات فلا بأس، بدلا من العلاقة غير الشرعية والسفر إلى البلدان المباحة أو غيره فالشرع حلل أربع “وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة” الآية. الملل من الزوجة أما مروان القرني فيحصر الأسباب في عدم الإشباع العاطفي والجنسي للزوج إضافة إلى الملل من الزوجة وعدم الارتياح، في حين أن إبراهيم محمد يتساءل أيهم أجمل سلة تفاح أم سلة تفاح مليئة بالتفاح والبرتقال والفراولة؟، أما خديجة العصلاني فتؤكد أن الحكم الشرعي مفروغ منه إنما هو التباين في وجهات النظر نحو الأسباب الداعية إلى التعدد، وتؤكد أن الأسباب أكثر من الأسباب المحصورة في الاستطلاع ومنها أسباب مثبتة علميًا تتوج فيها قدرات الرجل وإمكانياته على صعيد المواقف وتتحيز إلى أن عدم الإشباع العاطفي والجنسي مدعاة للتعدد، أما عبد الرحمن الأدريسي فيقول: “الرجل عندما تكثر فلوسه فانه يحاول أن يتباهى أمام الناس، أما إذا كان فقير فإنه يقنع بواحدة ويراها أجمل امرأة في العالم "ويؤكد أن التعدد تباهي فيقول "على العموم في النهاية كله تباهي وغرور”. التعدد علاج أما محمد السيف فيرى أن الزواج الثاني مثله مثل الزواج الأول قسمة ونصيب وقد يكون بسبب أو بآخر أو حتى بدون وهي شريعة الله التي أحلها لخلقه فلنرضى ولنسلم بها، كما إنها حل جذري لكثير من المشاكل الفردية والمجتمعية، أما الأخ الحلاج فيبين أن التعدد علاج لحالات يقع فيها المجتمع المسلم فيقول: “وليس حق للرجل متى شاء إنما تقدير للحالة التي يمر بها، والمجتمعات ليست هي التي تفرض على البعض التعدد وهناك الكثير من هذه الحالات التي تجبر الشخص على التعدد”، أما هشام الشريف فيقول: “أنا حسب نظرتي كل اللي ذكرتيه متوفر في هذا الزمن بس الإسلام ما حلل شيء إلا دليل النظرة الطويلة لكي يكون دين يسر وسهوله. ويكون الإسلام معاصر لكل زمن ولكل ظروف، وحتى لو تزوج الرجل اثنتين أو ثلاث أو أربع ليست المشكلة في التعدد لكن المشكلة في العدل والتوفيق بين الكل ويقابل هذا العدل من الزوجات الاخلاص إنما للأسف لا هذا حاصل ولا ذاك، ومن جهة أخرى يرى رمزي الحربي أن أغلب الرجال يُعدد تحديًا للأصدقاء وإثباتًا للرجولة، أما يوسف العبدالرحيم فيقول:”ألغوا قنوات الاثارة وعدم الحشمة وتنتهي الحاجة إلى التعدد وذلك لإطفاء نار حب الجنس المتزايد لدى الرجال وليست المشكلة والمصيبة في التعدد بل المصيبة أن تتزوج امرأة ما تحبها وتعيش معها بالغصب فهذه المصيبة الحقيقية.، أما أحمد الحميد فيُشارك برأيه ويقول: قال تعالى: “فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا”آية 3 سورة النساء. وتفسير هذه للشيخ السعدي:”وذلك لأن الرجل قد لا تندفع شهوته بالواحدة فأبيح له واحدة بعد واحدة حتى تبلغ أربعًا لأن في الأربع غنية لكل أحد، ومع هذا فإنما يباح له ذلك إذا أمن على نفسه الجور والظلم ووثق بالقيام بحقوقهن،فان خاف شيئًا من هذا فليقتصر على واحدة”وبحسب استطلاع الرأي فالرجل صاحب المبادئ قد يكون عدم الإشباع العاطفي والجنسي من أبرز الأسباب للتعدد”. أسباب التعدد أما أحمد وصفي فيقول:”إذا كانت الزوجة تشعر زوجها برجولته وتشبع وتطيع كل رغباته فلماذا الملل وعدم الارتياح ولماذا الزواج مرة أخرى؟”. ويُبدي رأيه عاصم الرديني في الاستطلاع فيقول:”من الأسباب للتعدد مرض زوجته الأولى أو عدم الإنجاب أو كثرة السفر أو كثرة المشاكل الصادرة من الزوجة وعدم وتقدير ظروف الزوج، أما الافتراض عن عدم الإشباع العاطفي والجنسي للزوج أو الملل من الزوجة فهذه وإن كانت تُسمى أسبابًا لكن نستطيع حلها أما الافتراض الثالث في الاستطلاع فلا أعتقد أن رجلًا بهذا الزمان يؤمن به كسبب”. وتقول أمينة أحمد: إنها من جهتها تمقت تعدد الزوجات. في حين أن "المحامي والمستشار القانوني الأسري” أحمد المحيميد يرى أن السبب الأول والأخير للتعدد في عدم قيام الزوجين بحقوقهما فيقول: “السبب الأول والأخير هو عدم قيام أي من الزوجين بكامل واجباته،مما يشعر الاخر بالنقص فالرجل يعوضه بالزواج بينما المرأة تعوضه في الهروب إلى بيت أهلها”. كسر سيطرة الأولى ويُبدي "المستشار النفسي والاجتماعي” د. خالد الصغير رأيه فيقول: ”البعض يلجأ إلى التعدد لكسر سيطرة الزوجة الأولى عليه، ولأنه يتصور أنه وصل لمرحلة يعتقد فيها أنه غير قادر أي ليس بشباب فيجدد شبابه من خلال التعدد”. ويُشدد الصغير أن الزوج يستطيع أن يجعل من زواجه الثاني بوابة للنجاح والائتلاف بين الزوجتين ويُضيف: ”وذلك من خلال التفاهم والمصارحة وفتح باب الحوار مع الزوجة لا يوجد مشاكل”. وينتقد الصغير المعددين بأن الكثير منهم يُسيء للتعدد فيقول: ”القلة من المجتمع من يفقه التعدد الصحيح بدليل انتشار الظلم بين المعددين ومن يطلع على المشاكل يعرف هذا جيدًا”. قضية ذات أبعاد اجتماعية ومن جهة أخرى تُشارك "الناشطة الاجتماعية “د.نوف علي وتشدد على أن قضية تعدد الزوجات قضية ذات أبعاد اجتماعية وتُضيف: ”والبعض للأسف لا ينظر للأمر إلا من نواحي ضيقه وأنانيه، فالتعدد وضع له ضوابط وشروط قلة من الرجال من يلتزم بها، فمن يستطيع العدل في هذا الزمان سواء العدل في النفقة والمأكل والملبس أو العدل القلبي؟ ربما قلة قليلة لذا جاء في القرآن “ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم”، لكن الأنانية والمزج قد يغلب على الحكمة والتعقل عند بعض الرجال”. وتبين د.نوف علي بأنه ليس شرطًا للتعدد أن تكون الزوجة الأولى قصرت مع زوجها فتقول: ”ليس شرطًا فهناك من يمارس هذا الترخيص من باب إغاظة الزوجة الأولى فقط” وتؤكد علي أن الالتزام بالتعاليم الالهية كفيل بأن يخلق للزوج توازن أسري وتضيف: ”وألا يميل قلبه لإحدى الزوجات وهذا طبعًا أمر مستحيل فميل القلب يجعله أكثر تعلقًا وشغفًا بزوجة دون أخرى وهذا يورث المشاكل ويحتاج منه لبذل جهد مضاعف وذكاء حاد لمنع الغيرة والخلافات”. وتُشدد على أن هناك قلة من يفهم المغزى من إباحة التعدد ويعيّ الضوابط التي يجب الالتزام بها حينما يقترن الرجل بأكثر من زوجه”. خطوات نجاح الزواج الثاني أما "المستشار الأسري والمشرف العام على موقع ناصح للحياة الزوجية” د. مازن بن عبدالكريم الفريح فيوضح عدة أسباب لجعل الزواج الثاني ناجحًا فيقول: "أعرف الكثير من المعددين نجحوا في زواجهم من الثانية والرابعة ولكني في نفس الوقت أعرف الكثير من الأسر التي تشتت وعصفت بها المشكلات الزوجية نتيجة لقيام الزوج بالتعدد من دون أن يكون قادرًا عليه وأهلًا له، وإن كان راغبًا فيه، فإن مجرد الرغبة لا تعني جواز التعدد لكل راغب!!! ومن خلال معايشتي لبعض المشكلات وحالات النجاح والفشل في الزواج من أكثر من واحدة فإني أضع بعض الأمور التي تعين على نجاح التعدد وتحقيق الغاية منه: 1. أن يكون وراء الزواج من الثانية أسباب واقعية تدعو إليه، وألا يكون السبب مجرد مغامرة أو تجربة يريد المعدد أن يخوض غمارها ويتباهى بها. 2. القدرة على أعباء الزواج، والإنفاق على أسرتين في آنٍ واحد، لاسيما في المسكن. 3. الاجتهاد في العدل والإنصاف بين الزوجتين بقدر الإمكان. 4. علاج أسباب الغيرة بين الزوجتين، وعدم ذكر محاسن إحداهما عند الأخرى. 5. مراعاة الالتزامات التربوية والمسؤوليات الزوجية لكلا الأسرتين، وإيجاد الوقت الكافي للقيام بتلك المسؤوليات ورعاية تلك الأمانات. 6. حسن اختيار الزوجة الثانية، ومعرفتها المسبقة بالحالة الاجتماعية والأسرية للزوج. 7. بذل الجهد -لاسيما في الأيام الأولى- في إرضاء الزوجة الأولي، وطمأنتها ببقاء حب زوجها لها وبث روح التفاؤل ورفع حالة الإحباط، مع إخبارها بالرغبة في الزواج من الثانية وعدم مفاجأتها بذلك. 8. تنظيم علاقة الأسرتين، والتوفيق بين الزوجتين والوصول إلى الحد الأدنى من التواؤم والتأقلم، لما لهذا التفاهم من تأثير على أولاد كلا الزوجتين. 9. حل المشكلات الناتجة عن سوء الظن والغيرة وعدم تأخيرها أو التعامل معها بالتجاهل وتركها للزمن حتى لا تتفاقم وتتحول عداء نفسيًا تؤصله الأيام ويكبر مع الزمن، ويتربى عليه الأبناء. 10. معرفة الأحكام الشرعية في العدل بين الزوجات والالتزام بها في القسمة بينهن، وتقوى الله عز وجل في حقوقهن (الظلم ظلمات يوم القيامة).