قال شهود عيان ومسؤولون إن هجوماً انتحارياً بسيارة ملغومة وقع بعد وقت قصير من مرور قافلة لقوات حلف الأطلسي أمام قاعدة للشرطة في مدينة قندهار الجنوبية أمس الأربعاء مما أدى لإصابة أحد المارة. وأسفر الهجوم أيضاً عن مقتل منفذه. وقال قارئ محمد يوسف المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي إن منفذ الهجوم من عناصر طالبان. وكثفت طالبان حملتها ضد القوات الحكومية والأجنبية هذا العام. وقتل 18 شخصاً في هجوم انتحاري في إقليم هلمند المجاور أمس الأول. من جانب آخر اتهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مقابلة مع شبكة التلفزة الكندية (سي.بي.سي) يوم الثلاثاء، الرئيس الأفغاني حميد كرزاي (بالاهتمام بنفسه أكثر من الاهتمام بأفغانستان). وقد أدلى مشرف بهذا التصريح عشية لقائه وكرزاي بالرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الأربعاء في البيت الأبيض، فيما يحاول الرئيس بوش التقليل من حدة التوتر بين حليفيه في مكافحة الإرهاب. وقال مشرف الذي سُئل عن اتهامات كرزاي الذي يأخذ على باكستان وقوفها وراء عودة حركة طالبان إلى جنوبأفغانستان، (يتعيّن علينا العمل معاً، لكني أخشى ألا يكون نزيها. إنه يهتم بنفسه أكثر من اهتمامه بأفغانستان. وهو نفسه من الباشتون ويعرف جيداً ما يحصل على الأرض). ورداً على سؤال عن اتهامات كرزاي وجنرالات من الحلف الأطلسي الذين يأخذون على بلاده بأنها لا تبذل ما يكفي من الجهود لمنع عناصر طالبان من التسلل إلى أفغانستان من باكستان، قال مشرَّف إنه يحتج (بقوة) على هذه التصريحات. وقال (هذا أسوأ ما يمكن أن يحصل لبلد تأثر كثيراً طوال 27 عاماً بكل ما حصل في المنطقة. ونحن الآن على خط الجبهة ضد الإرهاب. ولقد حشدنا 80 ألف جندي وخسرنا 500 منهم). وأوضح الرئيس الباكستاني أن بلاده أسرت حتى اليوم 680 عنصراً من القاعدة و(حطمت قيادة الشبكة الإرهابية) في جبال باكستان. وهم فارون الآن، ولقد دمرنا مخابئهم ولم يعودوا سوى حفنة صغيرة (في باكستان)، حيث كانوا يعدون بالمئات. من جهة أخرى طالب الرئيس الباكستانيكندا صراحة ألا تتذمر من عدد الجنود الذين تفقدهم في أفغانستان قائلاً إن الخسائر في الأرواح التي تكبدتها تقل كثيراً عن باكستان. وتنشر كندا 2300 جندي في مدينة قندهار بجنوبأفغانستان. وخلال الثلاثة أشهر الأخيرة قتل 20 جندياً في اشتباكات مع طالبان وتعالت الأصوات المطالبة بسحب القوات الكندية وإعادتها إلى الوطن. وقال مشرّف للإذاعة الكندية إنه إذا كانت كندا قلقة على الخسائر في الأرواح بين جنودها فيجب ألا توجد في دولة تعصف بها الحرب. وأضاف في حديث إذاعي (إذا تورطت في أماكن مثل العراق أو لبنان أو أفغانستان فبالقطع ستتكبد خسائر في الأرواح وعلى الأمة أن تكون مستعدة أن تتكبد خسائر في الأرواح. وإذا لم تكن مستعدة لتكبد خسائر في الأرواح كجيش فيجب ألا تشارك إذاً في أي عملية). ومنذ أن انضمت كندا إلى الحرب على الإرهاب التي تقودها الولاياتالمتحدة منذ أواخر عام 2001 قتل نحو 35 جندياً كندياً في أفغانستان. لكن مشرّف الذي تجاور بلاده أفغانستان هون من العدد قائلاً إنه لا يذكر. وقال (تكبدنا خسائر في الأرواح بلغت 500 . الكنديون تكبّدوا أربعة أو خمسة فقط. عما تتحدثون.. ولمن تتحدثون. أنتم تتحدثون مع رئيس دولة تكبدت خسائر في الأرواح بلغت 500 قتيل).