ركزت المحادثات التي جمعت بين الرئيس الاميركي جورج بوش ونظيره الافغاني حميد كارزاي في منتجع كامب ديفيد في ماريلاند أمس، على تصاعد أعمال العنف في أفغانستان والتهديد الذي تواجهه البلاد من مخابئ مقاتلي حركة"طالبان"وتنظيم"القاعدة"عبر الحدود في باكستان. وابلغ بوش كارزاي التزامه دعم أفغانستان ومحاربة"طالبان"و"القاعدة"، فيما لم يأتِ كارزاي بأخبار مشجعة عن حملة البحث عن زعيم"القاعدة"اسامة ابن لادن، في وقت يسعى الرئيس الاميركي الى الدفاع عن نفسه في مواجهة منتقديه الذين يؤكدون فشله في العثور عليه بسبب تحويل الموارد الى حرب العراق. وقال كارزاي لشبكة"سي ان ان"ان الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها للعثور على ابن لادن العقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، ما زالت عند النقطة ذاتها قبل بضعة أعوام. واضاف:"المعلومات التي تتوافر لدينا تشير الى أن فرص اعتقاله ليست أقرب او أبعد منها قبل بضع سنوات". وكان مسؤولون في الاستخبارات الاميركية ابلغوا صحيفة"لوس انجليس تايمز"في ايار مايو الماضي ان حوالى خمسين عميلاً سرياً لوكالة الاستخبارات المركزية سي أي أي انتشروا في افغانستانوباكستان من اجل محاولة للعثور على بن لادن, من دون نتيجة. ورداً على سؤال عن امكان وجود بن لادن في افغانستان او باكستان, قال كارزاي:"الاكيد انه ليس في افغانستان، لكنني لن اجيب حالياً على سؤال حول مكان وجوده"، علماً ان مسؤولين في الاستخبارات الأميركية يعتقدون بأن بن لادن يختبئ في مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان. وأكد مسؤولون أميركيون دعمهم كارزاي الذي تواجه حكومته الضعيفة تحديات عدة بينها التفجيرات الانتحارية التي تشنها"طالبان"وتزايد عدد القتلى والجرحى المدنيين في الغارات الجوية التي يشنها الجيش الاميركي وقوات الحلف الاطلسي الناتو وازدهار تجارة الافيون. وفيما يتوقع ان يتطرق بوش إلى مخاوف بلاده من احتمال تأجيج ايران العنف عبر ارسال أسلحة عبر الحدود، رفض كارزاي وصف ايران بأنها مصدر للمشاكل معتبراً اياها"معيناً لافغانستان وداعمة لها في سعيها إلى السلام". وفي قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين ال21 الذين تحتجزهم"طالبان"منذ منتصف الشهر الماضي، أكد كارزاي ان كابول تعمل بجد لإنهاء الازمة،"من دون ان نفعل شيئاً يشجع على احتجاز رهائن والارهاب". وقال غوردون غوندرو الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان بلاده حضت على الافراج الفوري عن الرهائن، ووصف الخطف بأنه"عمل غير متحضر ووحشي". وفي افغانستان، شن الجيش الافغاني وقوات الحلف الاطلسي هجوماً مشتركاً لمنع"طالبان"من قطع الطريق الرئيس الذي يربط كابول بقندهار كبرى مدن الجنوب، اسفر عن مقتل 22 من الحركة. وقتل ثلاثة آلاف شخص منذ مطلع السنة بينهم عدد كبير من المتمردين ومئات المدنيين وعناصر قوات الامن الافغانية والاجنبية. على صعيد آخر، ايد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير توسيع الوجود العسكري لبلاده في افغانستان. وقال الوزير لصحيفة"بيلد":"اؤيد توسيع مساعدتنا لتدريب وتجهيز الجيش الافغاني"، واضاف:"حين يستطيع الافغان ضمان الامن بأنفسهم في بلادهم, سيكون عملنا قد انجز". ويبحث البرلمان في ايلول سبتمبر في تمديد المهمات الحالية للقوات الالمانية في افغانستان، التي ينفذها حوالى ثلاثة آلاف عنصر ينتشرون شمال البلاد. وفي كندا، افادت محطة"سي تي في"التلفزيونية ان رئيس الوزراء ستيفن هاربر قد يحل قريباً بدلاً من وزير الدفاع غوردون اوكونور بعد كلام مثير للجدال ادلى به الاخير حول دور الجيش الكندي في افغانستان. واوضحت"سي تي في"ان هاربر اتخذ القرار بعدما اعلن اوكونور ان القوات الكندية في افغانستان لن تواجه"طالبان"من الخطوط الامامية في الاشهر المقبلة. وتعرض اوكونور مرات للانتقاد على طريقة ادارته عمل القوات الكندية في افغانستان، وطالبت المعارضة بإقالته في نيسان ابريل الماضي بعد فضيحة تتعلق بطريقة تعامل القوات الكندية مع سجناء افغان. وقتل 66 جنديا كندياً في افغانستان منذ 2002 بينهم 22 هذه السنة.