في بداية الستينات من القرن العشرين الماضي خرجت مظاهرة في بيروت وكانت إحدى اللوحات التي يحملها بعض المتظاهرين تحمل العبارة الآتية: (شبعنا حكي ما بدنا حكي)؛ والعبارة هذه تعبر بصدق عن ماهية أمة العرب، فهي أمة حكي بحكي، ضاعت الأندلس وهي لا تزال تحكي، وضاعت فلسطين والعراق، وستضيع لبنان وهي تحكي، وحكيها هذا يدعو إلى الضحك والسخرية، وقد أضحك المتنبي إبله على أمته في منتصف القرن الرابع الهجري، حيث قال: ما زلت أضحك إبلي كلما نظرت إلى مَنْ اختضبت أخفافها بدم أسيرها بين أصنام أشاهدها ولا أشاهد فيها عفة الصنم حتى رجعت وأقلامي قوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم اكتب بنا أبداً بعد الكتاب به فإنما نحن للأسياف كالخدم أسمعتني ودوائي ما أشرت به فإن غفلت فدائي قلة الفهم من اقتضى بسوى الهندي حاجته أجاب كل سؤال عن هل بلم