السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: اطلعت على ما نشر بصحيفتكم (الجزيرة) صفحة عزيزتي الجزيرة بالعدد رقم 12315 وتاريخ 21 جمادى الأولى تحت عنوان (إلغاء الإعلام التربوي وتحويل مهامه للنشاط الطلابي) للكاتب شاكر بن صالح السليم أحد الباحثين في النشاط الطلابي. أحب أن أؤكد على أن الباحث وفقه الله قد أجاد في طرحه وأثني عليه فقد أوضح الأسباب والمبررات لدمج الإعلام التربوي في إدارات التربية والتعليم إلى قسم النشاط الطلابي وترتبط به ارتباطاً وثيقاً كون الإعلام أصبح جزءاً لا يتجزأ من كافة برامج ومناشط الطلاب سواء التي تنفذ على مستوى المدرسة خلال الإذاعة المدرسية أو خلال الفسح أو حصة النشاط الأسبوعية أو خلال اليوم المفتوح الذي تنفذ بشكل دوري مرتين كل عام دراسي، وأيضاً من خلال البرامج المحلية التي تنفذها الإدارة وأيضاً على مستوى البرامج المركزية من قبل وزارة التربية والتعليم. ولعل دمج الإعلام التربوي بقسم النشاط الطلابي سيكون هو الحل الأمثل في الوقت الراهن لأننا بحاجة ماسة لتأهيل الطلاب لممارسة هذا العمل بعدما انتشرت الوسائل المعينة والتقنيات الحديثة في هذا المجال خاصة وأن العديد منهم يملك الرغبة والميول لهذا المجال ويحتاج فقط إلى التأهيل والمتابعة والممارسة خاصة وأن شُعب النشاط تمارس الإعلام منذ أمد بعيد ببرامجها. فشعبة النشاط الثقافي يشرف على المسرح والإذاعة المدرسية ومسابقات الإلقاء والشعر وكتابة المقال ومواجهة الجمهور. وشعبة النشاط الاجتماعي يقيم العديد من الدورات التأهيلية في الصحافة بالتعاون مع قسم البرامج العامة والتدريب وأيضاً شعبة النشاط الكشفي تلعب دوراً كبيراً حيث أن الهوايات الكشفية تعد الكشاف والطالب لمهارة الصحفي ومهارة الحديث ومهارة القراءة، وبلاشك بأن هذه المهارات تعد جزءاً أساسياً للعمل الإعلامي التربوي وتدعم دوره الرئيسي والذي هو بعيداً عنه في الوقت الراهن بعد أن اقتصر دوره على إعداد الأخبار وصياغتها وإرسالها إلى الصحف وأيضاً الإشراف على إعداد ملف صحفي نهاية كل عام يحتوي على الأخبار التي نشرت بالصحف، وهذا جلي عملهم ومهمتهم مع كامل احترامي وتقديري للزملاء العاملين بالإعلام التربوي. لذا يجب أن يكون الدور الفاعل للإعلام التربوي هو إعداد جيل من الطلاب للمستقبل وخدمتهم لتحقيق أهدافهم التي رسموها وهذا لن يتحقق ما دام أن الإعلام بعيد عن النشاط الطلابي, ونأمل من وزارتنا الموقرة أن تسعى لدمج ذلك خصوصاً بعد التوجيه الأخير للوزارة بفصل العلاقات عن الإعلام الذي سيساعد على اتخاذ هذا القرار خاصة وأن الإدارة العامة للنشاط الطلابي تدرك أهمية ذلك فهي أيضاً تعمل في تنفيذ برامجها على التقنية الإعلامية فأطلقت قبل فترة برنامج التعلم عن بعد والذي بث عبر صحون لاقطة في كافة إدارات المملكة لتدريب الطلاب وأيضاً تصدر مجلة (أجيال) والتي حددت هدفها الرئيس خلال فترة مقبلة بأن يكون رئيس التحرير والمحررون من أبنائنا الطلاب, والمشاركة المتعددة للطلاب لقناة المجد والقناة السعودية وغيرها من البرامج المبتكرة. فالإعلام التربوي يجب أن يكون دوره مهماً لتدريب الطلاب وصقل مواهبهم وتحفيزهم حتى يكون إعلاميين بارزين وهذا لن يتحقق أبداً ما دام أن الإعلام بمعزل عن قسم النشاط الطلابي، ولن تتحقق رسالة الإعلام التربوي بالشكل الذي ينشده الجميع إلا بتحويل مهامه إلى قسم النشاط الطلابي والذي سيطوره وسيحقق الأهداف الرئيسية لهذا النشاط وسيعمل على الارتقاء به إلى أعلى المستويات، فالأنشطة التي تمارس لفترات قليلة بالمدارس من إعداد مجلات أو مطويات من قبل جماعة الصحافة بالمدرسة أو كتابة تقرير أو مقالة أو إعداد صحيفة أو الإنشاد أو الغناء أو مهارة الحديث و القراءة التي تحق الهدف الأسمى ولن يتطور الطالب إطلاقاً لأنها تحتاج إلى إعداد وتخطيط وعمل مدروس ومنظم, والنشاط الطلابي سيكون قادراً على تحقيق هذه الأهداف لأنها من صميم عمله واعتاد عليه في كافة برامجه ومناشطه. فدمج الإعلام بالنشاط لا يشكل إزعاجاً للوزارة وإنما سيحقق هدفاً أسمى ورسالة تربوية تخدم في المقام الأول مصلحة الطالب ومستقبله، وتخدم العملية التربوية والتعليمية وهي الموضوع من كل جوانبه. هذا ما أحببت أن أضيفه مع موضوع الباحث الذي أجاد ووضع النقاط على الحروف ووضع الكرة في مرمى وزارة التربية والتعليم.. والله ولي التوفيق علي عبدالعزيز العلي مشرف تربوي وإعلامي إدارة التربية والتعليم بمحافظة المجمعة