تأخذ بعض الإشكالات المجتمعية والثقافية أبعاداً عريضة، وحقها أن تختصر في خطوطٍ قصيرة؛ كما تتوجهُ الرؤى إلى خيوط ليست هي الأسباب المباشرة خلف الأزمة أو المعضلة، ولعل (المقررات المدرسية) - التي تسمى تجاوزاً مناهج - مثلٌ معبِّر عن هذه المقولة؛ فقد درست الأجيال السابقة على ما هو أكثر (أصوليّةً) من المقررات الحالية ولم تفرز إرهاباً، بل إن هذه المقررات نفسها لم تستطع نقل طالب ينتمي لطائفةٍ معينة إلى الطائفة التي يفترضُ نُطق المقررات باسمها..! ** والمراكز الصيفية كانت موجودة منذ عقود ولم تُخرِّج إرهابيين؛ مما يجعل الالتفات إلى العَرَض لا يكفي عن تشخيص المرض؛ وسيظل المعلِّم والموجه ومشرفو المراكز لاعبي الأدوار الرئيسة ممن يُمكن لهم تحويل المقرّر والنشاط إلى بؤرة توتُّر أو نطاق تحضُّر، كما أن الإصرار على نسبة كل الأدواءِ للوسائل تجاهل لأعماق المسائل..! ** درس بعضُ جيلنا في المعاهد (الدينية)، وأُذن لنا أن نتحاور مع معلمينا في كل القضايا بما فيها قضايا الخَلْق والوجود، وانتسب بعضنا إلى المراكز الصيفية، واهتمت إداراتُها - آنذاك - بتنمية مهارات الشباب الإدراكيّة والعاطفيّة والحركيّة عبر الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية..! ** إن شئتم الحل فلا تلتفتوا للمقررات والمعسكرات، وركزوا على اختيار منفِّذيها، ومحاسبة مديريها، وثقوا أن الأهمّ هو وعي الإنسان بالإنسان، ورقابتُه على المكان، وقراءتُه للزمان، أما الوسائط فأوعية متبدلة قابلة للتغيير والتطهير..!