التهنئة بتولي المنصب الجديد.. سنرفعها لكم بحول الله بعد أن نرى منكم ما يدعونا وبصدق مشاعرنا أن نفعل ذلك.. لكننا وفي هذه المرحلة الحاسمة كعاملين وموظفين في القطاع الذي منحتم الثقة لتولي مهامه وترؤسه لا نعرف أن كان تعيينكم على رأس الهرم في هذا القطاع سينعكس علينا سلباً أو إيجاباً فقد مر من نفس الطريق أكثر من (معاليه) وقالوا تقريباً نفس الكلام الذي نتوقع أن نسمعه من معاليكم ورددوا نفس العبارات التي كبّرت الأمل في نفوسنا لكننا وفي كل مرة نصحو على ألم الواقع وثبات الحال على ما كانت عليه هذا إن لم تسر الأمور في انحدار مخيف. مر من هنا غيركم من شنفت اذاننا أصواتهم وهم يخطبون فينا أو يتحدثون لوسائل الإعلام بعباراتهم المرصوصة والموزونة لكننا عندما نعود لمكاتبنا لا نرى رجعاً لما قيل ولا صدى ولو ضعيفاً لما تناولته وسائل الإعلام من آفاق وخطط ونماذج للتصحيح نقلوها على ألسنة من سبقوكم وإنما مزيد من الارتجال العملي والتخبط في القرارات وتكرار لنفس النغمات التي انتهى عهدها فجاء الألم في وجداننا على حجم الأمل الذي خاب كبيراً وموجعاً ومسبباً للإحباط والحسرة على سنوات طويلة أهدرناها من أعمارنا لكي نصل بعدها لنفس نقطة البداية وما أصعب ذلك على قلب إنسان مخلص بذل واجتهد فجاءت رياح الواقع لتبدد حرثه ولتعيده دائماً لبدايات عمله. في هذه المرحلة أيضاً التي تلي تعييناً جديداً (لمعاليه) معظم الناس من حول معاليه سيختارون لأنفسهم القناع المناسب فقد توارثت الغالبية وللأسف حرصت على استعارة أقنعة للمناسبات يتم انتقاؤها بناءً على حجم ونوع المناسبة يختارون ما يلبسون منها إما لتجميل صورهم أو إخفاء ما لا يريدون إظهاره أو لمجرد تهيئة الفرص للتسلق والوصول لمكانة يعرفون أنهم لا يستحقونها بدون أقنعتهم.. هؤلاء الناس ومع مرور الوقت اكتسبوا خبرات سلبية لا يجب الاستهانة بها فهم لا تنقصهم الاحترافية في تمييع الأمور وتضليل الآخرين وتغيير الحقائق وتزيينها إن تطلبت الحال ويملكون القدرة والمهارة على أن يتكيفوا مع ظروف الزمان والمكان ويسخروا الظروف بما يتوافق ورغباتهم وفي الوقت نفسه لا يمكن اختراقهم فهم على قدر كبير من التواصل فيما بينهم والتنسيق والتوحد في مصالحهم وتطلعاتهم وتواتر أفكارهم إن أخطأ أحدهم انبرى لأجله الآخرون بين مفند ومبرر أو مصفٍ للحسابات مع من تطاول عليه حتى إذا سارت الأمور وفق ما يريدون واستقرت الأوضاع خلعوا أقنعتهم وعادوا لما كانوا عليه في سابق عهدهم، وليتراكضوا مرة أخرى عند أي تعيين جديد لتهنئة معاليه القادم واستمالته وربما إقناعه فاستطاعوا بما يملكونه من خبرة ودراية عن كيف تسير الامور أن يحافظوا دائماً على مناصبهم ويمارسوا ما يخدم شخوصهم ومصالحهم وينشروا بفكرهم ما يجعل عمليات التصحيح مجرد نشاط يشمل تغييراً في مسميات الوظائف والمهام لكنه لا يطولهم ولا يمس ما يتبنونه من أفكار خربة وقناعات بالية فيستفيدون أكثر بتقريب من يريدون وفتح مجالات أوسع لمن يحقق مصالحهم فيبقى الوضع على الرغم مما يشاع على ما هو عليه لتسير الأمور في دوائر مغلقة لا تقود لنتيجة واضحة ومن هذا يستفيدون. صاحب المعالي.. مضى قبلكم أكثر من (معاليه) لا ننكر أنهم قدموا لهذا القطاع الكثير لكننا كموظفين لم نقتنع أن ما تحقق يتناسب وحجم ما نملكه من خبرة وعلم أو ما نختزنه من مهارة وكفاءة ورغبة في العطاء لأن العلة الأساسية أن لابسي الأقنعة والمتسلقين كانوا أقوى من مهاراتنا غير العملية ورغباتنا وأقدر من جهودنا المخلصة فاستمالوا من سبقكم أو حرفوا الحقائق أمامهم حتى أحبطوا عزائمهم.. فإن كان في منهجكم ترديد نفس العبارات والمفردات التي كان يرددها من سبقوكم فقد تعلمنا نحن أيضاً من تكرار التجربة أن الكلام فقط لا يغني من الواقع والحق شيئاً وان كان في منهجكم العمل بنفس ما يحمله لابسوا الأقنعة من فكر يتوارثونه وقناعات ينقلونها فقد تأكدنا أيضاً من واقع ما مررنا به من تجارب أنه لا معنى ولا فائدة منه وإن كان في منهجكم الاعتماد على من تسبب في تردي أحوالنا فلا نملك إلا أن نحتسب لله ولهذا ننتظر من معاليكم ما يبعث الأمل من جديد من أفكارٍ جديدة وممارسات بينة وتصحيح بمعايير واضحة ومقنعة تكشف المستور وتظهر القدرات المتوارية والمهمشة وتلغي كل الأقنعة المحفوظة والمتغيرة وفق تغير الظروف لنتمكن بعدها وبصدق أن نهنئ أنفسنا بكم ومن ثم نرفع التهنئة لمعاليكم على هذا التعيين.. والله المستعان.