يا غزال الحمى لقد ذبت هجرَا ومللت الكفاح كرَا وفرَّا أنشد القرب بكرة وعشياً منك والبعد عنك مليون مترَا ألف كيلٍ وقد تزيد قليلاً عندما تلتوي ملفاً وجسرَا كيف يلقاكِ يا ملاكي فتاك وطريق الوصول ما زال وعرَا المسافات بيننا شاسعات فمتى تصبح المسافات صفرا كلما زادت المسافات طولاً زدت عندي يا باسم الثغر قدرَا لو حسبت سحابة اليوم عاماً مثلنا وسويعة البين شهرَا لاقتربت مسافة لا تؤدَّى في مداها الصلاة جمعاً وقصرَا لا تظن الفؤاد مهما تمادى قد تناسى الوداد أو بات صخرَا ذكريات الصبا تمر أمامي يا غرامي وأنت تختال كبرَا والحنين يشد قلبي وروحي والنوى يشعل الأحاسيس جمرَا قصة الحب لا يزال صداها يملأ الخافقين برَا وبحرَا سطرتها مشاعري وتغنت بصداها القلوب سرَا وجهرَا أستعيد بها شباباً تولى وسنيناً مضت من العمر تترى يا عذولي يا مغرماً بالدخول في زوايا السطور سطرَا فسطرَا كف عني هذا التجني لأني عشت حرَا وسوف أموت حرَّا لن أبالي بلائمي وعذولي في هواها لأن في الأذن وقرَا يغرق الأدعياء في شبر ماء عندها يدَّعون سخفاً وهذرَا والمحبون لا يهابون بحرَا من بحور الهوى وإن ضج هدرَا فدعوني فلن أبث شجوني لسوى العاشقين شعرَا ونثرَا إنما الحب واحة من نخيل بل هو نعمة من الله كبرى رب سائلة تثير سؤالاً ما سم فاتنتي فقلت مقرَّا اسمها (قريتي) وليس سواها ولذات الخمار أن تتحرَّى أحتفي بترابها وحصاها اعتزازاً بساكنيها وفخرَا قالت: الشك زائل عن هوانا ما حيينا الحياة طولاً وقصرَا غير أني أريد منك اعتدالاً في هواك أدامك الله ذخرَا قلت: سمعاً وطاعة وامتثالاً أبداً ما عصيت للحب أمرَا شطر قلبي وهبته لملاكي ووهبت لمسقط الرأس شطرَا يا بعيداً عن العيون قريباً من فؤاد يراك صبحاً وعصرَا جدد الوعد بالوصال وإلا فترحم علي إن مت قهرَا لو ترفقت يا غزالي بحالي وسألت وأنت بالحال أدرى لعلمت بأنني لست أنسى ذكريات محجلات وغرَّا وأمامي جداول الحب تجري عذبة والحقول تمتد خضرَا يوم كنا نروح فيها ونغدو كصغار السباع شعثاً وغبرَا ونجوب السفوح طولاً وعرضاً والسفوح تفوح ورداً وزهرَا يوم كنا ولا تسل كيف كنا نستسيغ الحياة عسرَا ويسرَا واحتي راحتي وكم أتمنى أن أعيش بظلها مستقرَّا بين شمِّ الجبال يرتاح بالي لا أبالي بما يباع ويشرى عزة النفس وحدها رأس مالي ما عدلت بها تراباً وتبرَا غاية المرء أن يعيش سعيداً يومه طالباً من الله سترَا وهدوء النفوس كنز ثمين اكتشفناه فوجدناه درَّا رب مال يزيد يوماً فيوماً وترى المستزيد يزداد فقرَا يجمع المال رصة فوق أخرى غير آكله فيذهب هدرَا حسب كل امرئ من العيش قوتاً ولباساً يقيه برداً وحرا لو حللت محل أغنى غني ربما كنت أقصر الناس عمرَا تشتري أرقاً وهماً وغماً وتبيع به سرورَا وبشرَا أتراك تزيد في العمر يوماً حين لا تستطيع للمال حصرَا آكل السحت مدبرَا حين يأتي مثل قرد الجروف شكلاً وخبرَا وجهه وقفاه شلت يداه لُطخت بالسواد بطناً وظهرَا لو تغطى بألف ثوب وثوب من حرير لابد أن يتعرَّى لا رعى الله كل عل زنيمٍ وجهه فهرة ويمناه يسرى ولحاه ما دمت لا ترتجيه أو تشد به لدى الخطب أزرَا لو تأملت في الحياة ملياً لوجدت الحياة ناباً وظفرَا فترى الضد يتحداه ضدٌّ مثله ويسره أن يضرا كل هر يخيف سبعين فأرَا ويخيف الهزبر سبعين هرَّا قدر الفأر أن يلوذ بجحر مظلم الجانبين أو أن يفرَّا كل شيء إذا تعدى مداه صار فيما أرى ضلالاً وكفرَا وخصام الكرام لا يتعدى حده والوئام أولى وأحرَى في زحام الحياة نسعى وننسى أنها لم تكن لحي مقرَّا فترى ذاك يستبد بهذا ما درى أنه تأبط شرَّا وحبال الوداد من بعد وصل بُترت بين أغلب الناس بترا ويرون السراب ماء زلالاً ويظنون حمرة الجمر تمرا من يرى اليوم وجه لبنى ضحوكاً قد يراه ضحى الغد مكفهرَا يا لها من مفارقات ترينا عجباً وعجائب الدهر تترَى في زمان مضى وقد صار ذكرى كان شخب الحليب أحلى وأمرَا يوم كنا في سالف الدهر نعنى باقتناء الشياه بدواً وحضرَا الجميع يذوق لحماً طرياً من ألذ اللحوم شحماً وهبرَا مصدر الخير في القرى والبوادي كاد أن يختفي وقد كان وفرَا فغدا (النيدو) الجديد بديلاً لا يفيد وإن شربناه قسرَا ومع كل ما له وعليه قل وزناً وزاد في السوق سعرا الرضيع إليه يزداد شوقاً والوكيل الوحيد يزداد حكرَا غير أن الحياة لابد مهما حفلت بالصراع أن تستمرَّا من يريد الحياة لا يتوارى في ظلام الجحور خوفاً وذعرَا يا فؤادي يا مغرماً بالوداد لا تسل كيف أصبح العيش مرَّا كنت بالأمس عدتي وعتادي تحتفي بالحسان بيضاً وسمرَا ما بك اليوم يا فؤادي تنادي فيعز المجيب صداً وهجرَا أين مني طفولة وشباب ما ألفنا بها خداعاً ومكرَا أتغدى وربما أتعشى من شعير يعادل اليوم بُرَّا وإذا ما لبست ثوباً جديداً خِلتني حائزاً على تاج كسرى هكذا كانت الحياة بساطاً أحمدياً وهكذا العمر مرَّا قبل عصر العصير (والسندوتشات) وأكل السفرجل والكمثرى وركوب (الجموس) بعد (العراوي) واختفاء الحمير خيرَا وشرَّا وأخيرَا إليك يا سدَّ أبها ينظر (التلفريك) من فوق شزرَا