الحرب في يومها ال460: مستشفى ناصر يحذر من موت المرضى اختناقًا    الحرائق تخرج عن السيطرة في لوس أنجلوس    الشؤون الإسلامية تقيم ندوة علمية ضمن البرنامج الدعوي جهود المملكة في ترسيخ العقيدة المتزامن مع شتاء جازان ٢٠٢٥م    «الجوازات»: إمكانية تجديد هوية مقيم وتمديد تأشيرة الخروج والعودة للمقيمين خارج السعودية    الملك وولي العهد يعزيان الرئيس الصيني في ضحايا الزلزال    «الإحصاء»: الإنتاج المحلي من الخضراوات يوفر % 80.6 من الاحتياجات    السعودية تحافظ على صدارتها في حجم الاستثمار الجريء    النيابة العامة وهيئة التراث توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز حماية التراث الوطني    نائب أمير تبوك يطلع على تقرير عن مؤشرات الأداء للخدمات الصحية بالمنطقة    العراق: حل شامل في سورية لمنع التدخلات الخارجية    أمير الرياض يستقبل سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة    تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في المنطقة الشرقية    المنتدي الاقتصادي العالمي: 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030    نائب أمير منطقة حائل يتفقّد أعمال مشروع استكمال طريق "حائل - رفحاء" الجديد    مهرجان "حرفة حائل" يجذب السياح    إطلاق عيادات التمكين لتعزيز الخدمات المقدمة لمستفيدي الضمان    حرس الحدود بجازان يقنذ مواطن تعرض لأزمة صحية في عرض البحر    زلزال بقوة 3ر5 درجات يضرب إثيوبيا    انخفاض اسعار الذهب    الذكاء الاصطناعي ليس عبقرياً    حظر نقل أو نشر تسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية    5 أسباب للإصابة بالعصب السابع    هل تعود أحداث الحجْر والهلع من جديد.. بسبب فايروس صيني ؟    اعرف صحتك من لون لسانك    «سلمان للإغاثة».. يواصل دعمه للاجئين السوريين في عرسال    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    8 ملاعب تحتضن مباريات كأس آسيا 2027    «البيئة»: منى تسجّل أعلى كمية أمطار ب 89 مليمتراً    الجنف.. عدو العمود الفقري    العدالة والمنافسة على الصعود    اعتزلت الملاعب    دعم القطاع الخاص للبحوث والدراسات العلمية    الشرع يفتخر بما فعلته السعودية لمستقبل سوريا    عشاق الزيتون    أمير نجران يكرّم قائد الأفواج الأمنية بالمنطقة سابقاً    واشنطن: موسكو تمول طرفي حرب السودان    مجلس الوزراء: الموافقة على نظام المواد البترولية والبتروكيماوية وتعديل نظام المرور    أمر ملكي بتعيين 81 "مُلازم تحقيق" بالنيابة العامة    نجاح.. شهرة.. ثقافة    عوائق العلاقات الطبيعية بين لبنان وسورية    سعود بن نايف يطلع على جهود «أصدقاء السعودية»    جازان تستضيف النسخة الأولى من معرض الكتاب 2025    جائزة الملك فيصل تعلن الفائزين للعام الحالي    أساس الألقاب في المجتمع السعودي    احسبها صح .. بعيداً عن الفوضى    محتوى الإعلام الدولي.. ومؤتمر سوق العمل !    الأفلام والدخل الوطني    الاتحاد يُقصي الهلال بركلات الترجيح ويتأهل لنصف نهائي كأس الملك    هيئة الأوقاف تعرّف بخدماتها في تبوك    في انطلاق كأس السوبر الإسباني بالجوهرة.. برشلونة في اختبار أتلتيك بيلباو    خيسوس مدرب الهلال : الفريق الأفضل لم يفز الليلة والنتيجة لم تعكس واقع المباراة    إقامة بطولة أساطير الخليج.. فبراير المقبل    فارياوا يحسم المرحلة الثالثة برالي داكار السعودية.. والراجحي يتراجع    «تخصصي المدينة المنورة» يحصل على «الآيزو» في إدارة المرافق    نائب أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشروعات التي تنفذها أمانة المنطقة    بلسان الجمل    العداوة الداعمة    حماية البذرة..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اثنينية خوجة تحتفي بالشاعر مصطفى زقزوق
نشر في الجزيرة يوم 20 - 01 - 2004

احتفت اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة مساء الاثنين 13/11 بالشاعر الرفيق مصطفى زقزوق، وذلك ضمن نشاطها لهذا الموسم حيث سيكون الاحتفاء ما قبل الأخير.
بدأت الأمسية بالقرآن الكريم للشيخ مصطفى الرهوان، بعد ذلك قدم مدير الأمسية السيرة الذاتية للمحتفى به.
السيرة الذاتية
الاسم: مصطفى بن عبدالواحد زقزوق
الميلاد: مكة المكرمة عام 1355ه بحارة سوق الليل
المؤهل العلمي: الفصل السادس الابتدائي بالمدرسة الرحمانية عام 1367ه.
الوظائف الحكومية
1- خادما بالمسجد الحرام عام 1370ه، إرثا في وظيفة والدي.
2- ناسخ آلة بمكتب معالي المشرف العام على الحج والإذاعة الشيخ محمد سرور الصبان 1/2/1373ه.
3- انتقلت خدماتي لوزارة الداخلية ثم الى امارة مكة المكرمة وطلبت الاحالة الى التقاعد المبكر في 1/2/1396ه، وتفرغت لبعض الأعمال الحرة.
الأعمال الأدبية:
مرابع الأنس، ديوان شعر.
نقش على وجه القمر، ديوان شعر.
حبيبتي مكة ، ديوان شعر تحت الطبع.
وكتابه الثري بعنوان أهل الوفاء وأهل الجفاء، طبع بمصر.
الأدب والفن التجاري في الوطن العربي، طبع بمصر
بعد ذلك القى راعي الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة كلمته في تكريم الاثنينية للأستاذ مصطفى زقزوق قال فيها:
نمد القلوب قبل الأكف في هذا اللقاء مرحبين بضيف أمسيتنا وفارسها الاخ الشاعر المكي الرقيق الاستاذ مصطفى عبدالواحد زقزوق.. محتفين به وبمسيرته الطويلة في دنيا الكلمة المموسقة، والجملة الشعرية الباذخة، والألق النثري الجميل، لقد عرفناه من خلال كتاباته الصحفية المنتظمة حينا والمتقطعة احياناً، ومن خلال ديواني شعره اللذين سكب فيهما عصارة مشاعره المرهفة.. هل ترى عجبا لذلك الفتى الذي التصق وهو في الخامسة عشرة من عمره بالعمل في الحرم المكي الشريف؟ أين وجد الشجاعة على مجابهة الحياة وهو في سن الطفولة النضرة؟ كيف رسم لنفسه طريقا وسط امواج البشر في البلد الحرام؟ لماذا حمل الهم صغيرا وناء به كبيراً؟ وستظل الاسئلة تتناسل كلما اطلقنا لها العنان، والاجابات تقود الى اسئلة اخرى لان تركيبة المجتمع المكي تفرض نفسها على كافة التفاصيل التي نتطلع اليها.
فإذا كان ضيفنا الكريم يقتعد الليلة مقعد التكريم والاعزاز، فإن المجتمع المكي الذي حمله الى هذا الموقع يتربع بكل إعزاز في إهابه، وعن يمنه وشماله، محاطا بشمائل التبجيل والتوقير والاحترام.. لم يكن اليتيم الذي عرف طريق العمل طفلا ببعيد عن لحمة مجتمع متآزر متضافر متكافل.. لقد هبّ القوم بتلقائية محببة ودون ان يعلق لهم احد جرساً لأداء دور الأب الذي لقي مصير كل حي، تغمده الله برحمته، ونهضت الأم بواجباتها على الوجه الأكمل الذي انيط بها كما هو شأن كل الامهات الصابرات العابدات القانتات.. حملت الأمانة، وادت الرسالة، سلاحها الدعاء الصادق الذي يمتزج بدمع سخي في هجعة الليل، ويتصاعد مع نسمات السحر، فهي تعلم بفطرتها السليمة ان الحق سبحانه وتعالى يكلؤها بعينه التي لا تنام، وركنه الذي لا يضام..
لقد امتاز شاعرنا الرقيق بنفس خاص يشعر به القارئ متسللاً الى اعماقه في هدوء وتؤدة.. وتزدان قصائده بصور طبيعية خلابة تأخذ بمجامع القلوب، كما يختار كلماته وتعابيره بعناية فائقة، فلم اقرأ له قط تعبيرا نابياً، او كلمة سوقية، بل تستهويه المجنحات التي يطير بها الى اجمل ألوان الطيف لينسج منها ما يمتع القارئ او يواسيه في دروب الحياة بكل متناقضاتها.. لقد عرف الحب كعاطفة انسانية تسمو بالنفوس فوق كل الاشواك والأنواء.. وأي نفس تلك التي لم تعرف الحب؟
وكانت تجربة ضيفنا الكبير في هذا المجال خصبة وغنية وان جعلته يتجرع صبابات الهوى، وغصص الأسى، في أكثر من موقع.. بيد أنه ظل قويا يصارع الامواج بصبر وجلد نادرين، وقد منحته هذه المواقف قدرة فائقة تجعله من كبار من وسموا بالخروج علينا ببيت الفجاءة الذي تختم به بعض القصائد، فينزع القارئ من الإطار الذي سارت عليه القصيدة من اولها لينعطف به فجأة الى قرار يفجره الشاعر في آخر القصيدة، مما يمنحها بعداً لا ينسى، وسراً من اسرار البلاغة الرفيعة.
ولفارس امسيتنا من الخصال الحميدة ما يشرح الصدور، وتقر به الأعين، فقد استحوذت عليه شهامة المكي الأصيل، وطبع بنبل رجالات النخوة واريحتهم، تراه يتهلل بشراً عندما يُقدم أية خدمة يستطيعها لكل من يلتمس منه معروفاً، فهو كريم بماله وان كان ممن ادركتهم حرفة الأدب، باذل لشفاعته الحسنة بغير منٍّ ولا أذى، يمشي في حاجة اخوانه محتسباً الثواب عند الله سبحانه وتعالى، وفوق هذا وذاك فهو العفيف النظيف المترفع عن الصغائر ودنس الدنيا.. يمحض اصدقاءه الحب والود والاخاء والصفاء حتى يُتعب من عاصره وعرف طبائعه، كما تجيش بوجدانه الكثير من العواطف السامية، وحاشيته الرقيقة تجعل دمعته سريعة الانسياب، تكاد ترسم خطى عبرة وضنى على وجنتيه.. وتتسابق كلمات الدعاء التي ينثرها درراً بين شفتيه اذا تحدثت معه عبر الهاتف او لقيته في مناسبة من المناسبات التي قليلاً ما يرتادها، وكل ذلك جزء لا يتجزأ من اصالة تربيته وكريم منبته، وصلاح وخصوبة البيئة التي نما فيها عوده.
ثم ألقى بعد ذلك الشاعر أحمد سالم باعطب قصيدتين تخللهما نموذج للمتحفى به:
من مهبط القرآن من أم القرى
من مأرز الإيمان شع ومن حِرا
ومن المروج الخضر من وادي قبا
تسري نسائمها تُعطر خيبر
ومن الرمال البيض باسمة الضحى
تسقيهم بدر العظيمة كوثرا
والنصر بالإيمان فاض سناؤه
غمر السهول تألقا وروى الذرا
ثم قرأ نموذجاً للشاعر المحتفى به:
كيف لا اشتكي بطول الخصام
حين اسرفت في حديث الملام
أنت بادرتني بهجر طويل
ثم انذرتني بمنع السلام
كيف حالي وقد براني غرامي
من لهيب الهوى وعنف الهيام
اشتكي تارة اليك وابكي
بدموع تفيض مثل الغمام
ضاع صبري من التجني وفيه
وطأة خلتها كحد الحسام
قد رميت الفؤاد مني بسهم
لست أقوى على انتزاع السهام
يا لك الله من حبيب عصي
حسبك الله.. يا رقيق القوام
امسكتْ حدةُ الخصام لساني
فكأني هنا عييّ الكلام
بين عينيّ كل ماضٍ أنيسٍ
وزمانٍ مكللٍ.. بالوئام
وفي قصيدة شعرية خاطب الشاعر أحمد باعطب الشاعر مصطفى زقزوق بالأبيات التالية:
يا ربيب النهى ونبض المشاعر
مبدع في النثير أنت وشاعر
بلبل يأسر العقول بشدو
تتغنى به الرؤى والخواطر
روضك الأفق بالفتون غنيّاً
أنت من اجمل حبه العمر ساهر
في بحور الخليل أنت خبير
تحسن الغوص لاصطياد الجواهر
ولك الارض جنة مصطفاة
فتنقل كما تشاء وسافر
يا صديقي اذا اطلْتَ التنائي
وتجاوزت ما تكنُّ الضمائر
وتبرأت من رِضاب التلاقي
وتساميت عن بريد الحناجر
أتُرانا نُطيق عنك اصطبارا
ان تكن قادراً فلست بقادر
ألقيت بعد ذلك قصيدة للأستاذ الشيخ محمد بدر الدين ثم كلمة للأستاذ فاروق باسلامة.
ألقى بعد ذلك المحتفى به الأستاذ مصطفى زقزوق كلمته التي جاء فيها:
أيها الأعزاء
بلسانِ الحبِّ أخاطبكم.. معبراً لكم جميعاً عن شكري على حضوركم هذه الأمسية العاطرة بكم.
وأتقدم بصادق العرفان والامتنان لسعادة أخي الكريم الوجيه الشيخ عبدالمقصود خوجة.. على ترحيبة بدأت معي منذ زمن طويل. وتعامله النقي ليكتب بها على جدار الزمن سباقه لكل خير. فيخاطبه الوجدان اعتزازاً بنبله وارتفاعه بمثالية تجد في وسامتها ذلك التعريف بقيمة الشهامة ومحاسن الأخلاق.
وانطلاقة النفس إلى حيث تحب، وتخلصها من أسر الهموم، ورواسب الأسف يمنحها الفرصة للتجدد مع آمالها وعلاقاتها بالجوانب الإنسانية ومسراتها كصوت شعر منغوم وأرجاً أكتب به عنوانا مضيئاً للكرم. فلا يستغرقني التأمل لقراءة تلك النماذج التي تكاد ان تصبح نادرة في حاضرنا.. وقد كتبها صاحبها بإرادة واعية في خزائن الأدب.
واستعراض قراءة أصالة شجرتي الترابية إنما هي خلاصة لتاريخ عزيز على نفسي أحاكي به تجاربي وقد سطرتها بدمي ودمعي في سجلات شرف الحياة وانها ميراثي..
ثم ألقى نماذج من شعره.
حياة وذكريات
هذه ملامح لحياة أهل مكة شرفها الله لما يزيد عن ستين عاماً شعر.. مصطفى زقزوق
يا حنيني للبيوت الباليه
أينها زالت وعاشت باقيه
في خيالي صورة لا تنتهي
وحديثُ الذكرياتِ الغاليه
كيف كان الليلُ من أوله
فيه ايحاء لنوم العافيه
ثم نصحو في بُكورٍ ضاحكٍ
وانطلاقٍ لشؤون ساميه
لا تقُلْ عن عيشنا ما لونه
وقناعات نفوس راضيه
واعتصامٌ من طموح جائرٍ
وثباتٍ لظروفٍ قاسيه
لم نُهنْ يوماً ولم تجرِفنا
عاصفات من رياح عاتيه
كم غلبنا الصبر في آمالنا
واستعذنا من هموم واهيه
والسماحاتُ التي ما بيننا
هي أقوى في عقولٍ واعيه
وتشكلنا كياناً طيباً
وتوحدنا نوايا صافيه
فلسطين
كتبتُ هذه القصيدة منذ عهد طويل وكأنها تتكلم بلسان اخواننا الفلسطينيين وتحكي واقعهم اليوم
شعر.. مصطفى زقزوق
لا تَسَلْ عنْ دُمُوعِنا أو شَقانا
ولد الحزن قبلنا فاحتوانا
وهو نزفٌ من المواجعِ يُدْمِي
كلَّ نبض مستيقظ في قوانا
إن ضحكنا.. وإن بكينا بيوم
فيه تستهدف المآسي خُطانَا
أو أقمنَا استارنَا من رَميمٍ
تستفز الرياح شكوى رؤانَا
وشقاءُ الأحلام داءٌ مُخِيفٌ
في جبينِ الأيام يبكي مُنانا
ما الأسى ما الجراح دعوى سلامٍ
غير رجم يُصيبنا في عُرانا
كل روعٍ أضحى عدواً عنيداً
ويُماري بنا عيانا بيانا
ويموت الوفاء بالغدر حتى
يهزمُ الشكُّ بعدهُ منتهانا
وحديثُ الأشجانِ زعمٌ كليلٌ
يا جُنونَ الأحزانِ.. ماذا دهانا
يقظة الروح
شعر.. مصطفى زقزوق
في فتونِ الصبا وزهوِ الشباب
واختيال الهوى وعطرِ الثيابِ
عاد كالعيدِ في صباحٍ ندي
أو هو الغيثُ بعد طول احتجابِ
سكن القلبُ حين أقبل يسعى
ودعا الروحَ للقاءِ المُهابِ
واستجابت مدامعي وشُجوني
واصطباري ولوعتي واكتئابي
فتضاحكن بين عطفيه شوقاً
وتباكين من هوانِ الغيابِ
فانتهى آسفاً يُداعبُ دمعي
وذَرى الشكَّ في جنوح اضطرابي
قال لي.. والفراقُ محضُ بلاءٍ
فيه ما فيهِ.. من صنوفِ العذابِ
ها أنا اليوم بين عينيكَ حَظٌ
مُستعادٌ وفيه صفوُ المآبِ
كيف سامحته.. وأحزان أمسي
كيف ضاعتْ.. تبخرتْ كالسرابِ
وانطلقنا كأننا في مدارٍ
من نعيمٍ على متونِ السحابِ
وابتساماتنا تُعانقُ كِبراً
نبضَ روحينِ في جنونِ التصابي
* **
يا مُنى النفسِ والمحبةُ فرضٌ
يوجبُ العفوَ عن قضاءِ العِقابِ
يسترُ الحسنُ للحبيبِ خِلالاً
ويُعيدُ الوفاقَ حُسنُ العِتابِ
حرمة البيت العتيق
قف بالطوافِ على الخطيئة نادما
واخضع لربك خاشعاً مستسلما
وأمام هذا البيتِ كنْ متأدباً
تجد العنايةَ والسلامةَ مغنما
واشرب دواءَ الداءِ ماءً شافياً
مازالَ زمزمُ للمواجعِ بلسما
من جاءَ مكةَ خشيةً ومهابةً
ويلحُ في طلبِ الرضا مسترحما
فالله ذو فضلٍ وصاحبُ مِنّةٍ
سبحانهُ يُعطي ويَعفو دائما
فمن اتقاهُ وخاضَ في آلائِه
هاشَ الحياة مُكرّماً ومُنْعما
ولكلِّ مُعتصمٍ به في رحمةٍ
ويفوزُ بالحُسنى لهُ من أسلما
ثم الصلاةُ على النبي وآلهِ
تِعدادَ من صلى عليه وسلما
وطني
شعر.. مصطفى زقزوق
كتب هذه الأبيات الشعرية على نسق الأناشيد وقد لُحنت لتغنى
وطني ياموكبَ النورِ ومجدَ الزمنِ
يا أغانيَ التي أشدو بها بالمننِ
تفتديك الروحُ مِنْ أجلِ الأمانْ
ولكَ النصرُ تغاريدَ اللسانْ
أنت في سمعي نشيدٌ عاطري وفمي
أنت رُوحي وفؤادي وحياتي ودمي
أنت للدُّنيا بيانٌ وحديثٌ وشجونْ
دُرةٌ في مَفْرِقِ الكونِ ودرعٌ وحُصون
قف تأمل أيُها الساري نعيمَ الحاضرِ
قفْ تمتع بينَ أرجاءِ المَقامِ الطاهرِ
وتمهلْ فالأماسيُّ سنا
والمُنى ترقصُ بالحبِّ لنا
رعاك الله ياوطني
زمن الجفاء
شعر... مصطفى زقزوق
لو تعلمين بوَجد صَب مُغْرَمٍ
حرفَّي تمزّق من جفاءٍ مُحْكمِ
فطن ويخذلُني الذكاءُ وإنني
أرهقتُه ذُلاً لوعْدٍ مُرْغمِ
وحلاوةُ التّحنانِ خفْقُ مشاعر
أزرتْ بِها صحراءُ ليلٍ مُظْلِمِ
تلك السُها أم تلك ومضُ غمامةٍ
سطعتْ بمهجةٍ عاشقٍ متوهمِ
قد تيّمتهُ بحيلةٍ مصنوعةٍ
في ذاتِ يومٍ من مساءٍ مُبهْمِ
أغراهُ في ضعفِ الأناةِ شبابُها
وفتوُنها في سحرِ حُسنٍ مُلْهِمِ
لا يستتبُّ عبيرُه من حولها
حتى يَفيضَ بمعطفٍ متبسمِ
وجسارةُ الطرف الغويّ كأنَّه
سهمٌ يغيرُ بخافِقٍ متبسّم
حرُّ الغليلِ يقيه بَرْدُ لقائها
حسبي أقيمُ بحاضرٍ متأزمِ
قصيدة ترنيمة عاشق
ومطلعها:
دعني أهاجُر فالجروحُ تجددتْ
حتى دموعي ماجرتْ وتجمدتْ
جمُّ الشقاء إذا سألتَ مزاهري
عن عمري الفاني وأيامٌ خلتْ
وتحطمتْ تلك الفتونُ وأصبحتْ
خبراً وغابت عن وجودي واختفتْ
ويلاه: ما وادعتُها وُغصونُها
ماتتْ على ظمأٍ وجفتْ وانتهتْ
قصيدة حياة وتمضي
ومطلعها:
وسلوتُ دنيا لن تُطيل مُقامي
فنُدوبُها مُستدنياتُ حِمامي
ياكم وقفتُ بِها بَأبوابِ الهوى
ونَصبتُ للغِيدِ المِلاحِ خيامِي
ولكَمْ ضحِكتُ. وكَمْ بكَيتُ وكَمْ وكَمْ
صابَرتُ فيها وارتضيتُ مَلامي
حتّى سَخرتُ بِفرْحِ عُمْرِي كُلِّهِ
وبحُزني المأسورُ في تَهيامِي
فكتبتُ عُنوانَ البِدايةِ صادقاً
وَوهبتُ للسطرِ الأخيرِ زِمامي
وقصيدة رهبة الصمت
سافري بي للمجال العبق
واكتبي اسمي بلون الشفق
وارسمي لي صورة ناضرة
في زمان متعب بالأرق
واذكريني في ارتحالي صامتاً
ذاب صوتي في جحيم القلق
وقصيدة بوحٌ رقيق
ومطلعها:
أيها السائل عن أمسي ويومي
إنني المأسور في جرحي وهمي
قد توالت رحلة العمر أسى
فإذا بي مستقر بين وهم
وإذا الدمع سخيٌّ نازفٌ
ليته جف فلم يجرِ ويهْم
هل غداً أرجوه فجراً ضاحكاً
أم تُرى الأحلام تصميني وتعمي
وقصيدة جراح الأمس ومطلعها:
هدأت جراح الأمس بين جوانحي
وتبددت في حب من أهواه
فغدا إذا جاد الزمان بوصله
سأميل منكباً على يُمناهُ
ولسوف أخبره بما فعل النوى
وبأنني أحيا على ذكراه
حين التقيت به لأول مرة
وتصافحت عيناي بل عيناه
هطلت دموعي والجوانح صفقت
لم أدر ما دمعي وما معناه
وقصيدة مداولة مطلعها:
مزقت شكي فعاد الحب إيمانا
فاستنطقوا الآه في شتى خفايانا
على ضفاف الهوى قد كنت مغترباً
وخافقي ينشد السلوى وذكرانا
ويا لِحَظِّي الذي أغرى بعابقةٍ
جاءت تبادلني شوقاً ووجدانا
أعيش لليوم والآهات تسألني
هل يستعيد زماني بعض ما كانا
يا من يعاتبني في غير مرحمة
من كان منّا الصدى؟ من كان أشقانا؟
بعد ذلك أجاب الضيف المحتفى به على أسئلة الحضور وعلّق على بعض المداخلات.
- مداخلة من محمود عنقاوي وسؤال من عدنان محمد حسن فقي.. عن شعر الزقزوق الذي لم ينشر، وسؤال من عبدالحميد الدرهلي عن سبب عدم إكماله للدراسة وسبب إبداعه.
وسؤال من د. عصام خوقير عن شعره العذري.
وسؤال من منصور آدم عن القصيدة التي هزته في مكة فقال عن شعر طاهر زمخشري غناها طارق عبدالحكيم وتساءل عن تأثره بالرواد.
* ختمت الأمسية بسؤال للاذاعي والصحفي جميل الفهمي عن تحول الأثنينية إلى مؤسسة وهل سيكون لها نظام معلن وهل سيزيد عدد الأعضاء؟
أجاب الشيخ عبدالمقصود أنه أمر تردد فيه كثيراً لأن العالم يعيش عالم مؤسسات ونحن جزء من هذا العالم، وتحدث عن جهود من ساندوه منذ بداية الاثنينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.