إن المتأمل في شعراء هذا الجيل وشعراء الرعيل الأول يجد الفرق الشاسع والبون الواسع بين الجيلين شعرا وتعاملا، فشعراء الجيل الأول يتسمون بجزالة الشعر وحسن التعامل والتواضع ولين الجانب، أما شعراء هذا الجيل وللأسف الشديد إلا من رحم الله في شعرهم الكثير من الضعف، إذ لا يتصف بالجزالة وقوة التعبير، إضافة الى الغرور الذي اتصف به الكثير منهم حتى أصبح بعض منهم يرى أنه فريد زمانه في الشعر، ولسان حاله يقول: (أنا شاعر هذا العصر) ليست صريحة يقولها، ولكن تفهم منه عندما يتحدث عبر الصحافة أو وسائل الإعلام، ولا أبالغ عندما أقول قلما نجد من شعراء هذا الجيل من يمتعنا ولو بقصيدة واحدة بعدما ننتهي من قراءتها نقول عنها جميلة من شاعر فذ، ولكن الواقع يتحدث وينبئ عن انحدار شديد في مستوى الكلمة الجميلة عند مجموعة كبيرة من شعراء هذا الزمان، إذ لا طعم ولا جمال لما يكتبون، وإنما مجرد كلام قد تم تصفيفه بوزن وقافية، أما الذوق والجمال فلا يوجدان فيه، وفي وقت اختلط فيه الحابل بالنابل أصبحنا نرى الشعراء يقدمون قصائد كثيرة لكنها تفتقد الى الحس والكلمات المبهرة التي تجذب القارئ عندما يرددها، وعندما لا يجدون من يوجه لهم النقد ويدلهم على طريق الصواب يتمادون في تقديم الرديء من الشعر ظنا منهم بأنه جميل ورائع، وبعضهم يتقبل النقد برحابة صدر بل ويحرص على ذلك وهؤلاء قلة، وبعضهم يرى الناقد بعين الحقد والبغض لمجرد أنه وجه لهم النقد غرورا وتكبرا، وما أكثر هؤلاء في الوسط الشعبي! ورفضهم للنقد دليل على جهلهم وتخلفهم وتقهقرهم للوراء، وأي إنسان لا يقبل النقد الهادف المفيد يشك في عدم ثقته بنفسه، وهو كذلك والشاعر اللبيب يقبل من الآخرين نصائحهم وتوجيهاتهم إذا كان يحب أن يرتقي بنفسه ليس في الشعر فقط بل في كل مجالات الحياة، نعم هناك مجموعة من شعراء هذا العصر رغم قلتهم إلا إنهم أفذاذ في كل شيء بشخصياتهم، وبكلامهم وتواضعهم، وبشعرهم لكن نريد أن نرى المزيد من هؤلاء الأفذاذ خدمة للأدب الشعبي، وكلما زاد عدد الممتعين من الشعراء كبرت مكانة الأدب الشعبي، وارتقت فهو بالأفذاذ يسمو ويعتلي القمة، فيا أيها الأدباء للعمل على الاعتلاء بأدبنا بتقديم كل جميل نثرا وشعرا، وكل ذلك في خدمته وخدمة محبيه، وللجميع خالص شكري وتقديري. صالح بن عبدالله الزرير التميمي الرس ص.ب 1200