كلنا يقرأ الشعر ويردده ويحبه ولكن طالما دار في خلدي سؤال هل كل مانقرأه شعر؟..وهل كل ماختم بوزن وقافية هو شعر؟..اذا كان كذلك فلماذا سمي شعراً؟..والشعر من الشعور ينساق مسطراً أروع المشاعر والأحاسيس. وليس بالشرط ان يكون عاطفياً ليسلب القلوب ويسكن العقول فهناك شعراء لهم اُسلوب خاص في اللعب على القوافي فيحولونها الى معزوفة جميلة سلسة تدخل القلوب بلا استئذان كدخول العطر خلسة من شباك مغلق. هناك أركان عندما تجتمع في الشعر يكون الشاعر قد نجح في توصيل مايكتب للمتلقي،القافية والوزن والصدق والسلاسة والميول والصور الجمالية فالتكلف في القصيدة ومحاولة فرد العضلات اللغوية هي العدو الاول للقصيدة فالشاعر أحياناً يعري نفسه في محاولة التفرّد فلا هو الذي تفرَّد بما يكتب ولاهو الذي واكب العصر وعاش زمانه. ذائقة المتلقي صعب الوصول اليها فاليوم بعد وسائل التواصل الاجتماعي اصبح القارئ هو الناقد والناشر ومقدار نجاحك بمقدار تقبله لما تكتب. في الزمن الماضي كان لكل غرض شاعر يتفرد ويبرز به اكثر من غيره لأنهم كانو يكتبون مايشعرون به بصدق فتظهر ميوله جلية للقارئ اما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل لقلة من يبرز في خط واحد ويتميز من خلاله باستثناء شعراء قلة استطاعوا حفر اسمائهم في ذاكرة القرّاء رغم الصعوبات على سبيل المثال الشاعرة القديرة سعاد الصباح التي اتخذت اُسلوبا مختلفا في الكتابة واستطاعت ان ترسم صورة جميلة للمرأة العاشقة في كلماتها وكان الشاعر خلف بن هذال ولا يزال الاول في الخليج العربي في الشعر الوطني حتى انه لقبّ بشاعر الوطن ويبقى اغلب الشعراء والشاعرات مغيبين عن خيال القارئ لان اغلبهم يقولون مالا يشعرون تحسباً للنقد والمجتمع المحيط بهم حتى تعودنا ان يسمى شاعر الغزل بالعاشق وشاعر الفخر بالمهايط وشاعر المدح بالمنافق أو المسترزق. فكيف تغيرت المفاهيم لتقتل ميول الشاعر ورغباتة وتفرده؟.. همسة: ماكل من يضحك سعيد بحياته ولا كل من يبكي به الحزن مكنون بعض البشر حزنه يزيد بحلاته يفوح طيبه لاغدا الحيل موهون